الجمعة، 27 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

(سلسلة أجوبة العالم عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير

على أسئلة رواد صفحته على الفيسبوك)

 

جواب سؤال:

حول طريقة حزب التحرير في التعبير عن نفسه

 

إلى Dede Tahboub       

 

 


السؤال:

 


السلام عليكم،

 


لي تعليق على إحدى صفحات كتاب حزب التحرير الذي يعرف به عن الحزب والذي كتب بتاريخ 9\5\1985، في صفحة رقم 20، أجد أن طريقة الحزب في التعبير تجعل منه يقرب نفسه من منزلة الإله، وربما كان هذا سببا في تأخر نصرتنا إلى الآن، فهو يقول في الكتاب "وقد تلافى جميع النواقص والأسباب التي أدت إلى إخفاق التكتلات التي قامت لإنهاض المسلمين بالإسلام" فهنا ينفي عن نفسه صفة الخطأ وهذه من صفات رب العالمين، فكل مخلوق يخطئ، ولكن لو قال هذا وأضاف بإذن الله لربما كان هذا سببا في إعانة الله لنا. كما يقول "بل إنه واجب عليها أن تحتضنه وأن تسير معه لأنه الحزب الوحيد الهاضم لفكرته..." فالوحدانية رغم أنه تم ربطها بصفات معينة أجد أنها خاصة بالله رب العالمين فما من مخلوق وحيد عمن سواه بأي صفة من الصفات إلا التي خصها الله سبحانه وتعالى بمعجزة، لهذا أرى أن كلمة الوحيد فيها شيء من الغلط وربما كان كبيرا أخر نصر الله لنا.

 

 

الجواب:

 


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

 


يبدو أن التباساً حدث عندك في مدلول العبارة الواردة، فالذي ورد هو: "وقد تلافى جميع النواقص والأسباب التي أدت إلى إخفاق التكتلات التي قامت لإنهاض المسلمين بالإسلام" التعريف

 


لقد ذكر الحزب ذلك في التعريف بعد أن كان قد عدَّد أسباب إخفاق الحركات في كتاب التكتل، فقال:

 


"ويرى المتتبع لهذه المحاولات، الدارس لهذه الحركات، أن السبب الرئيسي في إخفاقها جميعها يرجع من ناحية تكتلية إلى أربعة أمور:

 


أولها- أنها كانت تقوم على فكرة عامة غير محددة، حتى إنها كانت غامضة، أو شبه غامضة، علاوة على أنها كانت تفقد التبلور والنقاء والصفاء.

 


وثانيها- أنها لم تكن تعرف طريقة لتنفيذ فكرتها، بل كانت الفكرة تسير بوسائل مرتجلة وملتوية، فضلاً عن أنه كان يكتنفها الغموض والإبهام.

 


وثالثها- أنها كانت تعتمد على أشخاص لم يكتمل فيهم الوعي الصحيح، ولم تتمركز لديهم الإرادة الصحيحة، بل كانوا أشخاصاً عندهم الرغبة والحماس فقط.

 


ورابعها- أنّ هؤلاء الأشخاص الذين كانوا يضطلعون بعبء الحركات لم تكن بينهم رابطة صحيحة سوى مجرد التكتل الذي يأخذ صوراً من الأعمال، وألفاظاً متعددة من الأسماء." التكتل.

 


ثم اجتهد الحزب وتلافى تلك الأسباب، فما الخطأ في قوله "وقد تلافى جميع النواقص والأسباب"؟ وما علاقة ذلك بأن كل مخلوق يخطئ؟ وأن الله وحده هو المنزه عن كل نقص؟ والآن أسألك: إذا كنت معلمة مدرسة، فقلت لطالبة عندك بعد أن نظرت في جوابها، قلت "إن هناك نواقص في جوابك كذا وكذا، وحددت لها هذه النواقص 1، 2، 3... إلخ فاذهبي واستكمليها، فذهبت الطالبة وتلافت تلك النواقص، ثم عادت إليك تقول لقد تلافيت جميع النواقص التي ذكرتها لي أيتها المعلمة الفاضلة، وهذا جوابي من جديد". فهل تكون الطالبة قد وصفت نفسها بصفات رب العالمين؟ هل...؟

 


وأما ملاحظتك الأخرى، فأنت تقولين: "بل إنه واجب عليها أن تحتضنه وأن تسير معه لأنه الحزب الوحيد الهاضم لفكرته..."، وسأنقل لك الفقرة قبل هذا الكلام ثم الفقرة التي نقلتِ منها السؤال. لقد ورد ما يلي:

 


"فأدرك الفكرة والطريقة إدراكاً فكرياً دقيقاً مما نزل به الوحي من كتاب الله وسنة رسوله، ومما أرشدا إليه من إجماع الصحابة والقياس، ولم يجعل الواقع مصدر تفكيره بل موضع تفكيره ليغيره وفق أحكام الإسلام، والتزم طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم في سيره في حمل الدعوة والسير بها في مكة حتى أقام الدولة في المدينة، وجعل الرابط الذي يربط بين أفراده هو العقيدة وما تبناه من أفكار الإسلام وأحكامه.

 


وبذلك كان جـديـراً بأن تحتضنه الأمة، وأن تسير معه، بل إنه واجب عليها أن تحتضنه وأن تسير معه لأنه الحزب الوحيد الهاضم لفكـرتـه، المبـصـر لطريقته الفاهم لقضيته، الملتزم بترسـم سـيرة الرسـول صلى الله عليه وسلم دون حيد عنها، ودون أن يثنيه ثان عن تحقيق غايته." التعريف.

 


إنك تعلِّقين على القول "لأنه الحزب الوحيد الهاضم لفكرته المبصر لطريقته..."، تعلقين بالقول "إن الوحدانية" هي من صفات الخالق سبحانه.

 


إن الموضوع مختلف أيتها الأخت الكريمة، فالحزب لا يقول إنه الوحيد في كل شيء، بل هو استنبط فكرة وطريقة استنباطاً صحيحاً بأدلة شرعية وفق الأصول، فبطبيعة الحال أن يكون هو الهاضم لهذه الفكرة التي استنبطها، والكلام ليس عن شخص، بل عن الحزب الذي يتبنى هذه الفكرة والطريقة، فكل من هضم هذه الفكرة والطريقة، فهو من الحزب ويصدق عليه، وبذلك يصدق على الحزب الذي استنبط طريقته وفكرته بالقول إنه الوحيد الهاضم لها، فهو الذي استنبطها ودرسها وعمل بها وناضل من أجلها، فما الضير في أن يقول بأنه الوحيد الهاضم لهذه الفكرة؟ وما علاقة هذا القول بوحدانية الله سبحانه الذي هو الأحد الصمد الذي ليس كمثله شيء؟

 


إني أسأل الله سبحانه لك الهداية إلى أرشد الأمر، وأن يشرح صدرك إلى ما هو خير، والله سبحانه هو الهادي إلى سواء السبيل.

 

أخوكم عطاء بن خليل أبو الرشتة

رابط الجواب من صفحة الأمير على الفيسبوك

رابط الجواب من موقع الأمير


رابط الجواب من صفحة الأمير على الغوغل بلس

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع