الأحد، 20 صَفر 1446هـ| 2024/08/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

Al Raya sahafa

 

 

2023-10-04

 

جريدة الراية: هل نجحت السعودية في سحب الحوثيين لبيت طاعتها؟

 

 

 

وصل إلى الرياض الأسبوع الماضي وفد المفاوضات الحوثي في أول زيارة علنية لهم منذ أن شن التحالف الذي تقوده السعودية تدخلاً عسكرياً في اليمن عام 2015م، وصل الوفد بصحبة الوسيط العماني، ثم غادر الرياض الثلاثاء عائداً إلى صنعاء بعد خمسة أيام من المفاوضات.

 

وعلى الرغم من التكتم الشديد والغموض الذي لا يزال يلف مجريات الجولة الحالية من النقاش الدائر بين الحركة الحوثية والمسؤولين السعوديين والعمانيين، إلاَّ أن ظهور قادة عسكريين إلى جانب كبير مفاوضي الحركة محمد عبد السلام خلال لقائهم بوزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان آل سعود قبل عودة هؤلاء إلى صنعاء للتشاور، يوحي بأن ترتيبات أمنية وعسكرية بين السعودية والحوثيين ربما يجري بحثها بجدية، إن لم يكن قد جرى التوصل إلى خطوطها الأساسية، وذلك لتأمين الحدود في جنوب السعودية، كهدف أمني أساسي للرياض، وكمقدمة تفضي إلى مرحلة تالية من العلاقة مع الحوثيين ضمن الكيان السياسي المأمول لليمن. حيث تركزت المحادثات على إعادة فتح الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون ومطار صنعاء بشكل كامل، وعلى دفع رواتب الموظفين المنقطعة أكثر من ثمانية أعوام وجهود إعادة الإعمار، وعلى جدول زمني لخروج القوات الأجنبية من اليمن. وقد أكدت ذلك صحيفة الأخبار اللبنانية، عمن وصفتها بالمصادر الدبلوماسية، أن "السعودية بدأت بإجراء ترتيباتها، منذ أيام، لحفل توقيع إنهاء حالة الحرب في اليمن بشكل رسمي، والذي ستجري مراسمه في الرياض بحضور ممثلين عن المجلس الرئاسي ووفد جماعة الحوثيين المفاوض". وإذا تم هذا الأمر فقد نجحت السعودية في خروجها من طرف في الحرب إلى وسيط، وهذا ما تسعى إليه لتتنصل عما يجب عليها من إعادة الإعمار وجبر الضرر الذي حدث على أهل اليمن. كما أشارت الصحيفة إلى أن المراسم ستتم أيضاً بحضور ممثلين عن الاتحاد الأوروبي وأمريكا وبريطانيا وفرنسا ومجلس التعاون الخليجي، والأمين العام للجامعة العربية.

 

ويشمل الإعلان الذي أُطلق عليه إعلان الرياض، ما يلي:

 

- اتفاق وقف إطلاق النار.

- اتفاق صرف المرتبات، والتي ستصرف من النفط والغاز وموارد الموانئ. ما يعني أن السعودية لن تدفع المرتبات من خزينتها.

- فتح الطرقات.

- توسيع وجهات الرحلات التجارية من مطار صنعاء إلى خمسة مطارات أخرى.

- حل ملف الأسرى والمعتقلين المتعثّر وفق قاعدة الكل بالكل.

وبحسب الصحيفة، فإن "المصادر الدبلوماسية المطلعة على المباحثات تحدثت عن توجه سعودي أمريكي أممي، لترحيل عدد من الخلافات حول آليات التنفيذ إلى جولات قادمة، سيتولّى ترتيبها مكتب المبعوث الأممي لدى اليمن، هانس غروندبرغ".

 

من كل ذلك يظهر أن السعودية قد ربحت جولة المباحثات برمتها، فقد أصبحت وسيطاً بين سلطتي صنعاء وعدن، وستُدفع المرتبات من موارد وثروات اليمن، وهي لن تتحمل أي مسؤولية حول ذلك. كما أنها نجحت في سحب الحوثيين إلى بيت الطاعة كما سحبت حكومة معين عبد الملك ومجلس العليمي الرئاسي من قبل، وذلك بجعل الحل السياسي في اليمن مربوطاً بها وبسياستها خدمةً لسيدتها أمريكا، ولعل في استحواذها على الحوثيين إنقاذاً لهم من سخط أهل اليمن المتزايدة حدته نتيجة الأوضاع المتردية لعدم صرف المرتبات وانعدام الخدمات الواجب على حكومة صنعاء تقديمها لمن هم تحت سلطتها، بالإضافة إلى الجبايات المتعددة كالجمارك والضرائب وإحياء ذكرى المناسبات الطائفية والاحتفالات التي لا تمت لرعاية الناس بصلة. كما نجحت السعودية في التحكم في الهدنة طويلة الأمد التي كان من نتائجها سلامة حدودها الجنوبية من العمليات العسكرية، وأراضيها ومنشآتها من أن تطالها صواريخ ومسيرات صنعاء.

 

والمتابع لتصريحات مسؤولي الحوثيين يجد ترحيبهم بما توصلوا إليه مع السعودية، فقد قال رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع لجماعة الحوثيين مهدي المشاط في مقابلة متلفزة إنهم جاهزون لمعالجة أية مخاوف لدى السعودية بقدر جاهزية الرياض لمعالجة مخاوف صنعاء، وأن صنعاء لن تكون إلا مصدر خير وسلام لمحيطها وجوارها وكافة بلدان أمتها المسلمة، حسب تعبيره. وقال عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثيين علي القحوم إن المفاوضات اتسمت بالجدية والإيجابية والتفاؤل في تجاوز العُقد في الملفات الإنسانية، مضيفا أنه ستكون هناك جولة جديدة من المفاوضات، ما يدل على تجاوب الحوثيين لهذه المحادثات، رغم العنتريات والتهديدات التي يطلقها مسؤولوهم للاستهلاك الإعلامي، ولإقناع أتباعهم وتهيئتهم لما هم قادمون عليه، وبالذات من كانوا يقاتلون معهم بإخلاص في الجبهات.

 

فإلى متى سيبقى بأس الأمة فيما بينها شديداً؟ وإلى متى ستبقى مسلوبة الإرادة والقرار السياسي، يتحكم فيها أعداؤها، ويفرضون عليها حلولهم التي لا تمت لعقيدتهم بصلة؟!

 

إن الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي يعمل لها حزب التحرير هي القادرة وحدها حصراً وليس غيرها على الوقوف أمام الكفر ودوله وأنظمته، لتحرر الأمة من قيود وتبعية الكافر المستعمر، وجعلها أمةً واحدةً من دون الناس، لها نظامها القويم ونمط عيشها الفريد من لدن حكيم عليم خبير، فللعمل من أجل ذلك يدعوكم حزب التحرير ويشد على أيديكم. قال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَهُ اللهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللهِ الْعَزِیزِ الْحَكِیمِ لِیَقْطَعَ طَرَفاً مِّنَ الَّذِینَ كَفَرُوا۟ أَوْ یَكْبِتَهُمْ فَیَنقَلِبُوا خَائِبِینَ﴾.

 

 

بقلم: الأستاذ عبد الله القاضي – ولاية اليمن

 

المصدر: جريدة الراية

 

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع