خبر صحفي منتدي قضايا الأمة: (صناعة الفقر عبر التلاعب بالأسعار)
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
في إطار حرص حزب التحرير / ولاية السودان على التواصل الدائم مع الإعلاميين في البلاد أقام المكتب الإعلامي لحزب التحرير / ولاية السودان منتداه الشهري المعروف إعلامياً بـ (منتدى قضايا الأمة)، وقد عقد هذه المرة يوم السبت 03 ذو الحجة 1435هـ الموافق 27 أيلول/سبتمبر 2014م تحت عنوان: (صناعة الفقر عبر التلاعب بالأسعار) تحدث فيه كل من الأستاذ عصام الدين أحمد أتيم والأستاذ عبد الرحمن سعد الحسين عضوا المكتب الإعلامي لحزب التحرير / ولاية السودان.
وقد قام الأستاذ/ عصام الدين أحمد أتيم بتقديم الورقة الأولى في المنتدى مفككا في بدايتها لعنوان المنتدى (صناعة الفقر)، مشيرا إلى هذه الصناعة التي صادمت فطرة الإنسان وحاربت خالق الإنسان من خلال تجويع وترويع الإنسان لأخيه الإنسان.
وقد عدّد المتحدث الأسباب التي دفعتهم لطرح هذا العنوان؛ وهي هذه الحالة من الجوع والفقر التى تحاصر البلاد من كل المداخل والمخارج، مستدلاً بحديث وزير الصحة (بحر أبو قردة) الذي قال فيه إن هنالك 13 مليون نسمة من أهل السودان يعانون من سوء التغذية، مستعرضاً العديد من أقوال المستوزرين والتنفيذيين في الدولة الذين أشاروا إلى وجود فقر وجوع في البلاد، ثم بين المتحدث آليات صناعة الفقر وهي:
أولا: الضرائب والجمارك والجبايات التي تُفرض على السلع والخدمات؛ فيقوم المواطن بتحمل تبعاتها في نهاية المطاف.
ثانياً: الاحتكار الذي يضرب أطنابه في البلاد.
ثالثاً: الأوراق المالية الإلزامية التي لا غطاء لها من الذهب والفضة في الوقت الذي تستمر فيه الدولة بطباعة المزيد منها مما يتسبب في حالة التضخم وارتفاع الأسعار.
رابعاً: تبني الدولة لسياسة صندوق النقد الدولي الذي يجبر الدولة على رفع يدها عن سائر المرافق التعليمية والصناعية ورفع الدعم عن المحروقات وتخفيض سعر الصرف مقابل العملات الأجنبية وغيرها من الشروط التي وصفها المتحدث بالمتوحشة، محملاً أبناء المسلمين المسؤولية العقدية التي توجب عليهم ضرورة مواجهة هذا الفكر الذي تسلل إلى بلاد المسلمين عن طريق المضبوعين بالثقافة الغربية.
ثم تحدث الأستاذ/ عبد الرحمن سعد الحسين مستهلاً حديثه بمدخل منهجي أشار من خلاله إلى خطورة أن يكون الشخص أسيراً للواقع وأن لا يفكر إلآ على أساس النظام الرأسمالي، موضحاً أن للأمة منهجها في التفكير المستنير الذي تهتدي من خلاله للوصول إلى الحقائق.
ثم بين المتحدث حرمة الضرائب والجمارك والجبايات والاحتكار مستشهداً بآيات من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، مشيراً إلى حرمة الارتماء في أحضان صندوق النقد الدولي وخطورة ذلك على البلاد والعباد.
وقد أشار الأستاذ/ عبد الرحمن سعد من خلال ورقته إلى سماحة وعدالة أحكام الإسلام التي كفلت لجميع رعايا الدولة إشباع الحاجات الأساسية وتمكينهم من إشباع الحاجات الكمالية، مستعرضاً بعض الأحكام المتعلقة بالملكيات العامة وأثرها في معالجة مشكلة الفقر في البلاد، كما بين بشكل لافت للنظر كيف تكون الحياة في ظل تنفيذ النظام الاقتصادي في الإسلام عندما تمنع الضرائب والجبايات والمكوس التي تفرضها الأنظمة الاقتصادية الوضعية على السلع والخدمات وكيف تعود تلك الأموال إلى دخول الناس وجيوبهم.
أما في إطار العملة الإلزامية فقد بين المتحدث خطورة وحرمة تأسيس النقد على أساس الدولار؛ فقد أشار إلى أنها أكبر عملية استعمارية تتم ضد الأمة لنهب ثرواتها دون مقابل، حيث ذكر أن ورقة الدولار لا تساوي إلا قيمتها التي طبعت بها لكن أمريكا تشتري بها المعادن والمواد الخام، فهي تشتري بها مالاً حقيقياً لتدفع مقابله ورقاً أمريكياً لا حظ له من المال إلا اسمه ولا تتعدى قيمة الدولار العشرة سنتات، مما أدخل العالم أجمع في أزمات اقتصادية متلاحقة، وأدى إلى عدم استقرار سعر الصرف؛ وذلك لأن الدولار مربوط بالاقتصاد الأمريكي وكل تقلب في اقتصاد أمريكا يعني تأثر الدولار وبالتالي كل عملات العالم بما فيها الجنيه السوداني. حاثاً أبناء المسلمين على وجوب العمل مع العاملين من أجل الانعتاق من التبعية الاقتصادية القاتلة للأمريكان.
ثم ختم حديثه قائلاً: (إن هذه المعالجات التي ذكرناها تحتاج إلى دولة لديها رؤية فكرية ثاقبة وفكر اقتصادي ينبع من عقيدة الأمة الإسلامية وقناعة تامة بصلاحية الإسلام لمعالجة المشكلات، ودولة تملك قرارها السياسي فتفرض على العالم أجمع هذه الأحكام الربانية التي فيها الخير العميم لنا وللعالم أجمع، فالعالم يئن تحت وطأة الرأسمالية، ونحن لدينا المخرج، فلنسارع لإنقاذ العالم من جور الأديان إلى عدل الإسلام).
وقد قام العديد من الحضور بمشاركات وتفاعل جيد، كانت أبرزها تلك الكلمة التي تقدم بها الأستاذ/ عبد الله حسين حيث ذكر الحضور بأن التاريخ يكاد يعيد نفسه؛ فمثل هذه الجبايات والإتاوات كانت تتبناها الدولة الفاطمية وبلغ الناس في ذلك الزمان مرحلة من الجوع والفقر فكان الفرج على يد صلاح الدين الأيوبي الذي أول ما بدأ به أن وضع عن الناس المكوس وقرب إليه العلماء فكان ذلك هو الطريق إلى تحرير بيت المقدس.
مندوب المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
في ولاية السودان