- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الرسالة الخامسة
شهر رمضان نفحة
من نفحات الرحمن، فتعرضوا لها
الحَمدُ للهِ الذي فَتحَ أبوَابَ الجِنَانِ لِعبَادِهِ الصَّائمينْ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى أشرَفِ الأنبيَاءِ وَالمُرسَلينْ، المَبعُوثِ رَحْمَةً لِلعَالمينْ، وَآلهِ وَصَحبهِ الطيِّبينَ الطَّاهرينْ، وَمَنْ تبِعَهُ وَسَارَ عَلى دَربهِ وَاهتدَى بهَديهِ وَاستَنَّ بسُنَّتهِ، وَدَعَا بدَعوَتهِ إلى يَومِ الدِّينْ.
مستمعي الكرام مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير: السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، وبعد: إليكم الرسالة الخامسة من "الرسائل الرمضانية من هدي القرآن والسنة النبوية"، وهي بعنوان: "شهر رمضان نفحة من نفحات الرحمن فتعرضوا لها".
إخوةَ الإيمانِ: أيها الصائمون:
لَقَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ مبارك، شَهْرُ رَمَضانَ الكَرِيمِ. شَهْرُ الصِّيامِ وَالقِيامِ، شَهْرُ القُرْآنِ. شَهْرٌ تُضاعَفُ فِيهِ الحَسَناتُ، وَتُرْفَعُ بِهِ الدَّرَجاتُ. شَهْرٌ كَالسُّوقِ قامَ ثُمَّ انْفَضَّ، رَبِحَ فيهِ مَنْ رَبِحَ، وَخَسِرَ فيهِ مَنْ خَسِرَ. شَهْرٌ تَتَناثَرُ حَبَّاتُهُ، فَيا سَعْدَ مَنْ حَرَصَ عَلَى جَمْعِها بِالنَّهارِ وَاللّيْلِ وَالأَسْحارِ، فَصامَ أَيَّامَهُ وَقامَ لَيالِيَهِ، وَأَمَرَ فِيهِ بِالمَعْروفِ وَنَهَى فيهِ عَنِ المُنْكَرِ، وَحَمَلَ فيهِ الدَّعْوَةَ إِلى الإِسْلامِ. والله تعالى يقول: [وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ].
عن أبي هريرة قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: آمين، آمين، آمين، قيل يا رسول الله إنك حين صعدت المنبر قلت: آمين، آمين، آمين، قال: إن جبريل أتاني فقال: من أدرك شهر رمضان ولم يغفر له فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين، فقال: ومن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يُبرهما فمات فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين، فقال: ومن ذُكرتَ عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين».
- أليس من الحق أن نسأل أنفسنا قبل أن يفوت الأوان؟
- أليس من الحق أن نقف مع أنفسنا وقفة صادقة بعيدة عن الرياء والخداع ومحاولة إقناع النفس بأنها قد قامت بما عليها؟
- أليس من الحق أن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب؟ أي والله لقد حق علينا أن نراجع الأوراق، وندقق السجلات التي ملأناها بالذنوب والمعاصي.
- ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رمضان أتاكم رمضان شهر بركة يغنيكم الله فيه، فينزل الرحمة، ويَحُط الخطايا، ويستجيب فيه الدعاء، ينظر الله إلى نفائسكم ويباهي بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيراً، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل»؟
- ألا نُري الله من أنفسنا ما يحب أن يراه وما نحب أن نلقى به وجه الله؟
- أفلم يئن الأوان لأن يصارح كل واحد منا نفسه فيعرف حده ويقف عنده؟
- أفلم يئن الأوان للقلوب أن تخشع لذكر الله؟
- أفلم يئن الأوان للدماء أن تتحرك في العروق؟ بلى قد آن.
- فما بالنا يا عباد الله تركنا الفروض والواجبات وتمسكنا بالنوافل والقربات. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث القدسي الذي يرويه عن ربه: «وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْه».
- فهل من الصواب أن نهجر الفروض ونرتكب المحرمات في هذا الشهر الفضيل، وبعد ذلك نواسي أنفسنا بالقيام ببعض الطاعات كقراءة القرآن وقيام الليل؟
- أفنمضي نهارنا ونحن في الإثم واقعون، وفي آخر النهار نختلي بأنفسنا دقائق أو سويعات لقراءة القرآن، ونقضي النزر اليسير من الليل في الصلاة؟ ثم نحسب أنفسنا أننا نحسن صنعا؟ لا، والله لا يصح هذا ولا يستقيم.
اللهُمَّ أقـِرَّ أعْيُنَنَا بـِقيَامِ دَولةِ الخِلافَة، وَاجْعلْنـَا مِنْ جُنُودِهَا الأوفِياء المُخلِصينْ.
وَالسَّلامُ عَليكـُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتهُ.