- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
2024-06-05
جريدة الراية: مؤتمر (تقدم) يكشف حقيقة الحرب في السودان
ويفضح الدول الاستعمارية الراعية لهذه الحرب!
بدعم وتمويل بريطاني متكامل وبرعاية السفير البريطاني في السودان جايلز ليفر عقدت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية المسماة (تقدم) برئاسة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، مؤتمرها التأسيسي بالعاصمة الإثيوبية أديس ابابا، يوم الاثنين، 2024/5/27م بمشاركة نحو 600 شخص. وحددت التنسيقية خمس قضايا رئيسية في المؤتمر، وهي الإصلاح الأمني والعون الإنساني والصحة والتعليم وترتيبات ما بعد الحرب، وناقش عددا من الأوراق أبرزها أوراق القضايا الإنسانية، وخطاب الكراهية. وأجاز المؤتمر "رؤية سياسية لإيقاف الحرب وتأسيس الدولة واستكمال أهداف ثورة كانون الأول/ديسمبر 2018م، وإقامة دولة مدنية ديمقراطية تقف على مسافة واحدة من الأديان والهويات والثقافات". كما نصت الرؤية السياسية على "تأسيس منظومة عسكرية وأمنية احترافية بعقيدة قتالية وطنية، وإنشاء نظام حكم فيدرالي حقيقي، يعترف بالحقوق الأصيلة لجميع الأقاليم في إدارة شؤونها". وأجاز المؤتمر أسس ومبادئ تأسيس جيش قومي مهني واحد، لا يتدخل في السياسة والاقتصاد، باعتبار ذلك بداية طريق الاستقرار ووقف الحروب وإغلاق أبواب الانقلابات العسكرية، مع وضع تصور للعدالة الانتقالية يهدف لمنع الإفلات من العقاب ومحاسبة المتورطين في الجرائم كافة، بما في ذلك جرائم الحرب وجرائم التطهير العرقي، ومجزرة اعتصام القيادة العامة، وجرائم حرب 15 نيسان/أبريل 2023م.
كما ناشد حمدوك ما يسمى بالمجتمعين الإقليمي والدولي؛ للضغط على الأطراف المتصارعة لإنهاء الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية، ومنع استخدام الدواء والغذاء كسلاح لقتل المدنيين. كما دعا حمدوك إلى محاصرة خطاب الكراهية والتصدي لمن سماهم بالعنصريين ودعاة الفتنة... وكشف حمدوك عن مواصلة جهود القوى المدنية لبناء جبهة موحدة ضد الحرب، بمن فيهم لجان المقاومة، والتواصل مع الحركة الشعبية شمال، وحركة جيش تحرير السودان، وحزب البعث، والحزب الشيوعي، ومجموعة مناوي... كما اقترح إقامة مؤتمر مائدة مستديرة لحل جميع القضايا الوطنية. وأكد حمدوك على تقديم دعوات لقائد الجيش وقائد الدعم السريع للقاء مع قيادة "تقدم" لبحث سبل إنهاء الحرب، موضحاً أن لقاءه مع حميدتي كان جزءاً من جهود إنهاء الحرب، بينما ينتظر التحالف رد البرهان لعقد اللقاء...
يعد المؤتمر واحدا من أدوات الضغط الذي يمارسه الاستعمار البريطاني عبر عملائه في صراعه على النفوذ في السودان ضد عملاء أمريكا من قادة القوى المسلحة في الجيش والدعم السريع.
وقد عبر السفير البريطاني لدى السودان جايلز ليفر في تدوينة له على موقع إكس، يوم السبت 2024/6/1م عن سعادته برؤية نجاح المؤتمر التأسيسي لتنسيقية "تقدم"، وأكد أن المملكة المتحدة ستواصل دعم أصوات المدنيين السودانيين الذين يقفون ضد الحرب ويؤيدون الحكم المدني والديمقراطية... وأكد تقديمه دعماً مالياً كبيراً لمؤتمر "تقدم" من ميزانية التنمية البريطانية. (صحيفة التغيير، 2024/6/1م).
ومن الجانب الآخر تحركت أمريكا لإخفاء بريق المؤتمر وسحب البساط من القوى الموالية لبريطانيا؛ حيث اتصل هاتفيا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الثلاثاء 2024/5/28م بعد يوم من تدشين مؤتمر تقدم، برئيس مجلس السيادة البرهان وطالبه بضرورة إنهاء الصراع في السودان بشكل عاجل، وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، واستئناف مفاوضات السلام، وضرورة حماية المدنيين، ونزع فتيل الأعمال العدائية في الفاشر بشمال دارفور.. وفي يوم اتصال بلينكن نفسه أوعزت أمريكا للنظام العميل لها في مصر بتبني مؤتمر لحل الأزمة السودانية لصرف أنظار الناس عن مؤتمر تقدم، حيث قالت وزارة الخارجية المصرية، يوم الثلاثاء، إن مصر ستستضيف في شهر حزيران/يونيو مؤتمرا تجتمع فيه القوى المدنية السودانية مع أطراف إقليمية ودولية أخرى، وأن المؤتمر يهدف للتوصل إلى "توافق بين مختلف القوى المدنية السودانية حول سبل بناء السلام الشامل والدائم في السودان". (العربية نت، 2024/5/29م). كما نشر موقع نبض سودان بتاريخ 2024/6/2م أن مصر تسحب البساط من مبادرات حل الأزمة السودانية بتنظيم مؤتمر للقوى السياسية السودانية في القاهرة نهاية الشهر الجاري.
وفي الداخل زاد الجيش من وتيرة الهجوم على قوات الدعم السريع بالطيران والأسلحة الثقيلة، في حين كان الجيش يقبع في ثكناته ويدافع عنها ولا يهاجم إلا في حدود ضيقة.
حيث أورد موقع الراكوبة في 2024/5/28م أن الطيران الحربي قصف تمركزات الدعم شرقي الفاشر. كما نشر موقع تاق برس في 2024/5/30م أن سلاح الجو السوداني قصف مخازن ذخيرة وإمدادات قوات الدعم السريع ودمر مركبات قتالية في نيالا جنوب دارفور، والضعين شرق دارفور. وأن الجيش كثف عملياته العسكرية في دارفور والخرطوم والجزيرة. كما أوردت سكاي نيوز في 2024/5/31م وفق شهود عيان أن الجيش قصف بالطيران الحربي والمدفعية الثقيلة تجمعات للدعم السريع في منطقة الخرطوم بحري، وأن الجيش عبر جسر الحلفايا الرابط بين أم درمان والخرطوم بحري الذي كانت تسيطر عليه قوات الدعم السريع.
إن هذا الصراع السياسي والعسكري المحتدم بين الدول الاستعمارية وعملائهم من العسكر والمدنيين في السودان الذين أهلكوا الحرث والنسل، ونشروا أفكار الكافرين مثل الديمقراطية والدولة المدنية التي ترفض تشريع الخالق سبحانه وتجعل السيادة للبشر وليس لرب البشر.. كما تدعو للنظام الفيدرالي الذي يمزق البلاد ويبذر بذور الفتن والاقتتال القبلي والعصبي كما يدور اليوم في السودان... إن هذا الصراع يوجب على أهل السودان البحث عن فكرة سياسية راقية تقتلع نفوذ الكافرين وتقطع أيادي المستعمرين، ولا يتحقق ذلك إلا في نظام الإسلام نظام رب العالمين تطبقه دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
لقد أصبح واضحا للعيان دون غشاوة أن دولة الخلافة هي ضرورة بشرية ودواء الداء، وفوق ذلك فريضة ربانية، فهي الحل لكل مشاكل أهل السودان بل قل العالم أجمع، فهلا هب أهل السودان لرفع إثم القعود عن إقامتها والنجاة من ميتة الإثم لمن لم يعمل لها؟! قال النبي ﷺ: «وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً».
بقلم: الأستاذ محمد جامع (أبو أيمن)
مساعد الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان
المصدر: جريدة الراية