الأحد، 27 صَفر 1446هـ| 2024/09/01م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

Al Raya sahafa

 

2017-12-13

 

جريدة الراية: تبادل الأسرى علامة على هزيمة بوتين السياسية في أوكرانيا

 

(مترجم)

 

نقلت وكالة الأنباء الروسية "تاس" في 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2017م عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله إن بوتين تحدث هاتفيًا مع الزعيمين الانفصاليين ألكسندر زاخارتشينكو من منطقة دونيتسك وإيغور بلوتنيتسكي من لوهانسك.

 

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للزعماء الانفصاليين الذين تدعمهم موسكو في منطقتي لوهانسك ودونيتسك الواقعتين في شرق أوكرانيا إنه يؤيد خطة لتبادل الأسرى مع كييف في اعتراف نادر بالاتصال المباشر مع القوات الانفصالية.

 

جاءت هذه المحادثات بعد أن وعد بوتين في 15 تشرين الثاني/نوفمبر فيكتور ميدفيدتشوك زعيم منظمة أوكسان الأوكرانية الموالية لروسيا بأنه سيتحدث مع الانفصاليين حول تبادل الأسرى مع السلطات في كييف. فقد قال بيسكوف: "إن بوتين أبلغهم بأنه أيد اقتراح ميدفيدتشوك حول تبادل كبير للأسرى المحتجزين من الجانبين".

 

وقال المتحدث إن زاخارتشينكو وبلوتنيتسكي يؤيدان عملية تبادل الأسرى من حيث المبدأ. فقد قال بيسكوف: "لكنهم أشاروا إلى أنه يجب التوصل إلى مزيد من التفاصيل حول القضية مع ممثلي أوكرانيا".

 

وسنقف الآن على أسباب هذا التقدم الكبير في عملية تبادل الأسرى بشيء من التفصيل: إن التأكيد على أن بوتين تحدث مباشرة مع القادة الانفصاليين الذين تدعمهم روسيا هو أمر غير طبيعي لأنه لا يُعترف بوجود هذه الاتصالات المباشرة إلا نادرًا. فقد كانت روسيا تنفي رسميًا أي علاقة لها في الصراع الدائر في المنطقتين حيث سيطر الانفصاليون على بعض المناطق منذ ربيع عام 2014.

 

وقد أعرب المحللون عن أسباب مختلفة؛ يقول بعضهم إن الكرملين يحتاج إلى مبادرات إنسانية جديدة لحفظ السلام من أجل الإظهار للمجتمع الدولي مدى التزامه بالتسوية السلمية للوضع في دونباس. بينما يقول آخرون إن بوتين يريد أن يولي أهمية لقادة جمهوريتي لوهانسك ودونيتسك الشعبيتين. ولا يزال آخرون يقولون إن بوتين يحاول زيادة رصيده في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية في روسيا.

 

وأما فيما يتعلق بآفاق تبادل الأسرى، ونظرًا لأن بوتين يتدخل شخصيًا في هذه العملية، وعلى خلفية الأدلة التي تفيد بأن زاخارشينكو وبلوتنيتسكي (وكذلك خلفه الحالي) غير مستقلين، فإن هذه العملية ستتم في نهاية المطاف.

 

وهنا أود أن ألفت الانتباه إلى جانب آخر لهذه العملية، فكما نعلم، فإن عملية تبادل السجناء قد توقفت منذ 14 شهرًا. وبالتالي، فإن رغبة روسيا الكبيرة في تسيير وإنجاح هذه العملية تشير إلى قضية أكثر عالمية، وتغيرات عالمية على صعيد الجانب الروسي وموقفها إزاء الأزمة الأوكرانية.

 

ومما لا شك فيه أنه على مدى الثلاث سنوات ونصف الماضية أصبحت الحكومة الروسية أكثر تعاونًا ولينًا في موقفها من أوكرانيا.

 

جميعنا نتذكر كيف أنه في عام 2014 تحدث بوتين مرارًا وتكرارًا عن كيان الدولة الجديد "نوفوروسيا" (روسيا الجديدة)، الذي كان من المفترض أن يوحد المناطق الجنوبية الشرقية من أوكرانيا. ومع ذلك، في وقت مبكر من أيار/مايو عام 2015، بعد وقت قصير من توقيع اتفاق مينسك الثاني، أعلن ممثلو روسيا لما يسمى "جمهورية دونيتسك الشعبية" أن المشروع قد انتهى.

 

وبعد ذلك بدأ بوتين والوفد المرافق له بالإعلان عن أنهم يعترفون بوحدة أراضي أوكرانيا (بدون شبه جزيرة القرم) ويدعون جميع أطراف النزاع إلى تنفيذ اتفاقات مينسك.

 

في 7 تموز/يوليو 2017، وافقت روسيا على استحداث منصب جديد للممثل الخاص الأمريكي في أوكرانيا وتعيين كورت فولكر لهذا المنصب.

 

وهذا في ضوء حقيقة أن روسيا قبل عام لم تؤيد فكرة انضمام أمريكا إلى صيغة نورمان خلال الاجتماع العادي لوزراء خارجية المجموعة الرباعية في نورماندي، الذي عقد في باريس في 23 حزيران/يونيو عام 2016.

 

ويلاحظ هذا التساهل ليس فقط فيما يتعلق بالنزاع في شرق أوكرانيا، بل أيضًا على "جبهة القرم". ففي 25 تشرين الأول/أكتوبر، قامت روسيا بتسليم نائبين لرئيس تتار القرم - أختم شيغوز وإلمي أوميروف. ومما لا شك فيه أن حقيقة تسليم اثنين من ممثلي تتار القرم بعد أكثر من عامين من الملاحقة القضائية تشير إلى عجز روسيا عن تحمل الضغوط الدولية التي ازدادت بشكل كبير على مدى العامين الماضيين.

 

والآن يوافق بوتين على توسيع عملية تبادل الأسرى بين أوكرانيا والانفصاليين الذين تدعمهم موسكو.

 

كل هذا يدل على أن بوتين قد سقط في فخ صنعه بنفسه بغروره وثقته المفرطة بنفسه. فعلى مدى العقد الماضي، قام بشكل منهجي بممارسة الضغوط على السياسيين والخبراء والصحفيين لتزويده بالصورة المناسبة لما يحدث داخل روسيا وخارجها. لقد كان الاعتماد على المحللين والخبراء هو الدافع الذي جعله يقوم بمغامرته في أوكرانيا في شباط/فبراير عام 2014. إن الهدف، على وجه الخصوص، المحاولة الفاشلة لتركيع مسلمي تتار القرم بالاعتماد على التحليلات المتفائلة "لمحللي" جزيرة القرم، بما في ذلك العديد من الخونة من تتار القرم. عندها بدأت آلة القمع الروسية في اضطهاد المسلمين ومجلس القرم وبعض المنظمات الإسلامية، وأخذت تتهمهم بـ(التطرف والإرهاب).

 

إن كل ما سبق هو علامة على هزيمة وشيكة لروسيا في الأزمة الأوكرانية.

 

بقلم: فضل أمزاييف

 

 رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أوكرانيا

 

المصدر: جريدة الراية

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع