المكتب الإعــلامي
ولاية اليمن
التاريخ الهجري | 29 من صـفر الخير 1446هـ | رقم الإصدار: ح.ت.ي 1446 / 05 |
التاريخ الميلادي | الثلاثاء, 03 أيلول/سبتمبر 2024 م |
بيان صحفي
الرعاية في اليمن أوهن من بيت العنكبوت!
تسببت السيول الناتجة عن الأمطار الغزيرة يوم السبت 2024/8/31 في عُزلة بني موسى "الجرف" بمديرية وصاب السافل بمحافظة ذمار، في وفاة 27 حالة وإصابة 8 حالات، وفقدان حالتين. وأوضحت وسائل الإعلام أن السيول تسببت أيضا بتهدّم 15 منزلا، وبأضرار في 8 منازل في عزلة وادي الأخشب، وجرف 4 سيارات ودراجتين ناريتين ومحل تجاري. وفي وقت سابق، قالت الأمم المتحدة إن السيول التي اجتاحت محافظة المحويت الثلاثاء الماضي 2024/8/27م، أسفرت عن وفاة وفقدان أكثر من 41 شخصا وتضرر نحو ألف أسرة. وأشار صندوق الأمم المتحدة للسكان، إلى أن الكارثة جاءت إثر أمطار غزيرة وانفجار ثلاثة سدود في مديرية ملحان.
إن هطول الأمطار على مناطق متفرقة بالبلاد منذ مطلع آب/أغسطس الماضي، أدت إلى وفاة أكثر من 120 شخصا، وتضرر نحو ربع مليون شخص، خصوصا من يعيشون في مخيمات النزوح، وبطون الأودية والسهول، وألحقت أضرارا جسيمة بالمنازل والممتلكات والمزارع والطرق في محافظات يمنية عدة، وإن هذه الكوارث تزيد مصاباً إلى مصاب أهل اليمن الذين يعانون الأمرين، وسوف تستمر المعاناة طالما المسلمون يعيشون بلا دولة تطبق شرع ربهم ويتولى أمرهم حكام مجرمون عملاء للغرب لم نرَ منهم إلا سفكاً للدماء، ونهباً للأموال والصراع على الكراسي، وبيع البلاد والعباد خدمة لمصالح الغرب الكافر المستعمر!
لقد تابع أهل اليمن مناشدات أبناء عزلة همدان بمديرية ملحان في محافظة المحويت للجهات الرسمية لإغاثتهم ولكن هذه المناشدات قوبلت بتهاون ولا مبالاة بمصاب الناس، حيث ذكر رئيس وكالة سبأ للأنباء في صنعاء بعد يومين من الكارثة بأن الوصول إلى المنطقة لا يزال متعذرا بسبب انقطاع الطرق! وهذا التصريح إنما يبين المدى الذي وصل إليه التهاون بأرواح وممتلكات الناس، تاركين مهمة الإنقاذ والإيواء والإسعاف إلى الدور المجتمعي! فهل يعقل أن إمكانات دولة بأكملها عجزت عن وسيلة تغيث بها المنكوبين؟!
إن مصادر الجبايات التي تجنيها سلطة صنعاء لا تعد ولا تحصى، فلم تعد هناك أي جهة حكومية خدمية بل أصبحت جميعها إيرادية! كما تحظى مناطق ما تسمى الشرعية بالموارد والثروات ولا يستفيد منها إلا المسئولون والنافذون، وإن الشعار البارز لدى هؤلاء الحكام كما سابقيهم أن الحكم مغنم (سلطة وثروة)، وأكلٌ لأموال الناس بالباطل عبر الجبايات والضرائب الحرام وحرمان الأمة من مواردها من أجل أن تمتلئ بطونهم وأوداجهم ويتمتعون بمال الأمة غير آبهين بمعاناة الناس ومصابهم! فأينما ذهبت لا تجد رعاية حتى في أبسط الأمور! ويتجاهل هؤلاء الحكام أن رعاية الشئون هي في ذمتهم، فالواجب عليهم صيانة السدود، وشق وإصلاح الطرقات، ونقل الساكنين في مجاري السيول إلى مناطق آمنة، وتوفير البنية التحتية والرعاية الصحية والخدمية...
يجب أن يكون الحاكم في الإسلام راعيا وخادما للأمة؛ عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي ﷺ قال: «فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ» رواه البخاري. ولنا في رسول الله القدوة الحسنة والمثل الأعلى؛ فقد أخرج البخاري عن أنس قال: كان النبِيُّ ﷺ أحسنَ الناسِ وأَجْوَدَ الناسِ وأَشْجَعَ الناسِ، ولقدْ فَزِعَ أهلُ المدينةِ ذاتَ ليلةٍ فانطلقَ الناسُ قِبَلَ الصَّوْتِ فَاسْتَقْبَلهُمُ النبيُّ ﷺ قد سَبَقَ الناسَ إلى الصَّوْتِ وهوَ يقولُ: «لَنْ تُرَاعُوا لَنْ تُرَاعُوا»، وهوَ على فَرَسٍ لِأَبي طلحةَ عُرْيٍ ما عليهِ سَرْجٌ، في عُنُقِهِ سَيْفٌ، فقال: «لَقَدْ وَجَدْتُهُ بَحْراً أَوْ إِنَّهُ لَبَحْرٌ».
أيها المسلمون: إن الحل الوحيد لإنقاذ البشرية من شرور العابثين والمتسلطين لا يكون إلا بعودة الإسلام بوصفه نظاما مطبقاً؛ فهو نظام رباني يعالج كل احتياجات البشرية ويرعى شؤون البشر عامة والمسلمين خاصة، وهو الوحيد الذي يحقق الرعاية الحقيقية.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية اليمن |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 735417068 http://www.hizb-ut-tahrir.info |
E-Mail: yetahrir@gmail.com |