الأربعاء، 23 صَفر 1446هـ| 2024/08/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
جريدة الراية: العدوان الوحشي للصين على تركستان الشرقية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

Raya sahafa

 

2017-03-15

 

جريدة الراية:

 

العدوان الوحشي للصين على تركستان الشرقية

 

السؤال: (ذكرت الجزيرة نت 2017/3/2 أنباء عن حشود عسكرية صينية كبيرة داخل إقليم تركستان الشرقية "شينجيانغ" غربي الصين وجاء في الخبر "نشرت السلطات الصينية قبل يومين أكثر من عشرة آلاف جندي في مدينة أورومتشي بإقليم شينجيانغ شمال غرب البلاد التي تسكنها قومية الإيغور المسلمة وتشهد توترات متصاعدة منذ سنوات. ونظمت قوات الأمن استعراضا عسكريا شاركت فيه عشرات المدرعات والسيارات المصفحة، وتزامن ذلك مع تحليق مكثف للطائرات المروحية. ويعتبر هذا العرض العسكري هو الأكبر من نوعه في الإقليم الذي شهد خلال العام الحالي ثلاثة استعراضات مماثلة في مناطق هوتان وكاشغر وآكسو). فهل تحضر الصين لمجازر جديدة في هذا الإقليم المسلم؟ ولك الشكر.

 

الجواب: من أجل الكشف عن فحوى النوايا الصينية التي تبيتها للمسلمين في هذا الإقليم لا بد من ذكر مختصر لخلفيات الصراع بين الصين والمسلمين الإيغور في هذا الإقليم:

 

1- إن الصراع بين الصين والمسلمين في هذا الإقليم ليس جديداً، وبخاصة منذ 1863م، فتركستان الشرقية وهي أقصى طرف للبلاد الإسلامية من جهة الشرق، قد تعرضت لحملات من المذابح الصينية، فقد قتل من الإيغور المسلمين أكثر من مليون مسلم في المواجهات التي تمت في عام 1949م عندما استولى النظام الشيوعي الصيني بقيادة ماو تسي تونج؛ حيث ألغى استقلال الإقليم، وجرى ضمه لجمهورية الصين، وجرى تفريغ الإقليم من سكانه المسلمين وتوزيعهم إلى أقاليم داخلية في الصين. ولكن المسلمين الإيغور قويي الشكيمة لم يستسلموا للصينيين، فكانت ثوراتهم سنة 1933 و1944، والانتفاضات المستمرة في الإقليم ضد الاحتلال الصيني كما كان سنة 2009.

 

2- الإسلام هو السبب الرئيسي لشديد حقد الصينيين على الإيغور المسلمين، فكانت المساجد هي البؤر التي تنفث فيها الصين حقدها على الإسلام، فقد هدمت ما يقدر بـ (25 ألف) مسجد سنة 1949م، ولم يبق في هذا الإقليم الشاسع إلا حوالي 500 مسجد. واليوم وبعد تنصل الصين من نصف شيوعيتها "الاقتصاد" إلا أن ملاحقة أي مظهر من مظاهر التدين، خاصة لدى الشباب، ظلت هي السياسة الفعلية التي تمارسها الصين في الإقليم.

 

3- وبسبب الثروات الطبيعية لا سيما النفط في الإقليم الذي تسميه الصين شينجيانغ، أي المستعمرة الجديدة، فقد عمدت الصين إلى تفريغ الإقليم من سكانه الإيغور والدفع بهم إلى المناطق الداخلية في الصين، والدفع من جهة أخرى بعرقيتها من الهان الصينيين للاستيطان في الإقليم، حتى أصبح الإيغور اليوم (10 ملايين نسمة) يشكلون فقط 40%، من سكانه، ويزيد تركزهم في جنوب الإقليم والمناطق الريفية. ويتميز الإقليم بشدة الفقر خاصة في الجنوب حيث تركيز المسلمين، وكذلك المناطق الريفية التي تقل فيها أو تنعدم عرقية الهان الصينيين.

 

4- وعلى الرغم من كل ذلك فقد استمرت حيوية المسلمين في تركستان الشرقية بشكل مكّن من إعادة المظاهر الإسلامية للحياة خاصة في الأرياف، واستمرت الاضطرابات تعصف بالإقليم بين الحين والآخر، وتجعله إقليماً مميزاً بعدم الاستقرار بسبب التفجيرات وأعمال العنف ضد الدولة وثبات التوجه للانفصال عن الصين، فكان الخاصرة الأضعف للدولة من الداخل. وفي المقابل تراقب الصين تفاصيل الحياة للمسلمين الإيغور، وتمنع الإعلام من رصد عمليات الإعدام والاعتقالات التي تنفذها في ظلمة تفرضها قسراً على الإقليم، وتتعقب المسلمين الإيغور الذين فروا منها وأصبح لهم صوت في الخارج، وتحت ذرائع "الإرهاب" فقد تمكنت من اعتقال الكثير منهم عبر القنوات الأمنية الدولية، لا سيما من بلدان آسيا الوسطى وباكستان.

 

5- ولأن الإسلام حي في قلوب الإيغور فقد أدخل الرعب في قلوب طواغيت الصين ومن ثم أظهرت الصين مخاوفها فقال أكبر مسؤول صيني عن الشؤون الدينية وانغ شوان، رئيس إدارة الشؤون الدينية في الصين، قال للمؤتمر الوطني للرابطة الإسلامية الصينية (إن الفكر المتطرف يتسلل الآن إلى «المناطق الإقليمية الداخلية». وكان الرئيس شي جين بينغ حث المسلمين الصينيين على مقاومة «التسلل» الديني غير المشروع" (المصري اليوم، 2016/11/29 نقلاً عن صحيفة China daily الرسمية). ويؤكد هذه المخاوف ما أوردته روسيا اليوم 2017/3/1 (وحذرت الصين مرارا من أن قوى متطرفة من الخارج تقف وراء فكرة تنفيذ عمليات إرهابية في شينجيانغ وغيرها من مناطق البلاد، ما دفع السلطات إلى شن حملة مداهمات قاسية).

 

6- وأمام همة المسلمين والتي برزت في بناء آلاف المساجد من جديد في الإقليم، وانتشار الأفكار الإسلامية، فقد أخذت الصين تعيد "ثورتها الثقافية" إلى الإقليم، وتشدد في منع المظاهر الإسلامية، وتحضر للقيام بحملة جديدة من الترويع ضد المسلمين، فكانت مظاهر هذه الحملة حتى الآن على النحو التالي:

 

أ- حجز جوازات السفر: فقد ذكرت بي بي سي 2016/11/24 (طلبت السلطات الصينية من كل مواطني إقليم شينجيانغ الشاسع ذي الأغلبية المسلمة الواقع في غرب البلاد تسليم جوازات سفرهم للشرطة،... وقال ستيفان ماكدونيل مراسل بي بي سي في الصين إن طلب تسليم جوازات السفر جاء عبر إعلان رسمي للشرطة على الإنترنت. ويتوجب الآن على كل المواطنين في شينجيانغ تسليم جوازات سفرهم، ثم تحتفظ الشرطة بجوازات السفر في حوزتها. ويعني الأمر أنه من الآن فصاعدا يتعين على كل مواطني الإقليم التقدم بطلب إذا أرادوا السفر...!).

 

ب- التضييق على المسلمين في عباداتهم: فقد ذكرت (France 24) 2016/6/6 (أصدرت السلطات الصينية قرارا الاثنين بمنع موظفي القطاع العام والطلبة من صوم رمضان في منطقة شينجيانغ المسلمة. كما فرضت على المطاعم إبقاء أبوابها مفتوحة). وهو إجراء أخذت الحكومة تتبعه منذ 2015، فقد ذكرت (i24 news) 2015/6/18 (منعت السلطات الصينية الموظفين المدنيين والطلاب والمعلمين في إقليم شينجيانغ من الصيام في شهر رمضان،... وأن "المطاعم ستعمل بدوام طبيعي خلال رمضان". وتم إخطار المسؤولين في مقاطعة بول أنه "خلال رمضان لا تنخرطوا في الصيام والشعائر الدينية الأخرى"، وفقا لتقرير نشر على موقع الحكومة المحلية بعد اجتماع هذا الأسبوع).

 

ج- ملاحقة واعتقال من يظهر المظاهر الإسلامية: فتحت عنوان "الصين تلاحق المسلمين.. إقرار مكافأة مالية لمن يُبلغ عن الملتحين والمنتقبات" نقل موقع صحيفة الديار 2017/2/23 عن صحيفة محلية في الصين (حدَّدت الصين مكافأةً قدرها ألفا يوان (275 يورو) لمن يُبلغ عن شاب ملتح أو امرأة منتقبة في إقليم شينجيانغ، الواقع بشمال غربي البلاد، ويشهد توتراً بين إثنيتي الهانس الصينيين والإيغور المسلمين. وذكرت صحيفة "هوتان" المحلية اليومية، أن سلطات بلدة هوتان، التي شهدت مؤخراً اضطرابات سياسية، خصصت صندوقاً بقيمة 100 مليون يوان (13,7 مليون يورو) لتمويل مكافآت "مكافحة الإرهاب". وأضافت أن المكافآت يمكن أن تصل إلى 5 ملايين يوان، في حال الكشف عن خطة هجوم، أو لمن "يضرب أو يقتل أو يجرح أو يسيطر على مثيري شغب").

 

7- ولكل الأمور المذكورة أعلاه، فإن حملة قمع صينية ضد المسلمين الإيغور في تركستان الشرقية "إقليم شينجيانغ" قد تكون قيد الإعداد والتجهيز، وأن تنفيذها قد يكون في أي لحظة، وتبرير ذلك بأن الإقليم يشهد الكثير من أعمال العنف ضد الدولة التي يمكن للصين أن تتذرع بها للقيام بحملة شاملة، بعد أن حشدت في الإقليم الآلاف من الجنود والمدرعات والسيارات المصفحة والمروحيات، (وقال سكرتير الحزب الشيوعي في شينجيانغ، شين تشوان جو، إن الانتشار العسكري في الإقليم يهدف إلى ضمان الأمن وتثبيت الاستقرار، وذلك بعد الإضرابات الأخيرة التي شهدتها عدة مناطق خلال العام الحالي). (الجزيرة نت، 2017/3/2).

 

 8- إن المؤلم هو أن هذه الأعمال الوحشية الصينية ضد المسلمين الإيغور تتم على مرأى ومسمع ملايين المسلمين في العالم دون أن يؤثروا في رفع هذه الأعمال الوحشية، وذلك لأن ملايين المسلمين متناثرون لا تجمعهم دولة الأمة، دولة الإسلام، دولة الخلافة الراشدة المفقودة التي يجب على كل مسلم قادر أن يعمل لإعادتها، ومن ثم إيجاد الخليفة، الإمام، الذي يرعى الشئون بحقها، يتقى به ويقاتل من ورائه كما جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله e: «وَإِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ»، وحينذاك لن تجرؤ الصين وغير الصين أن تؤذي مسلماً لأنها تدرك أن الصاع سيكال لها صاعين، والله قوي عزيز.

 

 

12 جمادى الآخرة 1438ه

2017/3/11م

 

 

المصدر: جريدة الراية

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع