المكتب الإعــلامي
ولاية تونس
التاريخ الهجري | 18 من ذي القعدة 1439هـ | رقم الإصدار: 29 / 1439 |
التاريخ الميلادي | الثلاثاء, 31 تموز/يوليو 2018 م |
بيان صحفي
الحكومة مستمرة في سياسة إغراق البلاد بالديون
أقرّ مجلس النّواب يوم السبت 2018/07/28م اتفاق قرض بين الدولة التونسية والبنك الدّولي لتمويل برنامج دعم الميزانية يتيح للحكومة الحصول على 1.280 مليار دينار بنسبة فائدة ربويّة مقدارها 0.7%. وزعم "زياد العذاري" وزير التنمية والاستثمار أنّه لا خيار لتونس سوى اللجوء إلى الاقتراض من الخارج لتنفيذ مشاريع تنمية لا تملك الدولة المخصصات الكافية لتنفيذها، وأنّ وقف التداين يعني وقف التنمية. ودعا الوزير النواب المطالبين بوقف التداين إلى تقديم حلول للعجز الهيكلي المسجل في ميزان الدّفوعات.
إننا في حزب التحرير/ ولاية تونس، ندين هذه العقليّة التي يصدر عنها الوزير وحكومته، ونؤكد ما يلي:
1- معلوم لدى الجميع أنّ البنك الدّولي هو أداة من أدوات الدّول الاستعماريّة للسيطرة على الشعوب وتركيعها وجعلها تابعة لها، والاقتراض منها يعني إهداراً للسيادة وجعل تونس وأهلها رهينة خاضعة، للمستعمر ولا يمكن حينها الحديث عن استقلال أو حكومة بالمعنى الحقيقي، إنّما هي أوامر ينفّذها موظّفون يسمّون أنفسهم حكومة!
2- يزعم الوزير أنّ الحكومة مضطرّة للاقتراض، نافيا أن يكون لتونس أيّ مورد آخر يمكن تمويل المشاريع منه، ما يعني أنّ الحكومة قد صرفت النّظر عن استرجاع ثروات البلاد التي تسيطر عليها شركات النهب الاستعماري، فليس من برنامج الحكومة استرجاع ثروة الملح مثلا التي تهيمن عليها الشركة الفرنسيّة (منذ زمن الاستعمار الفرنسي) دون وجه حقّ، ولا في نيّتها استرداد حقول الغاز التي سلّمها بن علي بالمجان لشركات بريطانيا، ثمّ نسأل الوزير أين الـ12500 مليار التي أخذها رجال بن علي من البنوك العموميّة، أليست كافية وحدها لتغنينا عن هاته القروض المهلكة؟؟ ثمّ أين هي الأموال المنهوبة التي كشفها نواب المجلس التأسيسي وتقدّر بعشرات الآلاف من المليارات وأغلبها موجود في تونس، فلماذا لا تحصّلها الحكومة وتقينا شرّ هذا الارتهان؟!!
إنّ هذه الفئة الحاكمة (حكومة ومعارضة) لا ترى أنّ الثروات الموجودة في تونس هي حقّ لأهل تونس ولا هم معنيّون بإرجاع الأموال العامّة التي نهبها الفاسدون، ثمّ يزعمون أن الحلّ الوحيد هو في الالتجاء إلى العدوّ والاستسلام له! فهل هذه حكومة جديرة بقيادة أهل تونس؟!
3- يزعم الوزير أنّه لا حلّ للتنمية في تونس إلا الاقتراض بالربا الحرام، ونحن نقول له ولمجلس النّوّاب الذين وافقوه: إنّ الله ربّنا وربّكم قد حرّم الربا تحريما مغلّظا، يقول الله سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾، ويقول النبي r: «اَلرِّبَا ثَلاثَةٌ وَسَبْعُونَ بَابًا أَيْسَرُهَا مِثْلُ أَنْ يَنْكِحَ اَلرَّجُلُ أُمَّهُ»، فما أبشع الربا، وما أقبح من يقترفه، وما أعظم عقابه!
أيّها الوزير، أيّها النّوّاب:
أيحرّم الله تعالى الرّبا وتجعلونه الحَلّ؟؟؟ ألم تقرؤوا في كتاب الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾؟! ألم تروا أنّكم تداينتم حتّى أغرقتمونا إذ بلغ الدّين أكثر من 53.000 مليار دينار ديونا خارجية بنسبة 70.7% من إجمالي الديون؟! ألم تتعظوا من السحق والمحق ونزع البركة من المشاريع التي تؤسسونها بالربا؟! ألم تروا أنّكم كلّما تداينتم زاد الفقر تفشياً والدّينار سقوطا، نتيجة لتطبيقكم النظام الرأسمالي الذي يقوم على تحليل الربا؟! عَنْ جَابِرٍ قَالَ: «لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ e آكِلَ الرِّبَا وَمُؤْكِلَهُ وَكَاتِبَهُ وَشَاهِدَيْهِ وَقَالَ هُمْ سَوَاءٌ» أخرجه مسلم.
فأين أنتم ذاهبون بهذا البلد الطّيب وأهله؟ لا نراكم إلا تسوقوننا إلى الهلاك، إلى استعمار يتحكّم فينا يذلّنا ويأخذ أموالنا.
أيّها المسلمون:
هاته الحكومة ومعها برلمانها يزعمون أن لا حلّ لتونس إلا بالتداين الخارجي، وإنّنا في حزب التحرير قد قدّمنا الحلول القابلة للتنفيذ العملي الفوري، وهي حلول مستنبطة من القرآن الكريم ومن سنّة نبيّنا محمّد e، ولكنّ هذه الفئة الحاكمة أعرضوا عنها مستكبرين. وها هم سادرون في غيّهم لا يرون إلا إلقاءنا تحت أقدام عدوّ جشع أشر! يعرضون عن الإسلام الذي حوى أحكام الله التي أنزلها على نبيّكم وفيها كلّ الحلول الصحيحة التي تنقذكم من كلّ الأزمات والضنك الذي فيه تعيشون! وجعلوكم تحت طائلة قوله تعالى: ﴿ومَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ﴾ فهل هذه هي الدّولة التي تريدون؟!
فما بالكم وبين أيديكم دين عظيم هو الإسلام؛ الدّين الذي أنزله الله على رسوله، ففيه جميع الحلول لمشاكلنا ومنها المشكلة الاقتصاديّة...
إنّ حزب التحرير يجدّد نداءه إلى أهل تونس بلد عقبة بن نافع، بلد الزيتونة، بلد الفاتحين الأبطال:
إنّنا نحتاج إلى دولة حقيقيّة تكرم أهلنا وتحفظ بلادنا وديننا، وإنّ هذا الدّولة ليست الدّولة العلمانيّة المدنيّة التي تبعد إسلامنا وترمينا تحت أقدام عدوّ يتربّص بنا، إنّما الدّولة التي نحتاجها هي الدّولة التي أمرنا الله تعالى أن نقيمها؛ هي الدّولة التي أقامها الرسولe أوّل مرّة في المدينة ثمّ أمرنا الله تعالى أن يكون منّا خليفة لرسول الله e يطبّق فينا أحكام الله تعالى وينطلق لنشر الخير في ربوع الدّنيا.
واذكروا قول الله تعالى: ﴿قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية تونس
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية تونس |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 71345949 http://www.ht-tunisia.info/ar/ |
فاكس: 71345950 |