المكتب الإعــلامي
ولاية الأردن
التاريخ الهجري | 21 من جمادى الثانية 1443هـ | رقم الإصدار: 1443 / 13 |
التاريخ الميلادي | الإثنين, 24 كانون الثاني/يناير 2022 م |
بيان صحفي
تشكيلُ الأحزاب السياسية تحت مظلة النظام والدستور الوضعي
عونٌ للنظام وإمداد له بأسباب الحياة، ولا يُنهض أمةً ولا يحررها
إن العمل الجماعي الحزبي هو الطريق الوحيد لإحداث أي تغيير في المجتمعات، فقدوتنا وأسوتنا محمد ﷺ ابتدأ هذا الأمر فكان عمله لإقامة دولة الإسلام وإقامة الدين في الأرض عملا جماعيا؛ فقد كان ﷺ يكتل أصحابه ويعلمهم الإسلام في بيت الأرقم بن أبي الأرقم فكانوا حزبا بكل ما تحمل كلمة حزب من معنى، وهكذا سار محمد عليه الصلاة والسلام وأصحابه على النهج نفسه إلى أن أقام ﷺ الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، دولة ذات عز وكرامة، ذات عدل ورحمة، تعاظمت حتى سادت العالم لأكثر من ألف عام طبقت فيها أحكام الإسلام، حتى تكالبت عليها قوى الكفر والاستعمار وهدمتها.
ومنذ ذلك الوقت الذي مضى عليه أكثر من مئة عام، والمسلمون يعيشون مشتتين في البلاد لا توحدهم دولة ولا يطبق عليهم الإسلام، وأصبحوا في ذيل الأمم، ودويلاتهم الوطنية القطرية التي أنشأها المستعمر الكافر، في انحطاط؛ وذلك بسبب الحكام والأنظمة العميلة التي نصبها هذا المستعمر.
إن النظام في الأردن كما هو حال جميع الأنظمة القائمة في البلاد الإسلامية كان وما زال يحرص على أن لا تكون هناك أحزاب جدية مخلصة تقوم على تغيير المفاهيم والمقاييس والقناعات لدى الناس، وخصوصاً الأحزاب السياسية المبدئية التي تعمل لاستئناف الحياة الإسلامية بإعادة دولة الخلافة من جديد، فنذر نفسه نيابة عن دول الاستعمار الكبرى لمحاربتها وقمع شبابها وسجنهم، لأنهم كانوا يدركون أن في عودة دولة الخلافة، إقصاءهم وطردهم من بلاد المسلمين، وإنهاء لتبعية هذه الأنظمة.
ولكن بعد انتفاض الأمة وتحركها ووعيها المتعاظم، ومنها أهل الأردن من جراء الأدوار المهينة والمذلة للنظام، التي باتت ظاهرة أمام العيان، وحتى أمام بطانة السوء من رجال الدولة وأدواته، فيما ينوي النظام القيام به في آخر الأدوار الموكلة إليه من تسخير الأردن وأهله للحلول الأمريكية والبريطانية مع كيان يهود سواء الحلول أو الاتفاقيات السياسية أو الاقتصادية أو الأمنية، التي يجري تنفيذ بنودها على الأرض منذ سنوات، بدا لهذه الأنظمة ولأسيادها من الكفار المستعمرين في أمريكا وأوروبا ولحماية بقائهم في الحكم، مباشرة ما يسمى بالإصلاح السياسي وتحديث المنظومة السياسية بتعديلات دستورية شاملة، تحت غطاء تنشيط الحياة السياسية وتشجيع الناس للانخراط في الأحزاب والحياة الحزبية، وتعديل آليات الانتخابات لتصبح أكثر إنصافاً وتمثيلاً على حد زعمهم.
أمام هذه الدعوة المزيفة والمضللة للنظام فيما يسمى بتحديث المنظومة السياسية والإصلاح السياسي نبين ما يلي:
1- أمر الله سبحانه وتعالى المسلمين بإقامة تكتل سياسي من بينهم، يقوم بالدعوة للإسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقال تعالى: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾، وهذا الطلب فرض على الكفاية، وكما بين الشرع فإن هذا التكتل أو الحزب يجب أن يكون قائماً على الإسلام، وأن يكون سياسياً؛ بمعنى أن من عمله الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أي محاسبة الحكام والقوامة على المحكومين.
2- لا يحتاج تأسيس الأحزاب في الإسلام إلى ترخيص من الحاكم، بل هو أمر من الله على الوجوب، والآية حصرت أن تكون التكتلات إسلامية، ويحقق من وجودها العمل المطلوب منها في الآية الكريمة والتي تدل على جواز تعدد الأحزاب.
3- لطالما أوجد المستعمر والأنظمة الحاكمة فكرة الابتعاد عن السياسة، وعن الأحزاب، حتى ينفرد هو في إدارة شؤون الأمة لمصلحته ولمصلحة أسياده، وحتى ينفّر من التكتلات السياسية المخلصة، ومن العمل السياسي، فالنظام بأعماله القمعية هو الذي نفر من الانخراط في الأحزاب، بأساليب السجن والتعذيب والمحاربة في لقمة العيش، فلا يبدو أنه جاد ومخلص في الدعوة للانخراط بالأحزاب، إلا بما يحقق الحد اللازم من وجودها، أمام الإذعان لقوى الضغط الاستعمارية، وخدمة النظام فيما تبقى له من أدوار.
4- لا يجوز أن يكون التكتل بين المسلمين على غير أساس الإسلام عقيدة ونظاماً، فقيام الأحزاب على أساس ديمقراطي علماني كما حال النظام في الأردن الذي يفصل الدين عن الحياة، هي أحزاب من جنس النظام وليست من جنس الأمة، فالديمقراطية ليست دين الأمة، بل هي دين الكافر المستعمر، لأنها تشريعات بشرية، تشريعات أهواء في مجالس النواب، فكيف إذا كانت الديمقراطية فاسدة، وزاد في إفسادها النظام بالتزييف عبر أدواته من برلمان ولجان وحكومات، وتعديلات دستورية!
5- النظام في الأردن لا يرضى بأحزاب إلا من جنسه وحسب الدستور وخصوصاً الدستور المعدل والشروط التي وضعها النظام لضمان استمرار بقائه في الحكم، فلا بد أن تكون هذه أحزاباً "دستورية" أو أحزاباً من جنس النظام، أو تكون تحت سطوة وقوة النظام إن خرجت عن إرادته، وما تأسيس مجلس الأمن القومي إلا لهذا الغرض، في ظل السماح لأحزاب على مقاس السلطة القائمة، يمكن في المستقبل البعيد أن تشكل حكومات، بذريعة تحديث المنظومة السياسية والإصلاح السياسي، إرضاءً لإملاءات المستعمر الغربي.
6- فكيف تصدق الأمة هذه الأحزاب مع وجود ما يزيد عن 53 حزبا مرخصا، آخرها الترخيص على عجل لحزبٍ يضم 48 برلمانيا بينهم 9 أعيان و39 نائبا بالإضافة إلى وزراء سابقين، وطلب ما يزيد عن 17 حزباً للترخيص تحت ظل منظومة الدستور أو قانون الأحزاب المعدل القادم؟! فهي تسعى - شاءت أم أبت - لتكون جزءا من لعبة النظام الحاكم بفساده وتبعيته الغربية وغشه لرعيته وحميميته مع أعداء الأمة من مثل كيان يهود وأمريكا وبريطانيا، وكيف ترضى أن تكون إمعة بيد النظام وأجهزته القمعية التي تمارس عليها شتى أنواع التضييق إن خرجت عن الطوق؟! فذلك يدل على خواء فكري واستسلام وسير مع النظام في تدميره للبلاد ونهب ثرواته وارتهانه لأعدائه.
أيها الناس.. يا أهل الأردن:
إن الحزب السياسي الذي مبدؤه الإسلام، والذي قام تنفيذاً لأمر الله وليس ترخيصاً على مقاس الحكام، بل الذي يحاسب الحكام ويكشف تآمرهم على الأمة بوعيه السياسي والشرعي على دول الاستعمار الغربي ومخططاته وكشفها، والذي يعمل بجد وإخلاص لإقامة الدولة الإسلامية لاستئناف الحياة الإسلامية كمشروع للأمة في بلاد المسلمين، ويحمل نهجا واحدا وخطاباً واحدا في كل بلاد المسلمين، هو حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله.
فدولة الخلافة الإسلامية هي الدولة التي تعيد للبلاد والعباد الهيبة، وهي التي توحدهم في دولة واحدة لها خليفة واحد، أمرها بيدها، لا بيد أعدائها، ولا تخشى أعداءها فتنقاد لهم وتطأطئ أمامهم وتذل لهم، بل هي التي تقود الأمة لطرد نفوذ أمريكا وبريطانيا وتسيّر الجيوش للقضاء على كيان يهود، وتسير سيراً ثابتا نحو العلوِّ والنهضة بين الأمم لتعيدنا لمكانتنا الرفيعة في العزة والتمكين، وهي التي تكون فيها السيادة للشرع والسلطان للأمة، ونظام الحكم فيها منبثق عن عقيدتها، فيعيش المسلمون فيها في ظل واقع يتفق مع أفكارهم ومشاعرهم الإسلامية.
وبذلك، كان حزب التحرير الذي قام على هذا الأساس، جديراً بأن تحتضنه الأمة، بل إنه واجب عليها أن تحتضنه وأن تسير معه لأنه الحزب الوحيد الهاضم لفكرته، المبصر لطريقته، الفاهم لقضيته، الملتزم بطريقة سيرة الرسول ﷺ دون حيد عنها، ودون أن يثنيه ثانٍ عن تحقيق غايته. وهو يدعو الأحزاب في طور التأسيس لتحذو حذوه، في أساس عمله وغايته، لتنال رضا الله وتكسب ثقة الأمة.
﴿وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية الأردن |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: http://www.hizb-jordan.org/ |
E-Mail: info@hizb-jordan.org |