- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
(سلسلة أجوبة العالم عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير على أسئلة رواد صفحته على الفيسبوك "فقهي")
جواب سؤال
توضيح معنى التبرج
إلى Ranood Zagl
السؤال:
شيخنا الفاضل، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
لقد قرأت ما كتبت عن لبس البنطال أمام الأقارب وأنه غير شرعي ولكنك لم ترفق معه دليلا.. غير أنك قلت أنه من التبرج، وكما تعلمنا أن معنى التبرج هو كل ما يلفت النظر، وقد تختلف نظرة المجتمع للتبرج من بلد إلى آخر، فالبنطال كما أعلم في حياتنا الاجتماعية الخاصة بين الأقارب يكون شيئاً غير لافت لأن الجميع في الحياة الخاصة يلبسون اللباس قميصاً طويلاً وبنطالاً، فهو يكون غير لافت لأن الجميع مثلنا والمجتمع الذي نعيش فيه هو الذي يحدد نظرته للباس إذا كان فيه تبرج أم لا، أي لافت للنظر أم لا، فأرجو منك التوضيح...
وجزيت خيرا ونصرك الله وأيدك بأهل نصرته.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
إن التبرج في اللغة هو إظهار المرأة زينتها ومحاسنها للرجال، جاء في لسان العرب: (والتَّبَرُّجُ: إِظهار الزِّينَةِ لِلنَّاسِ الأَجانب، وَهُوَ الْمَذْمُومُ، فأَما لِلزَّوْجِ فَلَا)، وجاء في القاموس المحيط: (وتَبَرَّجَتْ: أظْهَرَتْ زِينَتَها لِلرِّجالِ.)، وجاء في مختار الصحاح: (وَ (التَّبَرُّجُ) إِظْهَارُ الْمَرْأَةِ زِينَتَهَا وَمَحَاسِنَهَا لِلرِّجَالِ.)... وجاء في مقاييس اللغة: ((بَرَجَ) الْبَاءُ وَالرَّاءُ وَالْجِيمُ أَصْلَانِ: أَحَدُهُمَا الْبُرُوزُ وَالظُّهُورُ...، وَمِنْهُ التَّبَرُّجُ، وَهُوَ إِظْهَارُ الْمَرْأَةِ مَحَاسِنَهَا.) ويفهم من كلمة "إظهار" وكلمة "البروز والظهور" أن تكون الزينة لافتة للنظر كأنها تتجلى للرجال، والمعنى الشرعي لا يختلف عن ذلك، فقد قال سبحانه ﴿وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ﴾، فلا تحرك المرأة رجلها بشدة على الأرض وهي تسير لكي يصدر صوت من الخلخال فيعرف الرجل أن المرأة تلبس زينة على ساقها تحت الثياب، وكل هذا يعني أن التبرج لغة وشرعاً هو الزينة اللافتة للنظر.
وبتطبيق هذا المعنى على لبس البنطلون في الحياة الخاصة أمام الأقارب غير المحارم عندما يأتون للبيوت صلة للرحم كالسلام على قريباتهم في الحالات التي يقرها الشرع مثل الأعياد... فإذا كان هذا اللبس دون قميص طويل فوقه يغطي انفراج البنطال فوق الفخذين، فإنه يكون لافتاً للنظر، فالمرأة وهي تلبس بنطلوناً وانفراج أعلاه فوق الفخذين ظاهر فإنها تلفت النظر. أما إن كان القميص يغطي الانفراج الأعلى من البنطلون فوق الفخذين ونحو ذلك فلا يلفت النظر عادة إلا في حالات غير معتادة...
وليس بالضرورة أن يأتي نص يذكر فيه أن لبس البنطلون في الحياة الخاصة أمام الأقارب غير المحارم هو تبرج، بل إن الأدلة أعلاه ذكرت واقع التبرج ما هو وينطبق هذا على البنطلون والبلوزة دون قميص يغطي انفراج البنطلون فوق الفخذين ونحو ذلك، ولهذا جاء في جواب السؤال ما يلي: (ولبس البنطلون هو من التبرج لذلك لا يجوز الظهور بالبنطلون على الأقارب غير المحارم عندما يأتون لصلة الرحم أو التهنئة بالعيد...) انتهى. فالجواب كان عن لبس البنطلون والبلوزة، أي الظاهر غير المغطى بقميص. وقد التبس هذا الجواب على بعض الأخوات فسألت بعضهن عن الموضوع للتوضيح فأرسلت الجواب التالي:
(إن ما نشر على موقع الحزب حول لبس البنطلون في البيت أمام الأقارب غير المحارم، وأنه يعتبر تبرجاً فلا يجوز أمامهم... هذا الجواب هو إذا كان البنطلون مكشوفاً، أي بنطلون وبلوزة، فالبنطلون ظاهر، ففي هذه الحالة يعتبر تبرجاً، فلا يجوز لبسه في البيت أمام الأقارب غير المحارم عند زيارتهم للبيت لصلة الرحم في الأعياد مثلاً، أما إذا كان فوقه تنورة غير لافتة للنظر تغطيه أو تغطي جزءاً كبيراً منه... فلا يكون تبرجاً في بيتها أمام الأقارب غير المحارم عند زيارتهم للبيت صلةً للرحم في الأعياد مثلاً...) انتهى
وواضح من السؤال أن صاحبه لم يطلع على هذا الجواب.
وبطبيعة الحال فالجواب هو في البيوت، وليس في الحياة العامة، لأن لبس الحياة العامة معروف حيث يجب أن يتحقق فيه ثلاثة أمور: ستر العورة، وعدم التبرج، ولبس الجلباب الشرعي وقد سبق أن فصَّلنا هذا في أجوبة أخرى.
أخوكم عطاء بن خليل أبو الرشتة
رابط الجواب من صفحة الأمير على الفيسبوك
رابط الجواب من موقع الأمير
رابط الجواب من صفحة الأمير على الغوغل بلس