المكتب الإعــلامي
ولاية اليمن
التاريخ الهجري | 28 من جمادى الأولى 1436هـ | رقم الإصدار: u062d.u062a.u064a 190 |
التاريخ الميلادي | الخميس, 19 آذار/مارس 2015 م |
بيان صحفي إلى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: اتقوا الله ودعوا التطبيل للرويبضات الحكام
طالعنا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في بيانه الصادر في الدوحة بتاريخ 26 جمادى الأولى 1436هـ الموافق 17 آذار/مارس 2015م حول نظرته للأحداث في اليمن حيث جاء في البيان: (يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أوضاع المسلمين المأساوية، وما أصابها من الفتن والمصائب والتفرق والتمزق والإرهاب والتطرف... ومن ذلك ما يحدث في بلاد اليمن، من استغلال بعض المنحرفين للأحداث الواقعة وركوبها، ليصلوا بها إلى أهدافهم الطائفية والحزبية. وينظر الاتحاد بعين التفاؤل لما تقوم به دول مجلس التعاون الخليجي بقيادة المملكة العربية السعودية من محاولات لرأب الصدع، ولم الشمل، للحفاظ على وحدة اليمن، وهيبة دولته، بقيادة رئيسها الشرعي، من خلال دعوتها لعقد اجتماعات الحوار في العاصمة الرياض، ومن خلال اتصالاته المكثفة بجميع مكونات الشعب اليمني، وحشد طاقات المملكة داخلياً وخليجياً، ودولياً لإنجاح الحوار، وتفعيل مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل لتحقيق العدل والحكم الرشيد، والوحدة، ومصالح اليمن الكبرى...). هكذا كانت مقدمة البيان! ونحن في المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن رأينا أن علينا واجب البيان على البيان وتفنيد ما جاء فيه بالحجة والبرهان، ولو بالتعرض لنقاطه بتفصيل يسير لعل الله يصلح حالنا وحال المسلمين وخاصة في يمن الحكمة والإيمان.
إن الناظر في البيان بميزان الإسلام يرى أنه صيغ بما يتناسب مع ما يريده الحكام وبعض دول الغرب التي لم يتطرق البيان لتحذير أهل اليمن منها، مع علم القائمين على هذا الاتحاد بدور الأمم المتحدة ومجلس أمنها في رعاية هؤلاء الحكام وتلك المبادرات التي تورّد لأهل اليمن باسم الدول الخليجية، وكذا مع علمهم بدور مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر في السعي للتمكين للحوثيين وإشعال النعرات الطائفية والمناطقية والانفصالية لكنهم مروا في بيانهم على هذه الحقائق مرور العميان؟!!.
لقد دعا البيان أهل اليمن لأن يتقوا الله في اليمن! مع أن هؤلاء الذين يسمون أنفسهم علماء هم الأحرى بتقوى الله وألا يقولوا على الله إلا الحق ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء﴾؛ فليتق الله هؤلاء العلماء؛ إذ كيف يعطون شرعية لحكام لا يحكمون بما أنزل الله ويدعون للالتفاف حولهم، مع أن الالتفاف يجب أن يكون حول الإسلام وحول الحاكم الذي يطبقه بعد أن يكون قد نصب بطريقة شرعية لا أن يفرضه الغرب بمبادراته وديمقراطيته الزائفة العفنة؟!
إن الأدهى والأمر أن يدعو هؤلاء العلماء أهل اليمن وتياراتهم السياسية إلى الالتزام بمخرجات الحوار الوطني، تلك المخرجات التي ترضي الغرب وتغضب الرب سبحانه وتعالى؛ حيث تنادي هذه المخرجات بالدولة المدنية التي تفصل الإسلام وما تبقى منه عن الحياة وتجعله مجرد طقوس دينية وشعائر تعبدية، بل وتطلق الحريات العامة التي ليست من الإسلام في شيء فيصير بها الإنسان كما الحيوان.
أيها العلماء الغارقون في التطبيل للحكام العملاء والتفاؤل بجرائمهم بحقّ الأمة! بالله عليكم أخبرونا أين هو الحكم الرشيد من مخرجات الحوار الوطني التي رعاها الغرب وأممه المتحدة ومجلس أمنه؟ وهل هؤلاء يريدون للمسلمين وخاصة أهل اليمن خيرا؟! إن ذكركم للحكم الرشيد ومناداتكم به يجعل بعض عوام المسلمين يحسب أنكم تقصدون ذلك الحكم الإسلامي وتلك الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، بينما يدرك الواعون على دينهم والحريصون على أمتهم والمخلصون لقضيتهم أنكم لا تفكرون بذلك مجرد تفكير، بل تهزؤون وتستنكرون وتشنعون بأقوال ساقطة - إلا من رحم الله - حيث تدعون أن الإسلام لم يحدد ولم يوجب شكلا معينا للحكم، ولا عجب فقد أصبح الغرب ودولته المدنية العلمانية قدوتكم وقبلتكم في الحكم الرشيد وأفتيتم بشرعية الأنظمة الجمهورية والملكية أنها من الإسلام، أما حين نذكر لكم الخلافة الراشدة ووجوب عودتها تشمئز قلوبكم وكأن الخلافة ليست من الإسلام؟!! بل إنها من أعظم واجباته لو كنتم تعلمون.
لقد تطرق البيان للدعوة إلى خمس نقاط فيها من التناقض والتساقط ما يجعل المسلم يقطع بأن هذا الاتحاد لا يهمه الإسلام ولا المسلمين ولا وحدتهم، بل هو اتحاد وضعه الحكام لإضفاء الشرعية عليهم لتستمر الأمة في حالة من الفرقة والشتات والذل والهوان فتسهل سيطرة الغرب عليها بواسطة هؤلاء الحكام الجاثمين على أمة الإسلام، يشاركهم في جرمهم علماء مأجورون آثروا السلامة ورضوا أن يكونوا مع الخوالف، يغردون خارج سرب الأمة، أداة تطيع الحكام وتقتات على موائدهم.
فإن النقطة الأولى في "بيان اتحاد علماء" تدعو أهل اليمن للالتفاف حول شرعية الدولة المتمثلة بالرئيس هادي! مع أن الدولة في اليمن ليست شرعية ولا قائمة على أساس الإسلام، وهي لم تولد من رحم أهل اليمن، بل توافقت مصالح الغرب على اختيار الرئيس هادي في مسرحية ديمقراطية قذرة عُيّن فيها الرئيس هادي تعيينا وكان المرشح الوحيد؟!! لقد كان الأولى بهؤلاء العلماء أن يدعوا أهل اليمن لتحكيم الإسلام وإقامة دولته وسلطانه؛ بتنصيب حاكم يحكم بالإسلام، بدل تلك الدعوات الجاهلية التي تضفي شرعية على حكام دفنوا الإسلام وائتمروا بأوامر أسيادهم الغربيين الكفار.
أما النقطة الثانية، فهي دعوة لدول مجلس التعاون الخليجي لوضع استراتيجية لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن! مع أن الأمن والاستقرار لا تنعم به تلك الدول الخليجية نفسها؛ حيث أصبحت تلك الدويلات دولاً بوليسية بامتياز تخشى رعيتها وتتجسس عليهم وتستجدي الغرب ليحميها منهم؛ فليس لها أمن ذاتي ولا استقرار سيادي، وأنى لها ذلك وهي بعيدة عن شرع الله ظالمة لعباد الله، فما لكم كيف تحكمون؟!
وفي النقطة الثالثة تتجلى حقيقة اتحاد علماء المسلمين وموقفه من أعداء الأمة؛ إذ يدعو البيان الأمم المتحدة أن تقف مع اليمن في محنته ماديا ومعنويا! وكأن هؤلاء العلماء لا يعلمون حقيقة الأمم المتحدة، وأنها داء فكيف يرتجى منها الدواء؟! وإن كان هؤلاء العلماء يعتبرون الأمم المتحدة من الأصدقاء، فمن هم الأعداء الذين أوجب الله معاداتهم والحذر منهم؟! ومن الذين يقصدهم البيان حين يحذر أهل اليمن من الاستقواء بهم حين يحذرهم من الاستقواء بالخارج؟ ثم إن الدعم المادي الذي يعطيه الغرب الكافر وأممه المتحدة إنما ينفقونه ليصدوا عن سبيل الله، فإن لم يكونوا هم ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ أيها العلماء فمن غيرهم؟! والله سبحانه يخبرنا في كتابه بحقيقة أمرهم وإنفاقهم الأموال - ولو بمسمى الأعطيات - بأنها للصد عن سبيل الله فمن أصدق من الله قيلا وحديثا لقوم يوقنون؟!
يدعو البيان في النقطة الرابعة شباب اليمن وأهلها أن ينضموا للشرعية؟!! وألا يخرجوا عليها لما يترتب على خروجهم من مفاسد؟! فعلا لقد سقطت شرعية هؤلاء العلماء عند الأمة، إذ تراهم الأمة يتخبطون بفتاويهم؛ تارة يوجبون الخروج على حكام اليوم، وتارة يحرمون ويجرمون ذلك... والأمة تدرك أن جميع الحكام لا يحكمون بشرع الله ولا يستنون بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا كان الأمر كما يقول هؤلاء العلماء بالنظر للمفاسد والمصالح، فلماذا أيدوا بل أوجبوا الخروج على الحكام السابقين وهم بمقياسهم الفاسد هذا أقل فسادا ومفاسد إن كانوا صادقين؟!
ثم اختتم البيان بالنقطة الخامسة إذ جاء فيها (والاتحاد يفتي: بأن وحدة المسلمين فريضة شرعية تفرضها أدلة الشرع القاطعة من الكتاب الكريم والسنة المطهرة وإجماع الأمة، وتؤكدها الضرورة الواقعية لأمتنا الإسلامية المهددة بالمفاسد الكبرى إذا لم تتحد، بل هي مهددة في ظل هذا التنازع الحاد والتفرق الخطير بالفشل الذريع، وهيمنة الأعداء عليها تماماً لا سمح الله). ونحن نتساءل: لماذا تكرسون أيها العلماء الفرقة والحدود الاستعمارية للدول القطرية الجمهورية والملكية في العالم الإسلامي وتضفون عليها شرعية تغالطون بها الناس وتحرمون الخروج على هؤلاء الحكام الذين لا يقيمون وزنا للشرع؟ وهل هكذا يكون حال من يسعى لوحدة المسلمين وجمع كلمتهم وتحريرهم من ربقة الاستعمار؟!! ولماذا تشمئزون من العاملين للخلافة الراشدة وتسعون في تشويههم وتصفون الخلافة بأنها مشروع غير واقعي وكأن الله ما أنزل بها من سلطان؟! مع أن فرضية الخلافة ثابتة بالنصوص القطعية من القرآن الكريم والسنة المطهرة وإجماع الصحابة. أَعَلى قلوب أقفالها؟ فلتتقوا الله ولا تكتموا ما أنزل الله من البينات والأحكام؛ فليس في الإسلام نظام حكم إلا نظام الخلافة الراشدة فدَعوا التدليس والبهتان.
وإلى أهل اليمن، أهل الإيمان والحكمة! لقد آن الأوان لتظهروا حقيقة إيمانكم وحكمتكم، وتتحملوا مسؤولية هذا الشرف العظيم الذي شرفكم الله به على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فتعملوا مع حزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة؛ فيذهب عنكم رجس الغرب والحكام العملاء الخونة وخاصة أدواتهم الطائفية الخبيثة كالسعودية وإيران.
إن في هذا بإذن الله لبياناً... والله المستعان وعليه وحده التكلان
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية اليمن |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 735417068 http://www.hizb-ut-tahrir.info |
E-Mail: yetahrir@gmail.com |