الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 1 تعليق
جريدة الراية: في يوم المرأة العالمي... دعاة المساواة بين الجنسين في كل وادٍ يهيمون

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

Raya sahafa

 

2016-03-15

 

جريدة الراية: في يوم المرأة العالمي... دعاة المساواة بين الجنسين في كل وادٍ يهيمون

 

 

 

يحتفل العالم في الثامن من آذار/ مارس من كل عام باليوم العالمي للمرأة، ويأتي الاحتفال لهذا العام تحت شعار: "الإعداد للمساواة بين الجنسين لمناصفة الكوكب بحلول 2030"، وذلك للحث على التعجيل بتنفيذ أهداف خطة التنمية المستدامة بحلول عام 2030، وبناء زخم عالمي لتنفيذ هذه الأهداف وبخاصة الهدف الخامس المتعلق بالمساواة بين الجنسين، والهدف الرابع المتعلق بضمان التعليم الجيد والمنصف والشامل للجميع، ومن الأهداف الرئيسية للخطة أيضاً القضاء على جميع أشكال العنف والتمييز ضد النساء والفتيات، وستركز الاحتفالات على الالتزامات الجديدة المندرجة تحت مبادرة "أعدوها" لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وغيرها من الالتزامات المتصلة بالمساواة وتمكين المرأة.

 

منذ ما يزيد على قرن من الزمان والأمم المتحدة والجمعيات النسوية وقادة ورؤساء دول العالم يحتفلون باليوم العالمي للمرأة، ولكن هذا الاحتفال لم يتعدّ كونه مناسبة تلقى فيها الخطابات، وتسرد فيها الإحصائيات، ويوصف فيها الواقع المرير دون تقديم أي علاجات ناجحة، بل فوق ذلك ترفع فيه شعارات خداعة موهومة، كشعار هذا العام الذي يتحدث عن المساواة بين الجنسين.

 

إن الأمم المتحدة ومؤسساتها وكل من دعا بدعوتها للمساواة بين الجنسين في كل واد يهيمون ويتبعهم الغاوون، فكلما واجهت المرأة مشكلة، وكلما عرضت لها نازلة، جاؤوا لها بالمساواة كحل سحري، وكأنها "مصباح علاء الدين" الذي يحقق لصاحبه الأمنيات بمجرد أن يدعكه، موهمين النساء أن سبب ما هن فيه من ظلم وشقاء هو عدم المساواة، وأن المساواة تشكل طوق النجاة لهن، ولكن هذا المصباح ليس موجوداً إلا في عالم الحكايات والقصص، وهذه المساواة ليست موجودة إلا في مخيلة الداعين لها.

 

وإذا نظرنا فيما حققه "نضالهم" الطويل في سبيل المساواة بين الجنسين، نرى أنهم ما زالوا يراوحون مكانهم، وأنهم فشلوا في سعيهم، وقد أقرت الأمم المتحدة - كشاهد من أهلها - أنه بعد مرور عقدين على اتفاق بيجين الذي سعى لتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في 12 مجالاً حيوياً بأنه لا يمكن لأي بلد أن يدّعي أنه حقق المساواة بين الجنسين، وقد أكدت ذلك المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة (فومزيلي ملامبو نكوكا) حيث قالت: "إن العالم لا يزال بعيدا عن تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة والفتيان والفتيات".

 

ونظرة سريعة على ما تم إنجازه ضمن الأهداف الرئيسية لجدول أعمال 2030 تُري أنه لم يتحقق أي إنجاز أو تقدم فيها، فعلى صعيد التعليم، أفادت البيانات الصادرة عن معهد اليونسكو للإحصاء بأن عدد الفتيات اللاتي لا يلتحقن مطلقا بالمدارس يساوي ضعفي عدد الصبيان غير الملتحقين بها. ويُبين أطلس اليونسكو الإلكتروني المتعلق بأوجه التفاوت بين الجنسين في مجال التعليم أن الفتيات هن أكثر عرضة للحرمان من حقهن في التعليم.

 

وعلى صعيد القضاء على العنف ضد المرأة فقد أكد تقرير للأمين العام للأمم المتحدة بأن جميع دول العالم بدون استثناء فشلت في القضاء على العنف ضد النساء. فبحسب التقرير فإن 35% من النساء قد تعرضن للعنف الجسدي والجنسي في حياتهن، وواحدة من كل خمس فتيات تعرضت للعنف الجنسي في طفولتها، و70% من الضحايا المكتشفين بجرائم الاتجار بالبشر هم نساء وفتيات.

 

وفي مجال القضاء على جميع أشكال التمييز ضد النساء والفتيات تشير إحصائيات نشرتها الأمم المتحدة بمناسبة مرور 20 عاماً على مؤتمر بيجين بأن أكثر من 60 بلداً تُمنع النساء فيها من حق اكتساب أو تغيير أو تجديد الجنسية، بما في ذلك منحها للزوج / الزوجة غير الحامل لهذه الجنسية، مما يعني عدم القدرة على التمتع بالحقوق المدنية ذاتها التي يحظى بها الرجال، والحرمان من الخدمات المقدمة للرعايا كالسكن والانتخاب والعمل وتملك الأراضي وحق الملكية بشكل عام، إضافة للاستفادة من الخدمات العامة الأخرى كالتعليم والرعاية الصحية، وفي 83 دولة تم تقييمها تحصل النساء فيها على أجور أقل بنسبة 10-30% مما أدى إلى نسب فقر مرتفعة تنتشر بين النساء.

 

إحصائيات وأرقام تبين أن أهداف خطتهم للتنمية المستدامة لم يتحقق منها شيء يذكر، وسيحل عام 2030 وإنجازاتهم فيها لا يكاد يحس منها شيء أو يسمع لها ركز، ففكرتهم ثبت فشلها على أرض الواقع، وتبين أن عدم المساواة بين الجنسين ليست هي السبب فيما تعانيه النساء من ظلم وشقاء، فليكفوا عن تضليل النساء، وليعترفوا بأن السبب الحقيقي لهذا الظلم والشقاء هو نظامهم الرأسمالي وما انبثق عنه من إفرازات في جميع المجالات، خاصة فيما يتعلق بالنظام الاجتماعي ونظرتهم الخاطئة للمرأة وطبيعة علاقتها بالرجل، والتي تقوم على الندية وتحقيق الذات، بينما هي في الإسلام قائمة على التعاون، فالإسلام حين جعل للمرأة حقوقاً وجعل عليها واجبات، وجعل للرجل حقوقاً وجعل عليه واجبات، إنما جعلها حقوقاً وواجبات تتعلّق بمصالحهما، ومعالجات لأفعال باعتبارها فعلاً معيّناً لإنسان معيّن. فجعلها واحدة حين تقتضي طبيعتهما الإنسانية ذلك، وجعلها متنوعة حين تقتضي طبيعة كلّ منهما هذا التنوع.

 

فاعلمي أختاه أنه لا سعادة ولا هناء إلا بتطبيق أحكام الإسلام عملياً في ظل دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، فهي أحكام من عند اللطيف الخبير، العالم بما يصلح للناس، ويحقق لهم السعادة والطمأنينة.

 

 

﴿أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾

 

بقلم: براءة مناصرة

 

 

المصدر: جريدة الراية

 

 

 

 

1 تعليق

  • إبتهال
    إبتهال الأربعاء، 16 آذار/مارس 2016م 02:58 تعليق

    بوركت أختاه وجزاك الله كل خير على هذا المقال المميز

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع