- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
2020-01-22
جريدة الراية:
أمريكا تجازي عملاءها بعد انتهاء أدوارهم جزاء سنمار
فهل من متعظ؟!
أراد النعمان ملك الحيرة أن يبني قصراً ليس كمثله قصر يفتخر به على العرب ويفاخر به أمام الفرس، ووقع اختيار النعمان على سنمار لتصميم وبناء هذا القصر، وكان سنمار رجلاً رومياً مبدعاً في البناء فبنى القصر على مرتفع قريب من الحيرة حيث تحيط به البساتين والرياض الخضراء، وكانت المياه تجري من الناحية العليا من النهر على شكل دائرة حول أرض القصر وتعود إلى النهر من الناحية المنخفضة، وعندما انتهى سنمار من بناء القصر، وكان الناس يمرون به ويعجبون من حسنه وبهائه، وقف سنمار والنعمان على سطح القصر فألقى النعمان بسنمار من سطح القصر، فخر ميتاً، وقد فعل ذلك لئلا يبني قصرا مثلهُ لغيره.
وهذا تماما ما تفعله أمريكا بعملائها بعد انتهاء أدوارهم وصلاحيتهم في خدمتها، ولا غرابة في ذلك؛ فأمريكا تعتنق المبدأ الرأسمالي المتوحش الخالي من القيم الإنسانية والأخلاقية الذي مقياس أعماله هو النفعية فقط، فأصبحت أمريكا نموذجاً عملياً لفساد المبدأ الرأسمالي العفن، فهي دولة متوحشة ومجرمة ليس لها عهد ولا ميثاق، وهي صانعة الإرهاب متعطشة لمص دماء البشر وخاصة المسلمين، وتمتاز بشراهة عالية في نهب ثروات العالم وخيراته، وهي بفرض تطبيق مبدئها الرأسمالي العفن على أهل الأرض أوجدت المشاكل والأزمات التي تعصف بالبشر فقتلت وشردت هي وعملاؤها الملايين من البشر وأوجدت بمبدئها الفاسد المجاعات وملايين الفقراء، وعم شرها وشر مبدئها الأرض كلها، ولم يسلم من شرورها حتى عملاؤها، وهذه بعض الأمثلة التي تبين أن أمريكا لا تعبأ حتى بعملائها الذين قضوا أعمارهم في خدمتها:
1- لقد خدمها حسني مبارك ثلاثين عاما وكان سمسارها في الشرق الأوسط ولكن عندما قامت ثورة 25 يناير 2011م ضده ولم يستطع أن يقضي عليها خلعته أمريكا وألقي به في السجن، ومن ثم أتت بغيره.
2- عندما اندلعت ثورة السودان في نهاية 2018م بسبب الوضع الكارثي الذي هو نتيجة حتمية لتطبيق عمر البشير للنظام الرأسمالي في السودان، ولما عجز البشير عن إجهاض الثورة ألقت به أمريكا في غياهب السجون غير مأسوف عليه، وجاءت بالمجلس العسكري إلى الحكم.
3- لقد خدمها برويز مشرف رئيس وزراء باكستان السابق خدمات كثيرة وكان له الدور الأكبر في دخول أمريكا إلى أفغانستان ولكن لما انتهت صلاحيته في الحكم أجبرته على الاستقالة ورمت به في قارعة الطريق.
4-وخدمها المجرم قاسم سليماني وتحققت على يديه مصالح كثيرة لأمريكا؛ فهو مسعّر الحرب الطائفية في بلاد المسلمين التي قتل خلالها عشرات الآلاف وشرد الملايين في العراق والشام واليمن وغيرها، ولكن بعد أن انتهت صلاحيته قامت باغتياله لتصنع منه بطلا فتغطي على جرائم روسيا والنظام السوري ومليشيات إيران في بلاد الشام.
فنقول لعملاء أمريكا: لا تثقوا بسيدتكم فإنها غدارة لا تؤمن إلا بمصلحتها التي تتخذها قضية مصيرية لها، وإن الدور القادم هو على أحدكم، وقد يكون ذلك المستهدف هو حفتر أو أردوغان أو سلمان أو روحاني أو السيسي أو غيرهم... فمن انتهت صلاحيته جازته أمريكا جزاء سنمار، مهما خدموها ومهما حاولوا إرضاءها فإن مصيرهم كمن سبقوهم وينتظرهم في الآخرة عذاب النار وغضب الجبار!
أيها المسلمون! إن طريق العزة والنهضة معلومة غير مجهولة وهي العمل الجاد مع حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله، لإسقاط عملاء الغرب جميعا وإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة على أنقاض حكمهم الآيل للسقوط، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.
بقلم: الأستاذ شايف الشرادي – اليمن
المصدر: جريدة الراية
#أفغانستان
Afghanistan#
Afganistan#