- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
2016-01-13
جريدة الراية: الأزمة اليمنية في ظل الخلاف الإيراني- السعودي
لا تزال الأزمة بين أطراف الصراع في اليمن تزداد تفاقما وتشعبا يوما بعد يوم خاصة بعد الخلاف الإيراني السعودي على إثر إعدام السعودية للشيخ النمر؛ حيث تزامن ذلك مع إعلان التحالف الذي تقوده السعودية يوم السبت قبل الماضي، إنهاء الهدنة في اليمن، كون الحوثيين وعلي صالح يصعدون على الأرض سواء على الحدود السعودية أو في الجبهات الداخلية في اليمن ويطلقون مزيدا من الصواريخ البالستية تجاه السعودية أو ضد خصومهم في الداخل.
هذا وقد قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في المؤتمر الصحفي المشترك مع الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف الزياني، الذي عقد يوم السبت الماضي في مطار قاعدة الملك سلمان الجوية بالرياض، عقب انتهاء أعمال الاجتماع الاستثنائي الـ (42) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن الاجتماع ناقش بتوسع الاعتداء الإيراني على سفارة المملكة في طهران وفي القنصلية العامة في مشهد، كما ناقش المجلس السياسات الإيرانية العدوانية في المنطقة وتدخلاتها المستمرة في شؤون دولها التي تهدف إلى زعزعة أمنها واستقرارها، مبيناً أن الاجتماع خرج برؤية مشتركة حيال هذه الاعتداءات الإيرانية، وتحدث الجبير عن أثر الأزمة مع إيران على جهود التوصل إلى مفاوضات سلمية في سوريا واليمن وقال: "بالنسبة لليمن فلدينا مبادرة دول مجلس التعاون والحوار اليمني وقرار مجلس الأمن 2216 الذي يدعو إلى التحرك نحو الحل السلمي، وسنواصل دعمنا للحكومة الشرعية اليمنية، فيما يتعلق بالمحافظة على نفوذها في اليمن وتوسيعه أيضاً، كما أن الأزمة التي تسبب فيها الاعتداء الإيراني لن يؤثر على هذه القضايا، مفيداً أن إيران قامت بدور سلبي في كل من اليمن وسوريا، فقد دعمت الحوثيين بالمال والعتاد، وكذلك الأفراد وتواصل ذلك، وأوقفنا عدداً من السفن الإيرانية التي تحمل السلاح الموجه للحوثيين، وهذا دور سلبي تقوم به إيران في اليمن، ونأمل أن تقوم إيران بتغيير سياساتها".
أما وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان ولي ولي العهد فقد قال في مقابلة له مع مجلة "إيكونوميست" البريطانية أن السعودية ردت على التصعيد الإيراني، وتابع قائلا: "حاولنا قدر الإمكان ألا نصعد أكثر، فنحن نتعامل مع إجراءات وخطوات اتخذت ضدنا". وحذر الأمير من مخاطر حرب مباشرة بين السعودية وإيران، التي قال إنها "ستكون كارثة على المنطقة، وعلى العالم أجمع، وبالتأكيد لن نسمح بهذا، وأكد أن بلاده لا تعد إيران عدوا كبيرا".
ونقلت وكالة للأنباء الإيرانية عن روحاني قوله "نعتقد أن الدبلوماسية والتفاوض هما أفضل السبل لحل المشاكل بين الدول". وأضاف روحاني أن الدول الإقليمية يمكنها إنقاذ المنطقة من مخاطر الإرهاب بالاتحاد.
يدرك المتابع للأحداث في المنطقة والعالم أن السعودية تسعى لأن تعطيها أمريكا دورا تلعبه في المنطقة بدلا عن إيران وقد سارعت لإرضاء أمريكا بتشكيل حلف لمكافحة الإرهاب ضم أكثر من 34 دولة وبعدها استغلت ورقة الإعدامات لمن وصفتهم بالإرهاب فأعدمت 47 شخصا لتثبت لأمريكا أنها سائرة في مكافحة الإرهاب وهي تعرف أن إيران بعنتريتها لن يرضيها إعدام نمر النمر وستشنع عليها، فاتخذت السعودية من تصرف إيران العنجهي هذا حجة كي تلح على أمريكا لتعطيها دورا مناسبا وأن لا تترك المنطقة للشرطي الإيراني بل إنها ستقوم هي بدوره متلبسة بلبوس الحامي للسنة، وفي الحقيقة ليس ذلك إلا خداعا للأمة وليس خوفها من قوة إيران، بل حفاظا على كرسيها من الفوضى الإيرانية المصدرة للثورة بلبوس الطائفية.
إن السعودية وإيران تتزاحمان على خدمة أمريكا في مكافحة الإرهاب وإن اختلفتا كحال اختلاف الضّرتين، وهما تتستران بشعارات دينية لخداع الأمة وعلى حساب قضاياها، ومن المعلوم أنه رغم الضجيج الإعلامي بتفاقم الأزمة وكذلك رغم الأعمال السياسية التي تتم بخصوص الخلاف بين الدولتين إلا أن أمريكا تمسك بالأمور وستقسم الأدوار متى ما تريد ولن يكون هناك تأثير جوهري للخلاف على أزمة اليمن؛ فالسعودية تريد أن تخرج الحوثيين من عباءة إيران وتقليم أظافرهم وليس مرسوما لها من قبل أمريكا أن تستأصلهم، وهذا لا يخفى على الواعي السياسي مع أن سلمان قد استغل الحرب على الحوثيين وعداءه لإيران للترويج له ولابنه وليس يهمه الإسلام والأمة في شيء وهو يستغل خلافه مع إيران ليأمن جانبها مستدعيا أمريكا ومستجديا لها لتضغط على إيران أكثر. إن وقوف أمريكا والأمم المتحدة الداعم للحوثيين يحتم على السعودية أن تتعامل معهم بما تريده أمريكا، وها هي الحكومة اليمنية بعد أن كانت قد قررت طرد ممثل الأمم المتحدة لحقوق الإنسان جورج أبو الزلف لانحيازه لجانب الحوثيين إذا بها تتراجع عن ذلك بعد أن أصدر بان كي مون بيانا يوحي بإدانته لقرار الطرد، أما المفاوضات التي كانت مقررة في 14 من هذا الشهر فقد تم تأجيلها لـ20 أو 23 من الشهر نفسه حيث صرح مسئولون في حكومة هادي أن ذلك يعود لتعنت الحوثيين وعلي صالح الذي رفض الحوار مع حكومة هادي وأراد حوارا بينه وبين السعودية مرحبا بالمبعوث الأممي إلى صنعاء والذي ربما زارها لينظر في مطالب علي صالح والحوثيين حيث بدأت الخلافات بين المتحالفين تظهر، ولهذا صرح المبعوث الأممي ولد الشيخ أن الأزمة في اليمن صعبة ومتشعبة!!
إن الأزمة في اليمن ناتجة عن الصراع الدولي عليه وخاصة من أمريكا التي تسعى لتقوية نفوذها فيه على حساب النفوذ البريطاني القديم، وإن الحل لا يكون بدعم هذا أو ذاك أو بالحل الوسط بل يكون بطرد النفوذ الغربي جملة وإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وهذا ما يوجبه منطق الإيمان والحكمة يا أهل الإيمان والحكمة.
بقلم: عبد المؤمن الزيلعي
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن
المصدر: جريدة الراية