الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

 

 جواب سؤال

 

معنى الكلي المشكك

 

 

 

 

 

 

السؤال:

 

 

 

جاء في كتاب الشخصية الجزء الثالث صفحة 129 سطر 2 من أسفل إلى نهاية الفقرة ما يلي:

 


"... وأما إن اختلف معنى الكلي في أفراده فهو المشكك كلفظ الوجود والأبيض، سواء كان اختلافه بالوجوب والإمكان، كالوجود، فإنه واجب في الباري ممكن في غيره، أم بالاستغناء والافتقار، كالوجود، يطلق على الأجسام مع استغنائها عن المحل، وعلى الأعراض مع افتقارها إليه، أم بالزيادة والنقصان، كالنور، فإنه في الشمس أكثر منه في السراج. وسمي مشككاً؛ لأن الناظر فيه يشكك هل هو متواطئ لكون الحقيقة واحدة، أو مشترك لما بينهما من الاختلاف." انتهى

 


لقد ذكر "الوجود والأبيض"، فضرب مثلاً على لفظ "الوجود" ثم كرره بعد ذلك، ولم يضرب مثلاً على "الأبيض"... ثم ذكر الاستغناء والافتقار بشكل التبس عليَّ فهمه... فكيف يمكن فهم العبارة بشكل واضح جلي؟ وجزاك الله خيراً.

 

 

 

 


الجواب:

 

 

 

 

إن العبارة الواردة هي موجزة غير مفصلة، على عادة كتب الأصول. ونعم هي لم تذكر مثلاً على "الأبيض"، لأن مَثَلَ "النور" هو ينطبق كذلك على "الأبيض". كما أن لفظ "الوجود" المكرر هو "الموجود"، فهو هنا على المفعول "الموجود" أدق منه على المصدر "الوجود" في حالة الاستغناء والافتقار.

 


وحتى تتضح العبارة، فإني سأذكرها لك أدناه بشكل أكثر تفصيلاً وتوضيحاً على النحو التالي:

 


وأما إن اختلف معنى الكلي في أفراده فهو المشكك كلفظ الوجود والأبيض، سواء:

 


أكان اختلافه بالوجوب والإمكان، كلفظ "الوجود"، فإنه واجب في الباري سبحانه ممكن في غيره.

 


أم كان اختلافه بالاستغناء والافتقار، كلفظ "الموجود"، يطلق على الأجسام مع استغنائها عن المحل، ويطلق على الأعراض التي تفتقر لمحل غيرها، مثل إطلاق "الموجود" على "المسك، والرجل"، وهي أجسام، وإطلاق "الموجود" على "عطر المسك، ومرض الرجل"، وهي أعراض تفتقر إلى محل غيرها، فعطر المسك عَرَضٌ من أعراض المسك، ومرض الرجل عَرَضٌ من أعراض الرجل، ومع ذلك تقول المسك موجود، وتقول عطر المسك موجود، وتقول الرجل موجود، وتقول مرض الرجل موجود مع اختلاف المعنى بالاستغناء والافتقار.

 


أم كان اختلافه بالشدة وعدمها، أي بالزيادة والنقصان، كلفظ "الأبيض" يطلق على الثلج وعلى العاج وهو في الثلج أشد وأنصع، وكلفظ "النور" فإنه في الشمس أكثر منه في السراج.

 


وهكذا فإن لفظ "الوجود، الموجود، الأبيض، النور"، لفظ كلي مشكك، وسمي مشككاً؛ لأن الناظر فيه يتشكك هل هو متواطئ لكون الحقيقة واحدة، أو مشترك لما بينهما من الاختلاف.

 


وللعلم فإنه يجوز في لفظ "مشكك" تشديد الكاف الأولى وكسرها على اسم الفاعل، ويجوز بتشديد الكاف وفتحها على اسم المفعول، وهو صحيح في الحالتين لأن هذا النوع من الكلي يشكِّك الناظر فيه فهو مشكِّك، وفي الوقت نفسه يتشكك فيه الناظر إليه فهو مشكَّك.

 


آمل أن يكون معنى الكلي المشكك قد اتضح لك. وسنرى إن كان من المناسب صياغة ما جاء في الكتاب بشكل أكثر تفصيلاً وتوضيحاً إن شاء الله.

 

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع