الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
ولاية تونس

التاريخ الهجري    21 من ربيع الثاني 1438هـ رقم الإصدار: 06 / 1438
التاريخ الميلادي     الثلاثاء, 20 كانون الأول/ديسمبر 2016 م

بيان صحفي


اغتيال محمّد الزواري... حقيقة مرّة وعبرة للمعتبرين

 


مرّة أخرى تنتهك مخابرات كيان يهود أرض تونس وتمدّ يد الإثم والغدر لتغتال مهندس الطّيران محمّد الزواري، أحد قادة كتائب الشهيد عزّ الدّين القسّام. وقد كان المهندس محمّد الزواري بطلا من أبطال المسلمين شارك المجاهدين في فلسطين جهادهم ضدّ كيان يهود المجرم (يوم خذلها حكّام المسلمين وجيوشهم) حيث كان مشرفا على برنامج متطوّر لطائرات الأبابيل التي أدخلت الرّعب في قلوب يهود المجرمين.


إنّ القلب ليتفطّر أسى وحزناً على فقدان الأمّة الإسلاميّة بطلا من أبطالها وعالما من علمائها الذين سخّروا علمهم وجهدهم لدينهم ولأمّتهم من أجل تطهير أرضها المباركة من دنس كيان يهود. وندعو الله عز وجل أن يلهم أسرة الشهيد الصبر، وأن يسكن الأخ محمد الزواري جنات عدن التي وُعد المتّقون.


ونود بهذه المناسبة أن نبين ما يلي:


1. إن جريمة اغتيال المهندس محمّد الزواري تأتي ضمن سلسلة اغتيالات العلماء والأكاديميين المسلمين في العراق وسوريا وباكستان... وهذه الاغتيالات مثّلت سياسة غدر وجبن للولايات المتّحدة الأمريكيّة استعملت فيها جهاز المخابرات الأمريكيّة (سي آي أيه) وجهاز مخابرات كيان يهود المجرم المعروف بالموساد. ولم تكن هذه المرة الأولى التي تمتد أيدي يهود القذرة لاغتيال أبناء المسلمين من علماء ومقاومين وغيرهم، ولم تكن المرّة الأولى التي يدنّس فيها الموساد أرض تونس، وهي لم تتوقف عن قتل المسلمين في فلسطين، واغتيال كلّ مسلم ترى فيه قوّة تعين على حربها. وإنّ كثيرا من قيادات يهود التي تجوب البلدان العربية ومنها تونس ذهاباً وإياباً سرّا وعلانية، تدعو إلى حرب المسلمين وقتلهم بكلّ الوسائل.


2. تصريح رئيس الحكومة جاء غثّا باردا خجولا، بقوله "لن نسمح بالاعتداء على مواطنينا" و"السيادة الوطنيّة خطّ أحمر". ولقد داست أرضَ تونس مخابراتُ يهود وسخّرت بعضا من أبناء تونس (بعلمهم أو بغير علمهم) للغدر بأحد أبطالها، ولم تجرؤ الحكومة أن تذكر مجرّد ذكر الموساد (فضلا عن توجيه الاتّهام إليه)، فقد اكتفى وزير الدّاخليّة في حديثه الطّويل العريض عن تفاصيل الجريمة بالقول إنّ المدبّرين من الأجانب (هكذا)!!! مع أنّ الصحف التونسيّة نقلت بإسهاب "افتخار" صحف كيان يهود باغتيال المهندس محمّد الزواري، فقد ورد في جريدة الشروق التونسيّة أنّ "الخبير العسكري لصحيفة هآرتس عاموس هارئيل (وصف) الزواري بأنه مهندس الطائرات المسيرة التابعة لحماس. وقال إنه انضم أخيرا إلى قائمة الاغتيالات الطويلة حول الشرق الأوسط المنسوبة لكيان يهود،.. أما الخبير الأمني لصحيفة معاريف يوسي ميلمان فتناول تدني مهنية ودقة عملية الاغتيال، حيث اختلفت عن عمليات الموساد وخصوصا تلك التي استهدفت علماء المشروع النووي الإيراني في طهران وقادة حزب الله في لبنان واغتيال محمود المبحوح في دبي. كلّ هذه الاعترافات العلنيّة لم يرها رئيس الحكومة ولا وزير خارجيّته (المجتمع في القاهرة مع وزراء الخارجيّة العرب) ولا وزير داخليّته. وتواطأ الجميع على القول بأنّ الجريمة دُبّرت خارج أرض تونس (هكذا). في مراوغة جليّة واضح فيها تجنّب توجيه الاتّهام لكيان يهود. لماذا؟ هل هو العجز أو الخوف على مشاعر أصدقاء الحكومة من "اليهود" من أمثال الحاخام اليهودي رافائيل كوهين الذين استقبلهم وزراء الحكومة بالأحضان؟؟؟


3. هذا دأبهم وأبواقهم الإعلامية، فعادتهم تغطية الحقائق والوقائع، وتصوير الهزائم انتصارات والعار مفاخر! دولة يهود تسفك الدماء وتغتال المسلمين، ووزارة الدّاخليّة تتباهى إعلامياَ بكشفها بعض الوقائع، وتحوّل الخبر بشكل مضحك محزن (وشرّ البليّة ما يُضحك) إلى التركيز بشيء من التفاخر على مقدار المهنيّة في كشف ملابسات الجريمة، وكثير من الكلام عن السّيادة "الوطنيّة" وألوان خطوطها الحمراء، (ويبدو أنّ حمرتها لا تأتي إلا من دماء أبنائنا).


4. الأمر شبه المؤكد أنّ هذه الجريمة لن يترتب عليها كثير من السياسة، وسيكتفي الجمع من السياسيين والحكّام بالتنديد بالعمليّة الجبانة، أمّا الحرب أو الرّدّ بالمثل على كيان غاصب مجرم فقد نسي أشباه الحكّام هؤلاء معانيها، وما عادت تخطر لهم على بال، فأرواحنا - ولو كانت بالجملة لا وزن لها عندهم... فأين السيادة؟؟


أيّها المسلمون في بلد عقبة بن نافع وطارق بن زياد بلد المجاهدين الأبطال:


هؤلاء هم حكّام تونس بعد الثورة، تخاذل وعجز وارتهان، فأيّة دولة هذه التي تعجز عن حماية أبنائها؟ وأيّة دولة هذه التي تُفرّط في طاقات رجالها؟ ألم يكن الشهيد محمّد الزواري صانع طائرات دون طيّار؟ ألم يكن هو المشرف على برنامج عسكريّ متطوّر أقضّ مضجع كيان يهود وأدخل في قلبه الرّعب؟ فلماذا لم تنتبه إليه هذه الحكومة؟ ولماذا ترتمي على أعتاب أمريكا بدعوى أنّها "تساعدنا" (كما زعم الباجي قايد السبسي) في تدريب جنودنا وضبّاطنا على الطّائرات دون طيّار؟ ألم يكن المهندس محمّد الزواري الأجدر بأن يدرّب جنودنا ويكفينا شرّ الارتهان لأمريكا؟ ألم يكن المهندس محمّد الزواري أجدر من كثير من العابثين بالحماية؟ فلو كان لنا دولة لكان المهندس محمّد الزواري (وأمثاله كثيرون) وجمعيّته التي أنشأها نواة في جيشنا تؤسّس لتصنيع حربيّ يكون قاعدة للتّحرّر من الدّول الاستعماريّة التي تجعل من فتات "المساعدات" المهينة لنا بدعوى الحرب على (الإرهاب)؟


أيّها المسلمون في بلد عقبة بن نافع وطارق بن زياد بلد المجاهدين الأبطال:


إنّنا بحاجة إلى دولة عزيزة منيعة تكرم أبناءها ولا تهينهم وتحميهم ولا تسلّمهم وإن أصابهم مكروه تفزع لهم وتثأر من عدوّهم.


لقد رحل عنّا المهندس محمّد الزّواري شهيدا بإذن الله تعالى (ولا نزكّي على الله أحدا) وكان مجاهدا بطلا رفض أن ينصاع للظّلم والفساد وعمل وسخّر علمه لأمّته ولدينه فجزاه الله عنّا كلّ خير وجزاء، وإنّ في بلدنا رجالا كمحمّد رحمه الله لن يهدأ لهم بال حتّى تعود لهذه الأمّة عزّتها وكرامتها.


إنّ دم الشهداء يستصرخنا أن نغيّر واقعنا المحزن المخزي وأن ننفض عنّا غبار العجز وأن نتلبّس بالواجب الذي أوجبه الله تعالى علينا.


إنّ الواجب علينا هو تغيير هذه الدّولة وإنّ هذا التغيير لا يجوز أن يقتصر على الأشخاص الذين يتولون الحكم فحسب، بل يجب أن يطال النظام، لأنّه رأس البلاء فهو مبني على أساس فاسد، حيث جعل للبشر التشريع من دون الله جلّ وعلا، وهو نظام لا يصل فيه إلى الحكم إلا المتنفّذون ممن أغدق عليهم المال السياسيّ الفاسد وممن أعطوا الولاء للدّول الغربيّة الاستعماريّة، ليرتكبوا الخيانات ويتهاونوا في مقدرات البلد ويسمحوا للعدو أن يخترق البلد ويتجسس عليها ويقوم بأعمال إجرامية ثمّ ينحنون له بدعوى العجز وعدم القدرة. وكل تهاون مع أنظمة الحكم هذه ومع أشباه الحكام هؤلاء وكلّ سكوت عليهم أو مشاركة لهم هو تأبيد للفساد وتبييض للعجز والخيانة التي سببت المصائب ومكّنت للأعداء من البلاد والعباد.


وإنّ هذا الواجب منوط بكلّ المسلمين في هذا البلد الطّيّب (منبت الرّجال والأبطال) وبخاصّة أصحاب القوّة فهم الأقدر على التغيير وإنّنا ندعوهم أن يكونوا في صفّ أهلهم ودينهم. وأن يستجيبوا لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم. وأن ينصروا دعوة الله سبحانه وتعالى لإقامة الإسلام بإقامة دولة الخلافة الرّاشدة على منهاج النبوة، التي أمرنا بها الله سبحانه وتعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾

 


المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية تونس
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 71345949
http://www.ht-tunisia.info/ar/
فاكس: 71345950

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع