المكتب الإعــلامي
ولاية تونس
التاريخ الهجري | 2 من ذي القعدة 1441هـ | رقم الإصدار: 1441 / 42 |
التاريخ الميلادي | الثلاثاء, 23 حزيران/يونيو 2020 م |
بيان صحفي
اعتصام الكامور ومعركة التحرير
حالة من الاحتقان والغضب الشديد تعيشها مدينة تطاوين على إثر فض اعتصام الكامور ليلة الأحد 21 حزيران/يونيو الجاري واعتقال المعتصمين الذين طالبوا بتفعيل اتفاق 2017 بين أهالي المنطقة وحكومة يوسف الشاهد، بضمانة الأمين العام لاتحاد الشغل نور الدين الطبوبي الذي كان حاضرا في كل الاحتجاجات التي تستهدف بالأساس الشركات الأجنبية التي تنهب ثروات البلاد، وسط أنباء عن تعزيزات أمنية تتدفق إلى المدينة التي تمثل نموذجا للفقر والتهميش والخصاصة والبطالة وانسداد الآفاق والتفاوت الجهوي، حيث استأثرت الشركات الأجنبية بخيراتها وارتدّت ثرواتها وبالا عليها، فلم تجن منها إلا التضييق في الرزق والإضرار بالبيئة والأمراض المستعصية والقبضة الأمنية، وهو ما ينطبق على الجهات الداخلية دون استثناء. فصدق قول الشاعر: "كالعيس في البيداء يقتلها الظما *** والماء فوق ظهورها محمول".
لقد تخلت الحكومات المتعاقبة عن واجب رعاية شؤون الناس، ورضيت بدور السمسار لدى الدوائر الاستعمارية، ففتحت البلاد على مصراعيها أمام الشركات الاستعمارية الناهبة تحت غطاء الاستثمار الأجنبي والشراكة والخصخصة، وأغرقت البلاد في المديونية ورهنت اقتصاد البلاد بيد القوى الغربية وأدخلت شعبها في دوامة البطالة والحرمان والإقصاء نزولا عند شروط صندوق النقد الدولي الحاكم الفعلي للبلاد، وها هي اليوم تزج بالقوى الأمنية والعسكرية لقمع من طالبها بالإيفاء بعهودها، للتغطية على عجزها في استرداد ثروات البلاد ورعاية شؤون منظوريها، وحكومات هذا شأنها لا ينفع معها إلا الخلع والقلع.
أيها الأهل في تطاوين الحبيبة،
لقد خاض أجدادكم ملحمة ضد الاستعمار الفرنسي وعملائه الأنذال سنة 1956م، وآثروا الاستشهاد فوق قمم جبال القرى على أن يقبلوا باستقلال مزيف، فتخلّد ذكرهم في صحائف من نور، وها أنتم اليوم أمام استحقاق عظيم أن تسيروا على دربهم وتكملوا ما بدؤوه، فتحرروا الثروات المنهوبة وتستعيدوا الإرادة المسلوبة لتكونوا بحق خير خلف لخير سلف. واعلموا أن صراعكم ليس مع القوى الأمنية، وإنما مع الاستعمار وأدواته المحلية، فوجهوا سهام غضبكم نحوه، واقطعوا شرايين حياته من بلادنا، وكما تسلح أجدادكم بالإيمان رشّدوا حراككم وأهدافكم وطريق سيركم بالإسلام، ولا تنقادوا إلا لمن جعله مبدأ له حتى لا تكونوا مطية ووقودا لصراعات محلية أو إقليمية أو دولية، ففي الإسلام خلاصكم وتحرركم واسترجاع ثرواتكم من نفط وغاز ومناجم فوسفات وملح وغيره من المعادن لأن الله قد جعلها ملكية عامة يجب أن توزع عائداتها على الرعية فردا فردا، إما عينا وإما في شكل منافع وخدمات.
أيّتها القوى الأمنية والعسكرية،
إن الزج بكم في صراع مع أهلكم وأبناء جلدتكم بدعوى حماية ثروات الشعب هي جريمة كبرى ومغالطة مفضوحة، لأن ثروة البلاد تستنزف من طرف الدول الاستعمارية وشركاتها الناهبة، فأفضل نسبة تملكها تونس في حقول النفط والغاز لا تتجاوز النصف وبعضها لا تملك منها شيئا، فلا تكونوا حراسا للاستعمار على حساب أهلكم فتصبحوا مسبة الأجيال القادمة. وإن حزب التحرير يستنصركم لقطع الروابط الاستعمارية بإقامة دولة مستقلة تستند في قرارها على سيادة الشرع وسلطان الأمة دون غيرهما حتى نحدث نهضة تتلألأ بنور الإسلام.
قال تعالى: ﴿الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُور﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية تونس |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 71345949 http://www.ht-tunisia.info/ar/ |
فاكس: 71345950 |