المكتب الإعــلامي
ولاية اليمن
التاريخ الهجري | 28 من ربيع الاول 1435هـ | رقم الإصدار: u062d.u062a.u064a 167 |
التاريخ الميلادي | الخميس, 30 كانون الثاني/يناير 2014 م |
بيان صحفي حزب التحرير يرفض مخرجات الحوار بالكلية ويطرح البديل
انتهت الفترة الزمنية لمؤتمر الحوار بين القوى السياسية في اليمن تحت وصاية غربية وبحضور بعض شهود الزور "أنظمة الحكم في مجلس التعاون الخليجي"، حيث تم اختتام مؤتمر الحوار بحفل حضره ممثلون عن الدول راعية التسوية السياسية في اليمن "الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وأنظمة الحكم في مجلس التعاون الخليجي"، وأنفقت عليه الأموال الطائلة، وتم الرقص فيه على جراحات شعبٍ مكلوم، ويا للعجب فاليمن من البلاد الأكثر فقراً والأكثر احتفالاً؟!.
إن مخرجات مؤتمر الحوار سم زعاف، لم تستهوِ إلا المفتونين المضبوعين بالحضارة الغربية، التائهين في بريقها الزائف، الذين يعيشون في خصومة مع الحلول المنبثقة عن عقيدتهم وأفكارها، الذين لم يستطيعوا أن يروا النور نتيجة التغشية التي أصابتهم من جراء خضوعهم للأجنبي وتفانيهم في طاعته، ولم يطق هؤلاء أن يروا كلمة الإسلام والشريعة ضمن مخرجات حوارهم، إلا ذراً للرماد في عيون الناس وخداعاً للسطحيين الذين يكتفون بلفظة الإسلام، فيهتفون ويكبرون.
إن مخرجات الحوار لم تبنَ على أساس من عقيدة الإسلام، بل على العكس فقد كانت ثورةً على كل ما له صلة بالإسلام، وبدلاً من أن تعبر هذه المخرجات عن تطلعات هذا الشعب الذي يصبو إلى نهضةٍ على أساس من دينه القيم القويم الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى لبني البشر، بدلاً من ذلك إذا بالمتحاورين في مخرجاتهم يصورون للعالم أن هذا الشعب ما كانت ثورته إلا ضد ما تبقى من دينه، الذي يراه هؤلاء أنه سبب شقاء أهل اليمن وغيرهم في بلاد المسلمين، مع أن هؤلاء المفتونين يعلمون بأن أوضاع المسلمين ما كانت لتصل إلى هذا الانحطاط الذي هم فيه إلا حين أبعدوا عن دينهم وأبعدت أحكامه عن تنظيم جميع شئون حياتهم.
لسنا هنا في صدد تفنيد مخرجات الحوار مادةً مادةً، فأبسط نظرة إلى هذا الحوار ومخرجاته لتدل على تهافته وبطلانه إذا حوكمت بميزان الإسلام؛ فهذه المخرجات لم يكن أساسها الشرع بل إن الأساس الذي بنيت عليه هو الحل الوسط، عقيدة فصل الدين عن الحياة "عن تنظيم شئونها"، ليس ذلك غريباً؛ حيث يعلم أهل اليمن والعالم أن الراعي لذلك الحوار من دول الغرب عاجزة في ذاتها أن ترعى شؤون أهلها إلا بالمكر والدسائس والاستعمار الذي يمتص دماء الشعوب، وحين خاف هذا المستعمر بأشكاله المختلفة على مصالحه في بلاد المسلمين وخاصة اليمن بما حباها الله من ثروات، إذا به يهدد أهل اليمن بخيارين كلاهما مرّ إما الحوار وإما الحرب الأهلية، ليصرف أذهان الناس عن الحل الصحيح بقلع النظام الرأسمالي وإقامة نظام الإسلام في ظل خلافة راشدة.
لقد استطاع الغرب - وخاصة بريطانيا أن تحافظ على مصالحها في اليمن وأن تدوس على مصالح أهله لأنها لا تعنيه إلا بالقدر الذي يبقي به ماء الوجه لعملائه من الحكام أمام شعوبهم، فأين هي عقيدة أهل اليمن من مخرجات هذا الحوار؟! وأين هي أنظمة الحياة المنبثقة عنها في جميع نواحي الحياة السياسية والاقتصادية... وغيرها من تلك المخرجات؟! وأين هو أثر العقيدة على مستوى الفرد والمجتمع والدولة؟! وأين مقياس الأعمال المتمثل في الحلال والحرام، بل أين القيم العليا التي تصون المجتمع، وهل هذه المخرجات تراعي ما يجب أن يكون عليه من النهوض والرقي والعفة والنزوع إلى الكمال.
إننا نقول لأهلنا في اليمن، وخاصة في ظل هذه الاحتفالات، أن لا ينخدعوا بهذه المخرجات وأن لا تخدرهم هذه الابتسامات والمدائح من الغرب الكافر:
إذا رأيت نيوب (الغرب) بارزة ً *** فلا تظنن أن (الغرب) يبتسم
يا أهل اليمن! إن إيمانكم وحكمتكم لا ترضى لكم أن تعطوا الدنية في دينكم مهما كان عذركم، فأي عذر ستعتذرون به أمام الله ربكم، خالقكم ورازقكم، ومغنيكم دون سواه، ومالك أمركم، كيف لا وهو يناديكم ويحذركم بقوله سبحانه: ﴿وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ﴾، ويقول سبحانه: ﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾، ويقول سبحانه: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾.
يا أهلنا في اليمن! لقد بُحَّتْ أصوات المخلصين شباب - حزب التحرير - وهم يحذرونكم من مكر الغرب وحواراته، ويطرحون البديل، بل الأصيل، من الإسلام لنهضة الأمة، مستمداً من عقيدتها، إجرائياً عملياً فهلا احتضنتموه؟؟ إنه دولة الخلافة التي يرضى عنها ساكن الأرض وساكن السماء.
يا أهل اليمن! هل تحسبون أن أحوالكم ومشاكلكم سيحلها عدوكم؟! فلا تنخدعوا بمقولة: إن العالم كله معكم، فإن كان ذلك صحيحاً فمن الذي عليكم، يدير الفوضى في بلادكم يتحكم بحكامكم ويمتص خيراتكم...؟!
إننا نحذركم غضب الله ربكم إن أنتم رضيتم بهذا الحال ولم تعملوا مع المخلصين العاملين لاستئناف الحياة الإسلامية، فلتبادروا إلى عز الدنيا والآخرة والله معكم ولن يتركم أعمالكم.
اعلموا أن الغرب لا ينفق أمواله إلا في الصد عن سبيل الله، وهو يعطي القليل ليحصل على الكثير، ألم تفكروا كيف يعطيكم الأموال وهو غارق في أزماته الاقتصادية بل هو يحتضر فكرياً وسياسياً واقتصادياً؟، ولولا عصاه التي يتكئ عليها من الحكام العملاء الذين يعطونه ثرواتكم لخرّ صريعًا كأن لم يكن.
كما نحذر أولئك السياسيين في اليمن من حكام وأحزاب وعلماء ومشايخ وضباط وغيرهم أن عاقبتهم ستكون وخيمة أمام ربهم وأمام أمتهم ما لم يسارعوا إلى نبذ هذه المخرجات وراء ظهورهم ويعملوا لما فيه عزتهم ومرضاة ربهم؛ باحتضان إقامة دولة الخلافة التي يعمل حزب التحرير لإقامتها، ولا تأخذهم العزة بالإثم فيكونوا من الهالكين ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا...﴾.
ذلك هو بياننا إليكم وما علينا إلا البلاغ، وستذكرون ما نقول لكم ونفوض أمرنا إلى الله، عاملين لما يرضيه متحملين الأذى في سبيله حتى يحكم الله، ويحقق وعده، فإن استجبتم كان ذلك عز الدنيا والآخرة، وإن استكبرتم فسيهيئ الله أبدالكم ثم لا يكونوا أمثالكم، فهل تنظرون إلا سنة الذين خلوا من قبلكم.
عبد المؤمن الزيلعي
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية اليمن |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 735417068 http://www.hizb-ut-tahrir.info |
E-Mail: yetahrir@gmail.com |