صحيفة القوات المسلحة السودانية: عين أمريكا على افريقيا بعد فصل جنوب السودان
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
أوردت صحيفة القوات المسلحة؛ الناطقة باسم الجيش السوداني مقالاً في الصفحة الخامسة في عددها رقم (2029) الصادر اليوم 13/12/2010، تحت عنوان:(عين أمريكا على افريقيا بعد فصل جنوب السودان) كتبت فيه:
[صعّدت إدارة أوباما من حملتها الدبلوماسية لتهيئة الأجواء الدولية والمحلية لفصل جنوب السودان عبر الاستفتاء المزمع إجراؤه في يناير2011م، وذلك تنفيذا لاتفاق نيفاشا التي وقعته الحكومة السودانية وحركة التمرد في الجنوب (الحركة الشعبية لتحريرالسودان) عام 2005م. وكان آخر هذه التحركات الأمريكية عقد قمة دولية في الأمم المتحدة في 24/9/2010م لبحث الاستعدادات للاستفتاء، وذلك لإضفاء شرعية دولية لسلخ الجنوب عن الشمال.
أما محلياً فقد دفعت أمريكا باتجاه إجراء انتخابات رئاسية في البلاد في إبريل 2010م لإضفاء شرعية على خطتها لتفتيت السودان، المسماة باتفاقية السلام الشامل (اتفاقية نيفاشا)، حيث نشط مبعوثها الخاص (سكوت غريشن) لإنجاح الانتخابات وضمان مشاركة معظم القوى السياسية في البلاد فيها. وتهدف أمريكا من هذه التحركات هو إقامة كيان مستقل في الجنوب تمهيداً لتمزيق السودان إلى كيانات ضعيفة متناحرة، دينياً وعرقياً، مما يمكّنها من إحكام السيطرة على البلاد ونهب ثرواتها. وتعتبر أمريكا تمزيق السودان والسيطرة عليه خطوة مهمة للهيمنة على قارة افريقيا، قال سكوت غرايشن في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط، الخميـس 26 ذو الحجـة 1431 هـ 2 ديسمبر 2010 العدد 11692 في سؤال عن اهتمام أمريكا بالسودان على المدي البعيد، قال: (نحن في السودان على المدى البعيد، مثلما نهتم بأفريقيا على المدى البعيد. نحن نفهم أن أفريقيا قارة مهمة جدا، وعندما ترى قضايا أفريقيا، السودان فقط البداية).
ومما يدل بشكل صريح على مؤامرة أمريكا ضد السودان وأهله هو ما نقلته صحيفة (واشنطن تايمز) الأمريكية عن ايزيكيل جاتكوث، ممثل جنوب السودان في واشنطن، قوله: (إن الولايات المتحدة تدعم انفصال الجنوب، وتضخ أموالاً كبيرة لتحقيق ذلك، وأنها تقدم دعماً مالياً سنوياً يقدر بمليار دولار؛ تُصرف في إنشاء البنية التحتية، وتدريب رجال الأمن، وتشكيل جيش قادر على حماية المنطقة)، (صحيفة الرائد 26/12/2009م).
ومع تزايد الدعم الامريكي لفصل جنوب السودان، الا ان الادارة الأمريكية ترى الحاجة الى فترة انتقالية لاستكمال البنية التحتية واجهزة الدولة في الجنوب، لأن الجنوب لم تستعد بعد لأن تصمد لفقدانها كل مقومات الدولة، ولذا فان المرجح هو تبني نموذج نظام كونفدرالي بين الشمال والجنوب لفترة انتقالية تلزم فيها حكومة الشمال في رعاية الوليد الجديد جنوبا حتى يشتد ساعده. لتكون بمثابة قاعدة أمريكية تنطلق منها لانقاذ شعب افريقيا (كما يزعم غرايشن) من ظلمات الجهل والتخلف والفقر حيث قال غرايشن في نفس المقابلة: (هناك 900 مليون شخص، 450 مليونا منهم دون الـ18 عاما، وهؤلاء سيبحثون عن فرص عمل وعلينا أن نستبق الأحداث بطريقة فعالة، ففي السودان نحن نرد على الأحداث بعد وقوعها في نواح كثيرة، يمكننا التعلم منذ ذلك ولا يمكننا أن ننسى وقف أحداث أخرى قبل أن تصبح أزمات. إنني قلق من دلتا النيجر وغيرها من مناطق، حيث توجد مشكلات متنامية وحركات تمرد في مهدها لا نقلق منها حتى فوات الأوان) الشرق الأوسط العدد (11692).
إن الموقف الذي يجب أن يقفه أهل البلاد من مؤامرة فصل جنوب السودان هو الآتي:
أولاً: إن اتفاقية نيفاشا التي تضمنت فصل جنوب السودان هي اتفاقية باطلة يجب إلغاؤها، وهي صنيعة أمريكية لم تكن لتحصل لولا تفريط حكام السودان وقوى المعارضة في الحفاظ على وحدة البلاد.
ثانياً: يجب على المسلمين الوقوف بحزم ضد استفتاء الجنوب لكونه جريمة كبرى تهدد بتمزيق البلاد، فحصول الاستفتاء سيحدث سابقة خطيرة في تحريض الأقاليم الأخرى على المطالبة بالانفصال.
ثالثاً: الكل يعلم إن الإسلام يفرض على المسلمين الحفاظ على وحدة البلاد الإسلامية، ويحرم عليهم السماح بتمزيقها، وعليه فيجب الحفاظ على جنوب السودان جزءاً من البلاد الإسلامية، والوقوف في وجه التدخلات الغربية، وخاصة الأمريكية، في قضايا المسلمين، وقطع دابرها حتى لا تقوم لها قائمة لا في السودان ولا في أي جزء من افريقيا.
رابعاً: لطالما قامت سياسة الدول الاستعمارية على قاعدة "فرق تسد" وانني أخشى أن يكون فصل جنوب السودان مقدمة لاشعال فتيل فتنة يقتتل فيها أبناء الأمة الواحدة تحت مبررات وحجج شتى. والكل يذكر ان ارتيريا ما ان استقلت حتى دخلت في دوامة من الحروب التي اهلكت الحرث والنسل.
خامساً: لا بد من الاستمرار في العمل لإفشال خطة أمريكا والغرب في تمزيق السودان، بجانب السعي لإقامة دولة الخلافة قريباً بإذن الله، والتي ستعيد اللحمة بالحق والعدل بين أهل السودان بمختلف فئاته الدينية والعرقية، وتعمل على توحيد البلاد الإسلامية جميعها في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة.
[ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ]].