المكتب الإعــلامي
ولاية الأردن
التاريخ الهجري | 26 من شـعبان 1442هـ | رقم الإصدار: 1442 / 19 |
التاريخ الميلادي | الخميس, 08 نيسان/ابريل 2021 م |
بيان صحفي
النظام في الأردن يعاني أزمات خانقة تأخذ بعضها برقاب بعض
تابع الناس في الأيام الماضية سلسلة من الأحداث بدأت يوم السبت الموافق 2021/4/3م بزعم النظام تعرض أمنه واستقراره لمؤامرة، قام على إثرها بحملة اعتقالات وإصدار بيانات رافقها ظهور تسريبات ثم تدخل وساطات ليخرج رأس النظام الملك عبد الله الثاني يوم الأربعاء الموافق 2021/4/7م برسالة مكتوبة نشرت في وسائل الإعلام؛ يقول فيها "إن الفتنة وئدت، وأن أردننا الأبي آمن مستقر".
ولا يخفى على المتتبعين للأحداث بدقة ووعي، ما يعانيه النظام في الأردن - منذ ولادته على يد الإنجليز - من أزمات متلاحقة تأخذ بعضها برقاب بعض، ولن تكون هذه آخر أزماته، لأن ما يعانيه هذا النظام هو أزمات وجود وحكم وسياسة واقتصاد ...الخ، وهي نتيجة طبيعية لنبذه أحكام الإسلام من تسيير حياة الأفراد والمجتمع والدولة، وخضوعه لنفوذ الكافر المستعمر الذي قام بتجزئة بلاد الإسلام واقتطاع الأردن من أصلها الطبيعي بلاد الشام.
وأمام هذه الأزمة فإننا في المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية الأردن نود أن نوضح الأمور التالية:
أولاً: إن النظام في الأردن يتردى في أزمة حكمه وهو ساقط لا محالة، فالفساد في الحكم والتأخر في الدولة آت من الفكرة التي يقوم عليها هذا النظام، وهي فصل الدين عن الحياة، وفي الحكم الذي استند إلى بريطانيا ومن بعد إلى أمريكا وهما دولتان استعماريتان تتصارعان على المكاسب في بلادنا، فالنظام الحاكم بطبيعة حاله قائم على تنفيذ وتحقيق مصالح الغرب الذي يعطيه السند للاستمرار في الحكم، وهذا النظام لم ولن يعمل لمصالح الأمة وشعبه لأنه لا يستند إلى الأمة في وجوده وشرعيته وهي السند الطبيعي لأي حاكم.
فالنظام الحاكم في بلادنا يسلب الأمة سلطانها، وأهل القوة يجعلون السلطان بيد الحاكم الذي بدوره يرجو المحافظة على كرسيه عند الغرب المستعمر سواء الأوروبي أو الأمريكي، والصراع على قواعد اللعبة نفسها لا يغير من حال الأمة في شيء، خصوصا من ضمن العائلة الحاكمة وعلى أساس خدمة الكافر المستعمر، وليس أدل على ذلك من وصول الأوضاع إلى الحضيض عبر المئوية من خلال موظف ينتظر إملاءات السفارة البريطانية ومسرحياتها.
ثانياً: إنه من الخطأ أن يطغى على الموقف الحديثُ عن تغير وجه الحاكم أو نهجه، وبقاء الأنظمة والقوانين والدساتير كما هي من وضع البشر، أو المطالبة بتغيير بعض الأنظمة والقوانين، فإن هذه عبارة عن ترقيعات لا تُحدث أي أثر، إنما التغيير والنهضة يأتيان عن طريق فكرة سياسية يقوم عليها الحكم، وبعبارة أخرى بناء الحكم على عقيدة عقلية تنبثق عنها الأنظمة والقوانين وتكون هي وجهة النظر في الحياة، وما قامت نهضة في الدنيا إلاّ على هذا الأساس ولا سار أحد بنهضة وحققها إلاّ سار في هذه الطريق.
والنظام الحاكم هنا يبحث عن مصالحه وهي بقاؤه في الحكم وخدمة الغرب الكافر بغض النظر عن وجه الحاكم، فالتوجه هو نهج الآباء والأجداد ولم يكن نهجهم إلا الخيانة والتخاذل والاستسلام وتسليم مقدرات البلاد للغرب ونهب ثرواتها واستباحة أراضيها.
ثالثاً: إنه من الأسى أن يكون في من يدعو للتحرك في الشارع من يظن خيراً في أمريكا أو بريطانيا أو غيرهما، ويظن أن هذه الدول ستترك أهل الأردن يعالجون أزماتهم علاجاً جذرياً أو يعالجون الأزمة السياسية علاجاً ناجحاً، فلا بد أن يكون واضحاً في ذهن أهل الأردن أن هذه الدول لا يرتجى منها خير فهي أس الداء والارتباط فيها هو الموت الزؤام، بل ستوجِد شتى العراقيل ومختلف الصعوبات للحيلولة دون معالجة أزمات بلادنا، وستعمل على بث وترويج أفكار تثير الاضطراب والقلاقل وتُعمّق الفجوة بين أهل الأردن.
رابعا: إنّ التغيير الذي يجب على الأمة أن تنشده وتسعى إلى تحقيقه دون كلل ولا ملل هو تغيير النظام من جذوره تغييرا انقلابيا شاملا بحيث لا يبقى للأنظمة الوضعية الحالية أي أثر، وهذا يشمل تغيير الدستور والقوانين وجميع أنظمة الحياة، واستبدال النظام الذي أقامه الرسول ﷺ في المدينة المنورة بها وهو نظام الإسلام، بحيث تكون العقيدة الإسلامية هي الأساس الذي ينبثق عنه الدستور والقوانين وجميع الأنظمة؛ وذلك باختيار خليفة للأمة الإسلامية جميعها تبايعه على أن يحكمها بالكتاب والسنة مقابل طاعته في المنشط والمكره، خليفة ينطبق عليه وصف الرسول ﷺ حيث قال: «خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ» خليفة يكون درعا واقيا للأمة لا ناهبا لخيراتها منكلا بها، يقول الرسول ﷺ: «وَإِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ» رواه البخاري.
فيا أهلنا في أرض الحشد والرباط:
إنه لمن المحزن أن تكون بلادنا ساحة لصراع المرتبطين بالسفارات الأجنبية، ينفذون أجندتها، ويتآمرون على البلاد والعباد، ويعادون الإسلام وأنظمته، ولا يدخرون جهداً في إذلال شعبهم ونهب مقدراته، وأنتم قادرون على التغيير عليهم، ولن يكون التغيير حقيقياً إلاّ إذا لُفظت جميع الأنظمة الوضعية الباطلة ورُفضت نماذج الحكم المختلفة من ملكية وملكية دستورية وجمهورية، وقُطعت خيوط السفارات التي تحرّك الدمى على المسرح، ولا يكون ذلك إلا بتبني الإسلام العظيم، والوعي عليه، والعمل لإيصاله إلى سدة الحكم تحت قيادة حزب التحرير. وإن ذلك لكائن بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي ستجعل الإسلام موضع التطبيق وتقصي العملاء وتدحر المتآمرين وتحافظ على ثروات البلاد وتقضي على كيان يهود، فكونوا مع العاملين لها.
قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية الأردن
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية الأردن |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: http://www.hizb-jordan.org/ |
E-Mail: info@hizb-jordan.org |