المكتب الإعــلامي
ولاية تركيا
التاريخ الهجري | 26 من ربيع الثاني 1446هـ | رقم الإصدار: 1446 / 02 |
التاريخ الميلادي | الثلاثاء, 29 تشرين الأول/أكتوبر 2024 م |
بيان صحفي
النظام الجمهوري الذي لا إبداع له إلا الانهيار الاجتماعي والأزمة الاقتصادية هو نظام مفلس!
(مترجم)
أقيمت هذا العام أيضا احتفالات 29 تشرين الأول/أكتوبر في ظل الأزمات الاقتصادية التي لم يتم حلها منذ سنوات، والأزمات الإنسانية المفجعة، وبيئة الفوضى المتزايدة يوما بعد يوم، ومشكلة الإرهاب التي لا يتم إنهاؤها، والانهيار الاجتماعي الذي ما زلنا نواجهه. إن الدولة التركية حيث العلمانية القائمة على مبدأ فصل الدين عن الدولة وإبعاده عن الحياة لم تستطع أن توفر الرفاهية والسلام ومستويات المعيشة العالية لهذا الشعب في أي مجال؛ من الصحة إلى التعليم، ومن الأمن إلى الإنتاج، ومن العدالة إلى الأخلاق. وعلى الرغم من أن الوضع يزداد سوءا بما يكفي للحنين إلى الأمس أكثر كل يوم، إلا أن مسؤولي الدولة والجهات المؤثرة داخل النظام يحتفلون بإنشاء الدولة العلمانية باحتفالات وتنظيمات موسيقية فخمة، ويتحدثون عن المثل العليا للقرن التركي الجديد من أجل الحفاظ على النظام القديم على قيد الحياة!
إن آلية الدولة هذه، المجهزة بأنظمة الكفر البشرية المستوردة من الغرب الاستعماري، لا يمكنها الهروب من نير الغرب بنظامه ومؤسساته واتفاقياته الملزمة وابتزازه الدولي. وبينما يتم ترديد شعارات المجتمع النظيف والجيل المتدين، يتم تدمير أسرنا، ويتم جر شبابنا إلى مهاوي الانحراف والإدمان والفجور، ويتم قتل نسائنا، ولا يشعر أطفالنا بالأمان. وبينما يتم رسم صور وردية استنادا إلى الإحصاءات والأرقام والتنبؤات، فإن شعبنا يزداد فقرا يوما بعد يوم بسبب الأزمات الاقتصادية والمالية ويحرم من فرص الحياة الإنسانية؛ حيث يتم فرض العبء الهائل للربا والديون على الشرائح ذات الدخل المنخفض من خلال الممارسات الضريبية القاسية. بالإضافة إلى أن الفساد والسرقة والرغبة في كسب المال بالطريقة السهلة متفشية في كل ركن من أركان المجتمع. فالمستشفيات والمدارس والمؤسسات العامة والإدارات المحلية والمرافق المجتمعية تحتضر من عدم كفاية الخدمات ورداءتها. والقطاعات الصناعية تعتمد على الاستيراد، والزراعة بعيدة كل البعد عن تحقيق الاكتفاء الذاتي، وفرص العمل والتوظيف وصلت إلى الحضيض، وأدمغتنا تهاجر إلى الدول الغربية، والمجتمع يشيخ نتيجة انخفاض معدلات الخصوبة إلى ما دون المستوى الحرج. في حين إن الأفكار والمعتقدات المنحرفة مثل الربوبية والإلحاد والشيطانية والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية تنتشر بشكل متزايد تحت اسم الحرية، والمجتمع يبتعد بشكل سريع عن معتقداته ودينه وتاريخه وقيمه. وكما اضطررنا لمشاهدة مئات الآلاف من المسلمين وهم يُذبحون في العديد من المناطق الجغرافية في الماضي، فإننا اليوم نشاهد بغير حول منا ولا قوة الإبادة الجماعية والمجازر المستمرة في غزة ولبنان... هذه مجرد نماذج قليلة من المجتمع الذي نعيش فيه والوضع المزري الذي نعاني منه، وكل هذه من تجليات النظام الجمهوري الذي يحتفل به اليوم بمراسم و"حماسة"!
وبالنظر إلى تاريخنا الممتد لـ101 عام، من يمكنه الادعاء أن ما وصلنا إليه هو مستوى متقدم ومتفوق، وأننا أصبحنا دولة متقدمة ومزدهرة، وأننا أصبحنا مجتمعاً مسالماً وسعيداً ومستقراً، وأننا حققنا دولة رائدة صامدة وقوية وملاذاً للمظلومين؟ الذين يقولون إن المسألة ليست مسألة دولة ونظام، بل مسألة حكومات وقيادات، هل يمكنهم أن يفسروا الوضع الذي آلت البلاد إليه على يد من وصلوا إلى السلطة عبر الزمن حتى اليوم؟
الجمهورية هي اسم النظام الذي فرضه الاستعمار الغربي علينا من أجل منع عودة الإسلام ومنع المسلمين من رؤية النور، بصفة دولة قومية تأسست على أنقاض دولة الخلافة العثمانية. إن هذه الأمة التي اضطرت للجلوس في هذا المبنى المتهالك، المبني على أرض زلقة، وأعمدته متشققة ومتضررة بشدة، لا يمكن أن يتوقع منها أن تجد السلام والأمن والرخاء. ولكن لن نثبط عزيمتكم، فإِن وعد الله سبحانه وبشرى رسوله ﷺ حق، ولا يمكن للظلم أن يستمر إلى الأبد. كل ليلة يتبعها صباح، وكل شمس تغيب يليها فجر جديد. وإن ذلك الفجر هو الإسلام، هو دولة الإسلام؛ الخلافة على منهاج النبوة. ﴿إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تركيا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية تركيا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: http://www.hizb-turkiye.com |
E-Mail: bilgi@hizb-turkiye.org : |