الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

كلمة تُقضَى المؤتمر الإعلامي العالمي في بيروت – لبنان
“موقف حزب التحرير من القضايا الدولية والإقليمية الساخنة” بمناسبة الذكرى الأليمة التاسعة والثمانين لهدم الخلافة

 

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد.

 

لقد وقفت على تجهيز هذا المؤتمر وإعداد كلماته ودراسة مجرياته، حتى إذا كنا قاب قوسين أو أدنى من انعقاده، شاء الله سبحانه أن لا أفتتح هذا المؤتمر بكلمة مسموعة أو مقروءة »لأسباب «...كما اعتدت أن أفعل... وقدَّر الله وما شاء فعل...

 

ولهذا فإنني هنا بهذه الكلمة القصيرة أؤدي شيئاً قضاءً بعد أن لم يكن أداءً!

 

إن هذا المؤتمر ليس بدعاً من مؤتمراتنا التي خاطبنا بها الأمة من جميع أطيافها: الحكام والمحكومين، الخاصة والعامة، المفكرين والعلماء، وحتى شيوخ السلاطين !صادعين أمامها بما يجمعها بعد فرقة، وبما يُعزُّها بعد ذل، وبما يُنهضها بعد طول رقاد... مؤذِّنين فيها بالقضية الجامعة، الخلافة الراشدة، والعلاج الناجع لمشاكلها الذي أنزله رب العالَمين... فكان النداءُ، والرسالةُ للحكام، ومؤتمرُ الخلافة، والمؤتمرُ الاقتصادي، ومؤتمرُ العلماء، ومؤتمرُ المبلِّغات، ثم كان هذا المؤتمر الإعلامي...

 

نعم، هو ليس بدعاً من تلك المؤتمرات التي خاطبنا بها الأمة، ولكنَّ له مزيّتين:

 

إعلاميةً في وقتٍ عزّ فيه الإعلامُ الصادق... وقتٍ عزَّ من يقول الحقَّ فيه... وقتٍ أصبحت الكلمةُ فيه تجارة، تباع وتشترى، همُّها كسب المال، و»الزَّمْرُ والتطبيل«، لأهلِ السلطةِ والجاه، حتى وإن كان ذلك على حساب المحرومين والمظلومين!

 

هذه مزيَّةُ المؤتمر الأولى: جاء يصدع بالكلمة الجادَّة الصادقة في علاج قضايا الأمة، دون أن يخشى في الله لومة لائم... كلمةُ الحقِّ سلاحُه... سلاحٌ أمضى من السيف في وجه الظالمين...

 

وأما أختُها فعالميةُ الحضور، فقد جمع المؤتمر الأبيضَ والأسود، والأحمر والأصفر، بلسانٍ عربي وأعجمي ... ألوانهم مختلفة، وألسنتهم كذلك، ولكنهم ينطقون معاً، ويشهدون معاً شهادَةَ الحق: لا إله إلا الله محمد رسول الله... تتوحَّد بها ألسنتُهم وألوانهم، يَعِزّون بها في الدنيا، ويفوزون بها في الآخرة، إخواناً على سرر متقابلين...

 

هكذا هو الإسلام العظيم، رحمة للعالمين، دعوة عالمية، لا مكان فيها لعصبيةٍ قوميةٍ أو وطنية، بل(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) [الحجرات (10)]، »الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ وَلا يُسْلِمُه « أخرجه البخاري.

 

وفي الختام، فمع كل ما أحاط المؤتمر من أساليب الظالمين والمنافقين كيداً وحقداً، ومحاولاتهم المكثفة منعاً وصداً، إلا أنه انعقد بنعمةٍ من الله وفَضْل، وباء أهلُ الشر بسوءِ القولِ والفِعْل... انعقد المؤتمر، ولسان حاله يخاطب الظالمين الحاقدين، في صوتٍ قويٍ مُجلْجل: (قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) [آل عمران (11)].


وخاتمة الختام، فقد كانت نتيجة المؤتمر أنْ أيَّدنا، وكان معنا، الصالحون الصادقون، وخَشِيَنا، ووقف ضدَّنا، الظالمون المفترون... وبقدرِ ما أقبل علينا الأوَّلونَ محبةً ورغبة، حاربنا الآخرون غيظاً ورهبة... ولكنَّ العاقبةَ للمتقين، والحمد لله رب العالمين.

 

2010-12-01م

 

عطاء بن خليل أبو الرشتة
أمير حزب التحرير

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع