الجمعة، 27 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
تأملات في كتاب: "من مقومات النفسية الإسلامية" - الحلقة الخامسة والسبعون

بسم الله الرحمن الرحيم

تأملات في كتاب: "من مقومات النفسية الإسلامية"

 

الحلقة الخامسة والسبعون

 

 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على إمام المتقين, وسيد المرسلين, المبعوث رحمة للعالمين, سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, واجعلنا معهم, واحشرنا في زمرتهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

أيها المسلمون:

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد: في هذه الحلقة نواصل تأملاتنا في كتاب: "من مقومات النفسية الإسلامية". ومن أجل بناء الشخصية الإسلامية, مع العناية بالعقلية الإسلامية والنفسية الإسلامية,

 

نقول وبالله التوفيق: عنوان حلقتنا لهذا اليوم هو: "أحاسنكم أخلاقا" وقد سبق الحديث عن خمسة عشر من الأخلاق الحسنة:

 

سادس عشر: الجود والإنفاق في وجوه الخير: قال تعالى: {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه}. (سبأ39). وقال: {وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون}. (البقرة272) وقال: {وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم}. (البقرة273) وقال: {وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير}. (الحديد7) وقال:

 

{وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية}. (الرعد22، فاطر29) وقال: { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}. (آل عمران92) وقال: {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم}.  (البقرة261) وقال: {ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فآتت أكلها ضعفين فإن لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير}. (البقرة265) وقال: {الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون}. (البقرة274) وقال: {الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين}.           (آل عمران134)

 

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلط على هلكته في الحق, ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها". متفق عليه. وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟ قالوا: يا رسول الله, ما منا أحد إلا ماله أحب إليه, قال: فإن ماله ما قدم ومال وارثه ما أخر". رواه البخاري.

 

وعن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اتقوا النار ولو بشق تمرة". متفق عليه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا, ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا". متفق عليه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله: أنفق يا ابن آدم أنفق عليك". متفق عليه.

 

وعن عبد الله بن عمرو، رضي الله عنهما أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: "تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت، ومن لم تعرف". متفق عليه. وعن أبي أمامة صدي بن عجلان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا ابن آدم إنك أن تبذل الفضل خير لك, وأن تمسكه شر لك, ولا تلام على كفاف, وابدأ بمن تعول, واليد العليا خير من اليد السفلى".

 

رواه مسلم. وعن عبد الله بن عمرو، رضي الله عنهما يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أربعون خصلة أعلاهن منيحة العنز ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها إلا أدخله الله بها الجنة". رواه البخاري. وقال حسان: فعددنا ما دون منيحة العنز من رد السلام, وتشميت العاطس, وإماطة الأذى عن الطريق ونحوه, فما استطعنا أن نبلغ خمس عشرة خصلة. والمنحة أو المنيحة: أن يمنح الرجل أخاه ناقة أو شاة حتى يحتلبها عاما أو أقل أو أكثر فينتفع بلبنها، ثم يردها لصاحبها, وهذا جائز كعارية المتاع لينتفع به المستعير مدة، ثم يرده. وعن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها قالت: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: "لا توكي فيوكى عليك". رواه البخاري.

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب, وإن الله يتقبلها بيمينه, ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل". متفق عليه. وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين، عليهما جبتان من حديد، من ثديهما إلى تراقيهما، فأما المنفق فلا ينفق إلا سبغت أو وفرت على جلده حتى تخفي بنانه وتعفو أثره ...". متفق عليه. ومعنى قوله: سبغت أو وفرت: أي اتسعت عليه. 

 

فإذا التزم المسلم بالأخلاق الفاضلة, باعتبارها أحكاما شرعية واجبة الاتباع طاعة لله: امتثالا لأوامره, واجتنابا لنواهيه, فإنه يسمو ويرقى في المرتقى السامي من علي إلى أعلى, ومن شاهق إلى شاهق, ولله در الناظم حيث قال:

 

صف ذا ثنا كم  جاد شخص قد سما   دم طـيبا زد في تـقى ضع ظـالما

 

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

محمد احمد النادي

آخر تعديل علىالخميس, 02 حزيران/يونيو 2016

وسائط

1 تعليق

  • Khadija
    Khadija الخميس، 02 حزيران/يونيو 2016م 08:06 تعليق

    بارك الله بكم . ونسأله تعالى أن يَمُنَّ علينا بقيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة .

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع