فما لك ليس يعمل فيك وعظ *** ولا زجر كأنك من جماد ستندم إن رحلت بغير زاد *** وتشقى إذ يناديك المنادي فلا تأمن لذي الدنيا صلاحا *** فإن صلاحها عين الفساد ولا تفرح بمال تقتنيه *** فإنك فيه معكوس المراد وتب مما جنيت وأنت حس *** وكن متنبها قبل الرقاد أترضى أن تكون رفيق قوم *** لهم زاد وأنت بغير زاد؟!

كان فيما قاله ابن مسعود رضي الله عنه فلا يطولن عليكم الأمد ولا يلهينكم الأمل فإن كل ما هو آت قريب ، ألا وإن البعيد ما ليس آتيا ، ألا وإن الشقي من شقي في بطن أمه ، وإن السعيد من وعظ بغيره ، ألا وإن قتال المسلم كفر وسبابه فسوق ، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام حتى يسلم عليه إذا لقيه ويجيبه إذا دعاه ويعوده…

ذكر ابن سعد في الطبقات ‏ أن عمر بن عبد العزيز ‏‏كان إذا خطب على المنبر فخاف على نفسه العجب قطعه، وإذا كتب كتابا فخاف فيه العجب مزقه ويقول‏:‏ اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ‏.