- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أغلال الاستثمار الصيني تسكت البلدان الإسلامية في جنوب شرق آسيا عن أحداث الإيغور
(مترجم)
الخبر:
وفقا لما ذكرته وكالة رويترز، فإن دول جنوب شرق آسيا يجب أن تتوخى الحذر في التفاوض مع الصين حول مبادرتها الرئيسية للحزام، لتجنب الوقوع في فخ الديون التي لا يمكن تحملها، وفقا لما ذكره 70% من المجيبين على استطلاع للسياسة صدر في 6 كانون الثاني/يناير، حيث شملت الدراسة الاستقصائية التي أجراها معهد عيسى - يوسف إسحاق، التابع لحكومة سنغافورة، 1,008 مجيبا من جميع الدول العشر في مجموعة الآسيان، والتي تم اختيارها من الحكومة والأوساط الأكاديمية والتجارية والمجتمع المدني ووسائل الإعلام، واتهمت بعض الحكومات الغربية الصين بسحب الدول إلى فخ الديون بالمبادرة، وهو ما نفته الصين.
كما أن مصيدة وأفخاخ الديون هذه تجعل موقف حكام المسلمين مثل نظام جوكووي في إندونيسيا يمتنعون عن رفع القمع عن المسلمين الإيغور، كما حدث في 17 كانون الأول/ديسمبر 2018، حيث قال نائب الرئيس يوسف كالا، إن الحكومة الإندونيسية لا يمكنها التدخل في المشاكل الداخلية التي يعاني منها المسلمون الإيغور، وقال كالا "هذه هي سيادة الصين"، ولقد تجنبت حكومات الدول التي غالبية أهلها مسلمون، بما في ذلك ماليزيا وباكستان والسعودية وإندونيسيا، إثارة القضية في العلن، حيث بلغ الاستثمار الصيني في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من عام 2005 إلى عام 2018 ما يقارب 144.8 مليار دولار، بينما في ماليزيا وإندونيسيا، فإن المبلغ هو 121.6 مليار دولار مقارنة بالفترة نفسها، وفقا لمعهد أبحاث المؤسسات الأمريكية.
التعليق:
يبدو أن مشاريع البنية التحتية الاقتصادية العملاقة في الصين قد كرست بشكل متزايد موقفا سياسيا منقادا لقوة رأس المال، على الرغم من أن هناك مخاوف للصين كما كشفت الدراسة الاستقصائية المذكورة أعلاه، فإنه لا يزال لا يغير من قواعد اللعبة أن مشاريع الاستثمار والبنية التحتية هي دائما فوق القضايا الإنسانية، وفي الواقع فإن الرأسمالية ليست ناجحة فقط في تجريد الحضارة الإنسانية من إنسانيتها بالفقر وعدم المساواة، بل نجحت أيضا في إيقاف "السبب الإنساني" بين حكام رابطة الآسيويين الذين كثيرا ما ينادون بشأن حقوق الإنسان.
كما نجح حكام المسلمين في إندونيسيا الذين يدينون للصين بمبلغ 16.32 مليار دولار أمريكي في إظهار التواضع لأنهم أقاموا موقفاً ودياً مع الذين يضطهدون المسلمين علناً، ويحافظون على صمتهم من أجل الصين، واحترام جرائمها باتفاقات اقتصادية، وأين الدين! يا للعار عليكم.
هذا الموقف الخسيس مستمد بوضوح من سياسات الديمقراطية العلمانية، حيث الحكام لا يتبعون أوامر الله سبحانه وتعالى، ومتسرعون في بناء علاقات ودية باسم الاقتصاد، مع أولئك الذين يحاربون المسلمين، ويتحالفون مع أعداء المسلمين على الرغم من قول الله تعالى لهم: ﴿إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ﴾.
إن المبادئ الإسلامية برؤيتها النبيلة للسياسة الخارجية لن تسمح أبدا بإراقة دماء المسلمين على أيدي الطغاة مثل النظام الحاكم في الصين، ناهيك عن الملايين من المسلمين الإيغور المضطهدين في شينجيانغ، إن الإسلام من خلال درعه السياسي، أي من خلال الخلافة، سيحشد جيشه لتحرير أراضي شينجيانغ من أجل العودة إلى ربوع الإسلام، وسينهي السياسة الخارجية الضعيفة للبلدان الإسلامية التي تقوم على الخضوع للغرب والقومية وخيانة الحكام، وبإذن الله ستحل الخلافة محلها بسياسة نبيلة لنشر الإسلام إلى العالم بأسره بالدعوة والجهاد.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فيكا قمارة
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير