ما من أحد من الناس في الأردن إلا ويتحدث عما وصلت إليه حال البلاد والعباد من واقع سياسي خطير وأوضاع اقتصادية مزرية، والجميع يصف هذا الواقع بكل تفاصيله ويبحثون ويتحدثون عن الأسباب التي أوصلت البلاد والعباد منذ البداية إلى هذا الواقع المخيف، على أمل إيجاد الحلول للخلاص من هذا الضنك الذي يعيشون، فقالوا عن الدور الوظيفي للنظام في الأردن وما يترتب على هذا الدور من تسخير كل إمكانيات البلاد للقيام…

أيها المسلمون: إننا ندركُ أنَّ الخلافةَ الراشدةَ الثانيةَ على منهاج النبوة بإذن الله قادمةٌ، بقلوبٍ مؤمنةٍ تقية، وبأيد متوضئةٍ نقية، وبسواعدَ متينةٍ قوية، وأنفُ أعداءِ الإسلامِ راغم. وعليه فإن حزب التحرير يدعوكم أن تعملوا معه لإقامتها، ومبايعةِ العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير خليفة على العمل بما أنزل الله، تتقون به وتقاتلون من ورائه مصداقا لقوله r : «وَإِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ».

نعم لقد مُحيت الخلافة من الأرض وتسيّد الأرض المبدأ الرأسمالي الباطل، فعم الظلم واستشرى الفساد، وصار المسلمون يعيشون الذل والهوان، في ظل دويلات كرتونية هزيلة، وظيفتها تنفيذ مؤامرات الكفار المستعمرين على الأمة، إلا أن الأمة اليوم لم تعد كما كانت قبل عقدين من الزمان فقد وصلت إلى قناعة بفساد الواقع الذي تعيشه، وأيقنت أن لا خلاص إلا بالإسلام، فصارت تتوق إلى الخلافة، فجن جنون الغرب وعملاؤه،

الأمّة الإسلامية أمّةٌ حيّةٌ بإيمانها وإسلامها، وهي في مُجملها تُحبّ الإسلام، وتُحبّ تطبيق أحكام الشريعة الإسلاميّة، وتكره الكفر وأهله، وتنبذ أحكامه الوضعية، وتمقت من يدعو إلى إقصاء الدين عن الحكم، وعن السياسة، وعن الحياة، وهي في أغلبيتها الساحقة لا تثق بحكامها، ولا تحترمهم، وتعتبرهم مجرد أدوات رخيصة بيد الكافر المستعمر، وتتربص بهم الدوائر، وهي لا تثق أيضاً بعلماء بلاطهم، وتعتبرهم مجرد أبواق ذات خوار للحكام الطغاة.