الخميس، 26 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
﴿كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ﴾

بسم الله الرحمن الرحيم

 

﴿كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ﴾

 

 

 

يقول الحق سبحانه وتعالى: ﴿فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاقُوا اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ۝ وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ۝ فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ۝﴾ [البقرة: 249-251]

 

الثورة السورية تدخل مرحلة ما قبل النصر إن شاء الله، فهذه قصة عظيمة يقصها الله علينا في القرآن، قصة بني إسرائيل مع طالوت حين سألوا نبيهم أن يبعث لهم ملكا، فوصف الله ذلك الملك طالوت بأنه أوتي بسطة في العلم، ولقد جلى القرآن لنا ذلك العلم في أمور أربعة في آيات البقرة؛ ثاني الأمرين كان الصبر، والله مع الصابرين، ربنا أفرغ علينا صبرا، وثالث الأمور هو الثبات، وثبت أقدامنا، ورابع الأمور كان الاستنصار بالله، فإن الله تعالى هو الناصر والنصير هو، ولا نصر إلا من عنده، وإن ينصركم الله فلا غالب لكم،

 

وأما أول الأمور الأربعة فهو طلب طالوت من الراغبين بالقتال معه ألا يشربوا مع ما كانوا به من عطش إلا غرفة باليد، غالبية الجيش شربت ولم تجاوز مع طالوت النهر للجهة الأخرى للقتال ﴿فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ﴾ فقط هو والذين آمنوا معه، ولا حاجة لهم بالغثاء، ولا بالمخذلين، ولا بالمتاجرين بقضية الشام، وثورتها، إذن أول موجبات النصر أن تصفي المقاتلين من العناصر التي لا تطيع الله ولا تأتمر بأمره ولا ترى النصر منه فتطلبه من العدو، وتتخذ من الكافرين من دون الله ورسوله والمؤمنين وليجة، وتتخذهم ناصرين، وتستمد من عملائهم أسباب الحياة وهي في الحقيقة أسباب الموت، سواء المال أو السلاح القادم من السعودية أو من قطر أو من الأردن أو من كل عميل لأمريكا، فإن من يتخذه سببا للحياة إنما يتخذه في الواقع سببا للموت، ولذلك كان طالوت فاصلا، فقال: ومن لم يطعمه فإنه مني!، لا حاجة لي بمن لا يطيع الله ولا يستنصر به، ولا حاجة لي بمن يخذل دين الله ويمضي في مخططات أعدائه فيفاوض في جنيف وفي الرياض وفي نيويورك، وفي غيرها، أخرجهم من الجيش ولم يصحبهم معه، ونحن لا حاجة لنا اليوم بأولئك المفاوضين، ولا بأولئك المخذلين، ولا بأولئك المستنصرين بغير الله، ثم كان من جاوز مع طالوت النهر فريقان، فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه كان من آمن معه فريقان:

 

فريق قال لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده ومع ذلك كانوا في قوام الجيش، فقد صبروا ولم يشربوا إلا غرفة باليد، ولكنهم بشر يعتريهم ما يعتري البشر من الخوف أو من الرهبة ساعة لقاء العدو، وهذا درس بأننا ننتصر حتى ولو كنا بشرا يعترينا ما يعتري البشر، فنحزن وتمتلئ قلوبنا غيظا، ولكنهم مع ذلك لم يخذلوا، ولم ينحازوا لصف جالوت وجنوده، ولم يفاوضوهم، ولم يسمسروا على طالوت وجنوده، وفريق ممن كان مع طالوت قال كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة وذلك لأنهم كانوا يدخلون المعركة ظانين لقاء الله بعدها أي الشهادة فنزل نصر الله على من أطاع الله وصبر، وثبت واستنصر بالله من كلا الفريقين، فتجلى بذلك علم طالوت.

 

أيها الأحباب:

 

الثورة السورية اليوم دخلت مفصلا مهما لتحقيق النصر، وهو تصفية الفصائل الخائنة لله ولرسوله ولدماء أهل الشام وأعراضهم الداخلة في الهدنة المشؤومة والداخلة في مفاوضات العار مع النظام الذي قتل أهل الشام ليصلوا معه إلى حلول أمريكية على رأسها استمرار علمانية الدولة وتبعيتها لأمريكا، أمثال هؤلاء في الثورة يؤخر نزول النصر؛ لذلك اقتضى الحال فضحهم على رؤوس الأشهاد ليتبرأ أهل الشام منهم ويبقى في ساحة الجهاد أولئك الذين يرفعون راية محمد e ويطلبون تحكيم شريعته. اللهم عجل النصر واجعل تدمير أمريكا وعملائها في تدبيرهم.

 

أيها الأحباب:

 

اعلموا أنه لن يقلب لأمريكا ظهر المجن إلا أهل الشام بعد استسلام أكثر فصائل ثورتها، أمريكا تعلم أن الأسد لا مستقبل له في حكم سوريا لأنه غير مقبول جماهيريا والوضع الذي نشأ عن ثورة خمسة أعوام غير الوضع قبل الثورة، قبل الثورة كان بالإمكان أن يحكم الأسد بالحديد والنار، كانت لديه دويلة وكان لديه جيش واستخبارات ودعم أمريكي. اليوم غاية ما تبقى له فرق قليلة إن ارتفع عنها دعم أمريكا وروسيا وإيران سقطت في ثوان، فلم يعد الأسد قادرا على القيام بالتحكم بالدولة ولن تستطيع أمريكا وروسيا دعمه للأبد وهم يعلمون ذلك صدر عنهم منذ شهرين تقريبا أنهم يخشون الخوض في مستقبل الأسد مخافة أن يرشح عن هذا تخليهم عنه مما يعني سقوطه في سويعات.

 

أمريكا جادة في الترويج للمفاوضين ليرشح عنهم نظام يحوي أسوأ ما في نظام الأسد من جيش ومؤسسات أمنية وأجهل وأغبى ما يملكه المعارضون ممن لا خبرة لهم بسياسة ولا بحكم فينتج كرزاي جديد تركبه أمريكا وربيبتها كيان يهود


لكن أمريكا وهي تعد هذا الكرزاي تواجه صعوبتين: الأولى تتمثل في نظام الأسد وهو يرفض التخلي عن السلطة، وبالتالي يشاكسها ويحرج المفاوضين المعدلين أمريكيا، وكلما طال العهد بلا مفاوضات حقيقية زاد حرجهم. والثانية تتمثل في إسناد هؤلاء المفاوضين العملاء بظهر وسند شعبي يظهرهم بمظهر الممثلين للشعب، سواء بمحاولة الكذب الإعلامي لإظهار أن لهم سند في الشعب، أو من خلال صب نيران الحقد على حلب وأهلها، وعلى سائر المدن حتى يطالب المفاوضون بإدراجها في الهدنة، ثم يظهرون بمظهر المنافح عن دماء أهلها، ومن ثم يتخلى أهل حلب وأهل الشام عن المقاتلين المجاهدين مخافة أن تصب عليهم حمم الحقد من جديد، فتزرع أمريكا الشرخ بين المجاهدين وبين سندهم وقوتهم وظهيرهم من الأمة، ولكن خاب مسعاهم.

 

تخلى هؤلاء المفاوضون عن خيار القتال إلا ما استكرههم عليه نظام الأسد وحقد روسيا، فالآن يقول فيهم الشعب كلمته وينبذهم حتى تضيق عليهم الأرض بما رحبت وتضيق عليهم أنفسهم، فلا يبتاع منهم ولا يتكلم معهم تماما كما قاطعت المدينة أولئك الثلاثة الذين خلفوا يوم تبوك حتى تضيق عليهم الأرض بما رحبت.

 

وتبقى الثورة مشتعلة من أراد القتال قاتل ومن أراد التظاهر ورفع الشعارات المناهضة للتفاوض الملتفة حول مشروع الخلافة الحقيقية لإقامتها في الشام الملتف حول راية رسول الله e الملتف على لا قائد لنا إلا محمد e، ثورة تنبذ وتعري المتفاوضين المتاجرين بدماء أهل الشام وأعراضهم حتى لا يبقى لهم سند ولا ظهر، حين ذلك تكون ثورة الشام قد دخلت مرحلة استحقاق النصر بإخلاصها لله ونصرها لدينه ونبذ من تخلى عنه، فتكون قد قلبت لأمريكا ظهر المجن وأفسدت عليها مؤامراتها.

 

والحمد لله رب العالمين

آخر تعديل علىالسبت, 18 حزيران/يونيو 2016

وسائط

2 تعليقات

  • إبتهال
    إبتهال السبت، 18 حزيران/يونيو 2016م 09:29 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

  • Khadija
    Khadija السبت، 18 حزيران/يونيو 2016م 08:14 تعليق

    اللهم سدد خطى حزب التحرير واجعل اللهم أفئدة الناس تهوي إليه ولين اللهم قلوب من بيدهم القوة لنصرة دعوته.

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع