الخميس، 26 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 1 تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

جواب سؤال: حول الوعي العام

 



السؤال :

 

ورد في كتاب المنهج: ( وإنه من فضل الله علينا وعلى الناس أن أصبح للإسلام رأي عام، وأصبح هو أمل الأمة في الخلاص، وأصبحت الخلافة تتردد على كل لسان بعد أن لم تكن، وأصبحت إقامتها وإعادة الحكم بما أنزل الله هي أمنية المسلمين جميعاً.) [المنهج صفحة 50].

فقد ذكر الرأي العام ولم يذكر الوعي العام، فهل من سبب لذلك؟ وعلى أية حال فانه عندما تمت مناقشة المرحلة الثانية من الطريقة قال: (الثقافة الجماعية لجماهير الأمة بأفكار الإسلام وأحكامه التي تبناها الحزب... لإيجاد الوعي العام عند الأمة والتفاعل معها..)[المنهج صفحة 43]. أي انه اشترط الوعي العام ولم يقل الرأي العام...؟! فلماذا هذا الاختلاف؟

ثم ما معنى "الوعي العام"؟ وكيف يكون الوعي العام على الخلافة مثلاً؟

 

 

الجواب:

 

لقد ذكرنا في أكثر من مكان "الرأي العام المنبثق عن وعي عام"... وإذا ذكرنا أحياناً "الرأي العام" وحده، أو "الوعي العام" وحده، فهو صحيح لأن الرأي العام المطلوب هو المنبثق عن الوعي العام، فهما في سلسلة واحدة، وذِكْر جزء من السلسلة دون ذِكْر الجزء الآخر صحيح.

﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ ﴾.

ويقول سبحانه ﴿ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ﴾.

ويقول سبحانه ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ﴾ .

يقول سبحانه ﴿خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ ﴾.

فترى الآيات الكريمة ذكرت تارة التراب، وأخرى الطين وثالثة صلصال من حمأ مسنون، ورابعة صلصال كالفخار "والصلصال هو الطين اليابس الذي يصلصل وهو غير مطبوخ، وإذا طبخ فهو فخار".

وذلك لأنها كلها سلسلة واحدة : تراب ثم طين ثم طين يجف دون طبخ، ثم طين مطبوخ ... وذكر أي جزء من السلسلة صحيح.

وهكذا القول "رأي عام منبثق عن وعي عام"، فهي سلسلة، يصح أن تقولها معاً "رأي عام منبثق عن وعي عام" أو تكتفي بالقول "رأي عام"، أو تقول "وعي عام"، فكله صحيح ولا اختلاف، وبخاصة وأن السياق واضح.

أما معنى الوعي العام فهو:

*الوعي من "وعي"، وهي في اللغة كما جاء في اللسان: ( وعي: الوَعْيُ: حِفْظ القلبِ الشيءَ. وعَى الشَّيْءَ وَالْحَدِيثَ يَعِيه وَعْياً وأَوْعاه: حَفِظَه وفَهِمَه وقَبِلَه، فَهُوَ واعٍ، وَفُلَانٌ أَوْعَى مِنْ فُلَانٍ أَي أَحْفَظُ وأَفْهَمُ. وَفِي الْحَدِيثِ: نَضَّر اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقالَتي فوَعاها، فَرُبَّ مُبَلِّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ ).

*والعام أن يكون هذا الإدراك شاملاً أبرز ما في المسألة.

وأما كيف يكون الوعي العام على الخلافة، فهو ليس معرفة جزئية بلفظ الخلافة، بل كذلك ببعض الأحكام البارزة فيها بأنها فرض، وخليفة واحد، وبيعة بالرضا والاختيار... ومعرفة بعض الصلاحيات للخليفة البارزة كرعاية الشئون الداخلية والخارجية... نقول "بعض"، لأن الوعي العام لا يعني معرفة كافة التفاصيل بل يكفي الإجمال ليكون الإنسان واعياً على الخلافة وعياً عاماً... وهكذا الأمور الأخرى.

1 تعليق

  •  Mouna belhaj
    Mouna belhaj السبت، 14 تشرين الأول/أكتوبر 2017م 17:37 تعليق

    بوركتم شيخنا لهذا التوضيح ادامكم الله ذخرا للامة ونفع بعلمكم

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع