- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
2025-01-22
جريدة الراية: رجب شهر انتصارات الأمة وشهر أمجادها
إن المبشرات كثيرة والأمل في الله معقود لا ينقطع ونحن على يقين أن تداول الأيام حاصل ووعد الله قريب ونصر الأمة قد آن أوان فجره ونحن في انتظار النداء.
ومثلما كان رجب شاهداً على هدم دولة الإسلام، ففيه من أيام العز ما يبشرنا بالكثير وما يعطينا أملا في أن الغد هو لهذه الأمة؛ ففي رجب كانت معركة مؤتة، أول معركة كبيرة بين المسلمين والروم، معركة مع أكبر قوى الكفر حينها والدولة الأولى في زمانها وانسحب فيها سيف الله المسلول خالد انسحاب المنتصر بـ3 آلاف مقاتل أما جيش من الروم فقوامه يقترب من مائتي ألف مقاتل ورغم هذا لم ينهزم المسلمون ولم ينتصر الروم.
كما شهد شهر رجب تحرير بيت المقدس على يد الناصر صلاح الدين قاهر الصليبيين، الذي أعاد الأقصى إلى حضن الإسلام بعد عقود من الاحتلال الصليبي، فمن يعيد تحرير الأقصى اليوم ويطهره من دنس يهود؟! ومن يكون ناصرا للأمة محررا لأرضها ناصرا للمستضعفين فيها وقد تكالب عليهم الغرب كله بقضه وقضيضه؟!
وفي رجب كانت عين جالوت التي هزم فيها المسلمون التتار، وأوقفوا زحفهم المدمر نحو بلاد الإسلام، فمن يتصدى اليوم لتتار العصر وينتصر لأمة مغلوبة مستضعف أهلها؟! إن نصر الأمة معقود باستعادتها سلطانها من جديد في ظل الإسلام ودولته التي تعيد ترتيب الأولويات وتحرر الأرض وتنصر المستضعفين وتطهر المقدسات، وتعيد الغرب الكافر إلى عقر داره خائبا إن بقي له عقر دار.
وشهدنا في هذا الشهر فتح عمورية في عهد المعتصم، عندما لبى نداء المرأة المسلمة "وا معتصماه"، فسار على رأس جيش عظيم وحقق نصراً مؤزراً. فمن ينتصر لآلاف النساء اللواتي يصرخن ويستصرخن؟! من ينتصر لنساء الشام اللواتي قهرهن نظام الأسد عميل أمريكا؟ من ينتصر لنساء العراق والشيشان وتركستان ومصر والأرض المباركة، من لهن غير معتصم جديد يزأر في وجوه الظالمين ويأبى على نفسه الراحة قبل نصرتهم؟!
إن هذه الإنجازات ليست مجرد أحداث تاريخية عابرة، بل هي شواهد على قدرة الأمة الإسلامية على النهوض من كبواتها عندما تتمسك بدينها وتتوحد خلف قيادتها المخلصة.
إنه لا يمكن للأمة أن تستعيد عزتها إلا إذا استعادت وعيها الحقيقي بمكانتها ورسالتها. يجب أن ندرك أن الإسلام ليس مجرد عبادات فردية، بل نظام شامل للحياة كله أحكام شرعية واجبة التطبيق لذاتها حتى يرضى الله عز وجل، وبطبيعة حالها توجه السياسة والاقتصاد والمجتمع، فتكون رعاية الناس وأمنهم وأمانهم في ظلها وظل دولتها.
والخلافة هي النظام الذي دلت عليه الأدلة الشرعية، وهي رئاسة عامة لجميع المسلمين في شؤون الدين والدنيا، وإقامتها على وجهها واجب، فهي النظام الذي يحفظ وحدة الأمة ويطبق الإسلام. وبدونها، تظل الأمة مقسمة ضعيفة، وإن العمل لإقامتها ليس مجرد حلم أو أمل بعيد المنال، بل هو فرض شرعي يجب أن يتكاتف المسلمون لتحقيقه. قال رسول الله ﷺ: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ».
إن هذا الشهر الذي يذكرنا بدولة الإسلام وغيابها وما فيه من انتصارات للأمة يذكرنا بالعمل لاستنهاض الأمة من جديد، بدءاً من إيجاد كتلة تجسد فيها الإسلام وتعي قضايا أمتها وتضع الإسلام في قلبها حياتها. وهذا التجسد للإسلام هو الذي يبني الساسة ورجال الدولة الحقيقيين الذين يحملون الإسلام وتجسد فيهم ومنحهم القوة الدافعة لتغيير الواقع، بالوعي على الإسلام وأحكامه وكيفية إيصاله للحكم ومن ثم تطبيقه.
ولقد أدرك أعداء الإسلام أن قوتنا تكمن في وحدتنا وفي كون عقيدة الإسلام هي أساس تفكيرنا والرابطة التي تجمعنا، لذا عملوا على تمزيق الأمة وجعلها تابعة لهم سياسياً واقتصادياً وثقافياً. وعملوا على فصلها عن دينها وأحكامه، حتى تكون طيعة في أيديهم. وتحرير الأمة من التبعية، يبدأ بعودتها لعقيدتها باعتبارها رابطة حقيقية مبدئية وأن تصبح هي الأساس لتفكيرها وعلى أساسها تقوم دولتها.
إن النصر المأمول والتغيير المنشود لا يمكن تحقيقه دون نصرة صادقة من أبناء الأمة المخلصين في الجيوش بوصفهم قوة الأمة ودرعها، فهذه الجيوش هي أبناؤنا وإخواننا، وهم جزء من الأمة، ويجب أن ندعوهم للانحياز إلى صف أمتهم والعمل على نصرتها.
يا أجناد الكنانة، يا أحفاد صلاح الدين وقاهر التتار، إنكم مسؤولون أمام الله عن نصرة دينكم وأمتكم. وإن الخلافة تستنصركم وتنتظر نصرتكم، فهي فرض عظيم ومقام رفيع وشرف كبير لمن يحققه. ألا تحبون أن تكونوا أنصاراً لدين الله، كما كان الأنصار في المدينة؟ ألا تحبون أن تكتب أسماؤكم في سجل الله بوصفكم فاتحين ومنقذين لهذه الأمة؟!
إن حزب التحرير يدعوكم لإعطائه النصرة لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فهي وحدها الكفيلة بإعادة المجد والعزة للأمة.
بقلم: الأستاذ محمود الليثي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر
المصدر: جريدة الراية