الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

Al Raya sahafa

 

2024-05-15

 

جريدة الراية: تعليق أمريكا شحنة الأسلحة لكيان يهود

 

 

كيف وقعت أمريكا في تناقضات بتعاملها مع كيان يهود، فتؤيد عدوانهم على غزة وقتلهم لعشرات الآلاف من أهلها، وأكثرهم أطفال ونساء، وتدميره لبيوتهم ومستشفياتهم ومدارسهم فوق رؤوسهم وجرف المئات ودفنهم وهم أحياء، وتدّعي حماية حقوق الطفل والمرأة والإنسان؟! وتطلب منهم وقف القتل الكثير اللافت للنظر، ولا تعتبر ذلك إبادة جماعية لأنها ارتكبت مثله بالعراق وأفغانستان! ولو كان غير لافت للنظر لم تكترث، لأن المهم عندها عدم إثارة الرأي العام الداخلي والعالمي ضدها. وطلبت منهم أكثر من مرة توقيع اتفاقية لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وهم يرفضون، فجعلوا سيدتهم أمريكا في موقف العاجز والضعيف، لكن لا يمكنها أن تتخلى عنهم أو أن تؤذيهم أذى بالغا لأنهم موجودون في فلسطين لخدمة مشاريعها الاستعمارية بالمنطقة.

 

ومؤخرا وضعت أمريكا كل ثقلها لإبرام اتفاق فأرسلت وزير خارجيتها ورئيس مخابراتها وتعهد رئيسها بتنفيذ الاتفاق، فأقنعت حماس وضغطت عليها بواسطة مصر وقطر حتى توقع اتفاقا يرضي كيان يهود، ولكنهم لم يرضوا، بل تغطرسوا عندما رأوا الآخرين يتنازلون، ومصر وقطر وباقي الأنظمة في البلاد الإسلامية تضغط على حماس، ولا تنصر أهل فلسطين، وهم يمعنون القتل فيهم. فأسقط في يد أمريكا، فاضطرت لأن تعلن يوم 2024/5/8 على لسان وزير دفاعها أوستن أمام الكونغرس قائلا "طلبنا من (إسرائيل) ألا تشن هجوما كبيرا في رفح من دون وضع المدنيين في محيط تلك المعركة وحمايتهم بعين الاعتبار، ومن جديد وبعد تقييمنا للوضع، علقنا شحنة واحدة من الذخائر شديدة الانفجار.. لم نتخذ قرارا نهائيا بشأن كيفية المضي قدما فيما يخص تلك الشحنة". فأمريكا موافقة على شن اليهود هجوما على رفح ولكن على ألا يظهروا قتل المدنيين كما فعلوا في باقي مناطق قطاع غزة، ولم تلغ الشحنة وإنما علقتها لتستأنفها فيما بعد!

 

وأكد رئيسها بايدن ذلك بالقول "(إسرائيل) استخدمت أسلحة منها قنابل زنتها 2000 رطل لقتل المدنيين في غزة حصلت عليها من أمريكا... قلت بوضوح إنهم إذا دخلوا رفح، وهو شيء لم يحدث حتى الآن، فلن أقوم بتسليم الأسلحة التي استخدمت من قبل" وهذا إقرار من أمريكا أنها شاركت في الإبادة الجماعية بغزة، وأنها كانت تزود كيان يهود بهذه الأسلحة لتفتك بأهل غزة وتدمر بيوتهم فوق رؤوسهم على علم منها، حتى إنها رفضت وقف إطلاق النار.

 

ونقل عن مسؤولين أمريكيين كبار قولهم "إن اتساع العملية العسكرية (الإسرائيلية) التي تجري في رفح حاليا أو خروجها عن نطاق السيطرة ودخول القوات إلى مدينة رفح نفسها سيكون بمثابة نقطة انهيار للعلاقات الأمريكية (الإسرائيلية). وإن البيت الأبيض ما زال يرى أن عملية رفح محدودة حتى الآن ولا يعتقد أن (إسرائيل) تجاوزت الخط الأحمر الذي وضعه الرئيس الأمريكي بايدن حول غزو بري كبير لرفح وهو ما قد يؤدي لتحول في سياسة أمريكا تجاه الحرب في غزة". وكيان يهود يقتل يوميا العشرات ولكنها تعتبر ذلك في نطاق السيطرة!

 

وقد أعلن كيان يهود يوم 2024/5/6 البدء بهجومه على رفح فاحتل معبرها الفاصل بين قطاع غزة ومصر، وهو المعبر الذي يوفر دخول المساعدات إلى القطاع. وأعلن يوم 2024/5/11 عن توسيع هجومه، فهو يتحرك خطوة خطوة نحو عمليته التدميرية لرفح وقتل عشرات الآلاف فيها ليلاحظ مدى ردود الفعل الأمريكية أهي قاسية ليوقفها أم خفيفة ليواصلها!

 

وجاء قرار أمريكا بتعليق إرسال ذخائرها التي قتلت عشرات الآلاف من أهل غزة بعد تعنت ورفض نتنياهو وحكومته الاتفاقية التي وقعتها حماس وإعلانه بدء الهجوم على رفح معاندا سيدته أمريكا. إذ يتصرف اليهود كأولاد مدللين لدى أمريكا فيظهرون عنادا وغطرسة؛ ما يحرجها أمام شعبها وأمام العالم، فيظهرها كأنها عاجزة وضعيفة بينما هي قادرة أن توقف كل شحنات الأسلحة وتشوش على أجهزتهم وتفرض عليهم عدم استعمال سلاحها في الحرب وغالبيته سلاحها، وتعلن أنهم يرتكبون إبادة جماعية فتشل حركتهم وتربكهم فيكون قد شهد شاهد مشارك فيها... ولكنها لا تريد ذلك لأن الحرب حربها ضد الأمة الإسلامية لتذلها وتقتل أبناءها وهم يتفرجون لتبقى محكمة سيطرتها عليهم وترعبهم بكيان يهود لئلا يقوموا ويسقطوا الأنظمة العميلة فيطردوها من المنطقة ويقيموا خلافتهم الراشدة.

 

فلا يتوقع من السيسي ونظامه إلغاء اتفاقية السلام الخيانية مع العدو ولا القيام بأي عمل جاد ضده، بسبب ارتباطهما بأمريكا التي ترفض المساس بهذه الاتفاقية التي حيدت مصر عن المعركة وجعلت أهلها يتفرجون على ما يقوم به العدو من مجازر ولا يتحركون! وظهر أن أكثر ما يمكن أن يقوم به النظام المصري هو التنديد، أو كما نقلت وول ستريت جورنال الأمريكية يوم 2024/5/9 عن مسؤولين مصريين أن "القاهرة غاضبة لأن (إسرائيل) أعطتها مدة قصيرة قبل السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي يوم 2024/5/7، وأنها هددت بالتوقف عن العمل كوسيط في المفاوضات"! فهذا يظهر مدى الخسة والنذالة لدى السيسي ونظامه، ويثبت أن المفاوضات التي جرت في مصر كانت لصالح كيان يهود الذين يظهرون الغطرسة كلما قدم الطرف الآخر تنازلات فيتمادون في غيهم وجرائمهم تجاه أهل فلسطين ويستولون على أراضيهم، حتى إذا أنهوا موضوع فلسطين فسيتوجهون إلى محاربة مصر نفسها ليسيطروا عليها كما يعلنون أن هدفهم "من النيل إلى الفرات".

 

ويظهر أن أمريكا أوعزت لمحكمة الجنايات الدولية بأن تهدد نتنياهو ومسؤولين في حكومته باستصدار قرار ضدهم، فطلب نتنياهو من الرئيس الأمريكي الضغط على المحكمة حتى لا تصدر مثل هذا القرار. ويظهر أن كيان يهود يدرك أن إدارة بايدن من وراء تحرك المحكمة لزيادة الضغط عليه حتى يوقف حملته على رفح ويقبل بتوقيع الاتفاق مع حماس. ولكن رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي مايكل ماكول يوم 2024/5/8 هدد قائلا "إن الأعضاء الجمهوريين بالمجلس يعدون تشريعا لفرض عقوبات على مسؤولي المحكمة الجنائية احترازيا إذا أصدروا أوامر لاعتقال مسؤولين (إسرائيليين)". فالحزب الجمهوري يقوم بمحاولة لعرقلة سياسة بلاده الخارجية نكاية بالحزب الديمقراطي الذي يدير البلاد حيث يخوض الحزبان منافسة شرسة. وذلك يثبت مدى عفن الديمقراطية ويثبت أن المحاكم الدولية مسيسة، وأن قراراتها تتحكم فيها الدول الكبرى الاستعمارية أو تقع تحت تهديدها.

 

فلم يبق لمسلم عذر أن يسكت وهو يشاهد هذه المهازل السياسية والمجازر الدموية ولا يقوم بعمل جاد ويعمل مع العاملين على وقف كل ذلك والإتيان بقيادة سياسية إسلامية واعية مخلصة تقود الأمة نحو التحرير.

 

 

بقلم: الأستاذ أسعد منصور

 

 

 

المصدر: جريدة الراية

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع