الإثنين، 13 رجب 1446هـ| 2025/01/13م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

مع القرآن الكريم- الدعوة إلى الله

  • نشر في من القرآن الكريم
  • قيم الموضوع
    (1 تصويت)
  • قراءة: 1171 مرات

هذه الآيات تبين كيفية الدعوة إلى الله، فهي، أولاً وقبل كل شيء، دعوة إلى الله، وليست دعوة إلى شخص أو  إلى قوم أو إلى حزب، فحامل الدعوة يقوم بواجب فرضه الله عليه، فليس له على الدعوة، ولا على من يهتدون على يديه، من فضل، وإنما أجره على الله. ولهذا لايحزنه عدم استجابة الناس له، ولا يضيق صدره بمكرهم به وبدعوته، فالهدى والضلال من الله، { ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء  } ، { ولا تحزن عليهم ولا تك في ضَيْق مما يمكرون } ، والعاقبة للتقوى: { إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون } .

والدعوة اثنتان: دعوة غير المسلمين إلى اعتناق الإسلام، وهذه يتولاها الأفراد في كل حال، وتتولاها الدولة بالطريق العملي، وهي حكم غير المسلمين بأحكام الإسلام، ليرَوْا نور الإسلام وسماحته، فيدخلوا في دين الله أفواجاً؛  ودعوة المسلمين إلى العمل بالإسلام والعمل له. وفي حالة غياب السلطة التي تطبق أحكام الإسلام، فإن العمل للإسلام يجب أن يستهدف تزاوج السلطان والقرآن، أي أن يصبح للقرآن الكريم سلطان ينفذ أحكامه على الناس، أي يصبح للسلطان مرجعية واحدة: هي الإسلام وهذا يقتضي أن يكون العمل جماعياً أي من خلال كتلة.  وكلتا الدعوتين من أحكام الطريقة، التي يجب أن يقام بها من أجل تحقيق نتائج محسوسة، ولا يقام بها من باب إسقاط الواجب، ولا من باب «معذرة إلى ربكم»، وإنما يجب أن يتقصد تحقيق إنجاز محسوس، كأن يتحقق اعتناق الإسلام فعلاً من شخص أو آخرين، أو تغيير مفاهيم محددة عند شخص أو أشخاص معروفين، أو في حالة الجهاد في سبيل الله، أن يحصل افتتاح حصن، أو قتل عدو، أو السيطرة على مساحة من أرض العدو. وهذا القصد من أعمال الطريقة يجب أن يبقى ماثلاً في الذهن عند القيام بأي عمل.

وطرق حمل الدعوة ثلاث: إحداها: الدعوة بالحكمة، أي بالبرهان العقلي، والحجة الدامغة والقول المقنع، بوضع الفكر الصحيح بمواجهة الفكر الخطأ، فيدرك أصحاب الرأي والفكر فساد الفكر الخطأ حين يقابلونه مع الفكر الصحيح، ولهذا كانت هذه الطريقة منتجة مع المفكرين، ولذلك يخشاها الكفرة والملحدون، كما يخشاها الضالون المضلون، لأنها تكشف زيف الباطل وتضيء وجه الحق، وهي بذلك تكون ناراً تحرق الفساد ونوراً يهدي إلى الصلاح، وقد جاء القرآن بالبراهين القاطعة، والحجج الدامغة، وخاطب العقول، لكي تتدبر في ملكوت السماوات والأرض وتصل من هذا التدبر إلى أن لهذا الكون خالقاً خلقه. قال تعالى  :{ أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت  * وإلى السماء كيف رفعت * وإلى الجبال كيف نصبت * وإلى الأرض كيف سطحت } وقال تعالى: { وهو الذي يرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته حتى إذا أقلّت سحاباً ثقالاً سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون } وليس من الحكمة الملاينة والمسايرة، ولا التأني والتؤدة، ولا الاعتدال والديبلوماسية، ولم ترد هذه أو إحداها من معاني الحكمة، فالحكمة إما وضع الأمور في موضعها، أو الحجة والبرهان، وفي الآية لا محل لتفسيرها بوضع الأمور في موضعها، فيتعين أن يكون معناها الحجة والبرهان.

والرسول صلى الله عليه وسلم في حمله دعوة الإسلام، لم يساير أهل مكة، ولم يجاملهم، ولم يداهنهم، وإنما كان يتلو عليهم  قول الله تعالى: { إنكم وما تعبدون من دون اللـه حصـب جهنم أنتم لها واردون }، وقوله تعالى: { تبت يدا أبي لهب وتبّ  }، وقوله تعالى: { ولا تطع كل حلاّف مهين * همّازٍ مشّاءٍ بنميم * منّاع للخير معتدٍ أثيم * عُتُلٍّ بعد ذلك زنيم }.

وثانيتها: الموعظة الحسنة، وهي التذكير الجميل. أي إثارة المشاعر حين مخاطبة العقول، وإثارة الأفكار  حين مخاطبة المشاعر، وبذلك تدخل الدعوة إلى القلوب برفق، وتتعمق المشاعر بلطف، فإن الرفق في الموعظة  كثيراً ما يهدي القلوب الشاردة، ويؤلّف القلوب النافرة. قال تعالى مخاطباً رسوله الكريم  : {فبما رحمة من الله لِنْتَ لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعفُ عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر} ، وقال جلّ  وعلا مخاطباً موسى وهارون عليهما السلام: { إذهبا إلى فرعون إنه طغى *فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى }، وهناك الكثير من آيات الذكر الحكيم تخاطب المشاعر، من أجل إحداث هزة في النفوس، من أجل إعادة النظر في المواقف، ومن أجل شحذ الهمم للعمل بما اقتنع به العقل. قال تعالى: {ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوبٌ لا يفقهون بها ولهم أعينٌ لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك  هم الغافلون }.

وثالثتها: { وجادلهم بالتي هي أحسن } أي بالطريق التي هي أحسن طرق المجادلة، وهو النقاش الذي يُحصر بالفكرة موضع النقاش، ولا يتعداها إلى ما سواها من قضايا شخصية، أو جانبية، ويأخذ دور المعارضة والمناقضة، بإعطاء الحجج الصادقة، ونقض الحجج الباطلة، مع تحري الوصول إلى الحق. يقول تعالى  : { لو كان فيهما آلهةٌ إلا اللهُ لفسدتا فسبحان الله ربِّ العرش عما يصفون } ويقول جلّت حكمته: { ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً }.

ويجب دائماً تحديد القصد من حمل الدعوة إلى شخص معين، وتحديد السقف الذي يمكن أن تصل معه إن استجاب، فشخص تجادله طمعاً في أخذه إلى جانب فكرتك، حاملاً لها، وداعياً الآخرين إليها، وآخر تطمع في تغيير مفهوم عنده، وثالث تطمع في تحميله مفهوماً معيناً ليحمله في أوساطه ومجالسه، ورابع تأمل أن يأزرك ويعينك. لأن عدم تحديد سقف ما تنتظره من المخاطَب قد يؤدي بحامل الدعوة إلى اليأس أو إلى الملل. وهما ظاهرتان غير صحيتين. وليس من مقاصد حمل الدعوة إظهار التفوق في النقاش، ولا الغلبة في الجدل، ولكن الإقناع والوصول إلى الحق. فالنفس البشرية لها خصائصها ومساربها. وليس من السهل عليها أن تعترف بالهزيمة، أو أن تتنازل عن الرأي الذي تدافع عنه، ولهذا يجب أن يُشعر المخاطَب أن ذاته مصونة، وقيمته محترمة، فلا يُتحامل عليه، ولا يُستعلى عليه، ولا يُجهّل، ولا يُقبَّح ولا يُرذّل. لأن القصد من النقاش هو كسبه لا كسب عداوته، ويجب أن يتجلى الحرص عليه في أساليب النقاش، بحيث لا يحس بمسافة بينك وبينه، ولا أنه غيرُك، كما يجب مراعاة أوضاعه النفسية حين حمل الدعوة إليه، فتُتخير الأوقات المناسبة، والألفاظ المناسبة، وكما يقال: «لكل مقام مقال»، وإذا لم  يَفتح المخاطَب قلبه، فلن ينفتح عقله، فالطريق إلى العقول يمر عبر القلوب، ولهذا يجب تأليف القلوب قبل مخاطبة العقول. فرسول الله صلى الله عليه وسلم حين اتصل بجماعة من بني عبد الله خاطبهم بقوله صلى الله عليه وسلم : «إن الله قد أحسن اسم أبيكم» فليس اسم أبيهم عبد اللات ولا عبد العزى، وذلك تأليفاً لقلوبهم لكي يُقبلوا على الاستماع إليه، والاستجابة له.

وفي جميع الحالات يجب قول الحق، والصبر على الأذى، صبر المؤمنين العاملين، وليس صبر الخانعين المستسلمين. روى البخاري عن عبادة بن الصامت قال: «بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة، في المنشط والمكره، وأن لا ننازع الأمر أهله، وأن نقوم أو نقول بالحق حيثما كنا لا نخاف في الله لومة لائم»

إقرأ المزيد...

قضايا مصيرية في حياة الأمة الإسلامية- القضية الأولى- إقامة الخلافة فرض على المسلمين- الأستاذ أبي إبراهيم

  • نشر في الخلافة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1283 مرات

الحَمْدُ للهِ حَمْدَ الشاكِرينْ, وَالعَاقبَة ُ للمُـتقينْ, وَلا عُدوانَ إلا َّ عَلى الظـَّالِمينْ, وَالصَّلاة ُ وَالسَّلامُ عَلى المَبعُوثِ رَحْمَة ً لِلعَالمِينْ, وَعَلى آلهِ وَصَحْبـِهِ الطـَّيبينَ الطـَّاهِـرينْ, وَمَن ِاهـْـتـَدَى بـِهَديـِهِ, واستنَّ بسُنـَّـتِهِ, وَسَارَ عَلى دَرْبـِهِ, وَدَعَا بـِدَعْوَتـِهِ إلى يَوم ِ الدِّينْ , واجعَلنـَا مَعَهُم, وَاحشُرنـَا في زُمرَتـِهمْ, بـِرَحْمَتِكَ يَا أرْحَمَ الرَّاحِمينْ. أمَّا بَعدُ:

يَقـُولُ اللهُ تعَالى في مُحكـَم ِ كِتـَابـِهِ وَهُوَ أصْدَقُ القـَائلينْ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ  (102) وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (102)}آل عمران

إخوة َ الإيمان ِ والإسلام ِ:

تـَتـَعَاقـَبُ عَلى الأمَم ِمَعَ تـَعَاقـُبِ الأزمَان ِ, قـَضَايَا مَصِيريَّة ٌ بَالِغـَة ُ الأهَمِيَّة ِ, تـَكـُونُ حِينا ً سِياسِيَّة ً, وَحِينا ً اقتِصَادِيَّة ً, وَحِينا ً اجتِمَاعِيَّة ً, وَحِينا ً غـَيرَ ذلِكَ. وَلكنْ إخْوَة َ الإسلامْ: مَاذا نَعنِي نـَحنُ المُسلِمينَ بالقـَضَايَا المَصِيريَّةِ؟

القـَضَايَا المَصِيريَّة ُ: هِيَ تِلكَ القـَضَايَا المُهمَّة ُ في حَياةِ الإسلام ِ وَالمُسلِمِينْ, وَالتي يَتـَعَلـَّـقُ بـِهَا مَصِيرُ أمَّةِ الإسلام ِ بأجْمَعِهَا, وَيَتـَّخِذُ المُسلمُونَ إزَّاءَهَا إجْرَاءَ الحَيَاة ِ, أو ِ المَوتْ. وَلتوضِيح ِ ذلكَ نـَعرضُ لكـُم مثالين ِ اثنين ِ نذكـُرُ فيهمَا مَوقفين ِ: المَوقفُ الأولُ لرسُول ِاللهِ صلى الله عليه وسلم وَالمَوقفُ الثاني لخليفتِهِ أبي بكر ٍالصديق ِ رَضِيَ اللهُ تعالى عنهُ.

 

حِينَ مَضَى رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يُبلـِّغُ رسَالة َ الإسلام, وَيُظهـِرُ دينَ اللهِ, لا يَرُدُّهُ عنهُ شيءٌ, إلى أنْ  جَاءَ وَفدُ قـُريش ٍ إلى عَمِّهِ أبى طالبْ؛ ليكـُفَّ ابنَ أخيهِ عَن ِ الدَّعوَةِ إلى الإسلامْ , فماذا كانَ مَوقفُ نَبيِّـنا إزَّاءَ هذهِ القضيةِ المَصيريَّةِ؟

لقدِ اتـَّخـَذ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إزَّاءَها إجرَاءَ الحياةِ أو ِالمَوتِ, فاستعدَّ أنْ يَدفعَ حَياتـَهُ ثمَـنا ً لنشر ِ دَعوَةِ الإسلام, وإظهارهِِ على سِائر ِ الأديِان!

اسمَعُوا قـَولـَهُ وَهُوَ يُخاطِبُ عَمَّهُ:» يَا عَمُّ, وَاللهِ لو وَضَعُوا الشمسَ في يَمِـيني, وَالقمرَ في يَسَاري, عَلى أنْ أتركَ هَذا الأمرَ حتى يُظهرَهُ اللهُ, أو أهلكَ فيهِ مَا ترَكتـُهُ!«.

 

وَهَذا مَوقفٌ آخرُ مِنَ المَوَاقفِ الحَاسمَةِ التي وَقفـَهَا أسلافـُـنا تجَاهَ وَاحدَةٍ مِـنَ القضَايَا المَصيريَّةِ, وَهُوَ مَوقِفُ خـَـليفةِ المُسلمِينَ الأول ِ أبي بَكر ٍالصِّديق ِ رَضيَ اللهُ تعَالى عنهُ وَأرضَاهُ, فـَعندَمَا امتنـَعَ المُرتدُّونَ بَعدَ وَفاةِ رَسُول ِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ دَفع ِ الزكاةِ, غـَضِبَ أبُو بكر ٍ الصِّديقُ أشدَّ الغَضَبِ, وَأصَرَّ عَلى مُـقاتلةِ وَمُحارَبَةِ المُرتدِّينَ حَرْبا ً لا هَوَادَة َ فيهَا, حَتى يَدفعُوا زَكاة َ أموَالِهم لبيتِ مَال ِ المُسلمِينَ, وَقالَ عِبَارَاتـَهُ المَشهُورَة ُ, وَالتي إنْ دَلــَّتْ عَلى شَيءٍ فهي إنـَّما تـَدلُّ عَلى عَزمِهِ وَإصْرَارهِ عَلى  تنفيذِ ذلكَ, فمَاذا قالَ الصِّديقُ أبو بَكر؟

قالَ: ((أيـَنقـُصُ الدِّينُ وَأنـَا حَيٌّ؟)) وَهَذا يَعني أنَّ أبَا بَكر ٍ الصِّديقَ استعَدََّ أنْ يَدفعَ حَياتـَهُ ثمنا ً لإتمام ِهَذا الدَّين ِ!!

وَقالَ أيضا ً:  (( وَالله ِ لـَو مَنـَعُوني عِقالا ً كانـُوا يُؤدُونـَهُ لِرَسُول ِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لقاتـَـلتـُهُم عَليهِ )).

وَقالَ: (( وَالله ِ لـَو لـَمْ أجدْ إلا الذرَّ لقاتـَلتـُهُم بـِهِ)) وَالذرُّ هُوَ النـَّملُ الأحمرُ الصَّغيرُ.

إخوة َ الإيمان ِ وَالإسلام:

نـُذكـِّرُ أنفـُسَنـَا وَنـُذكـِّرُكـُم بالقضِيَّةِ المَصيريَّـةِ الأولى مِنْ قضَايَا أمَّـتِنـَا المَصيريَّة, نــُذكـِّرُ أنفـُسَنـَا وَنُذكـِّرُكـُم بمَا افترضَهُ اللهُ عَلينـَا وَعَـليكـُم مِـنْ فرائِضَ غير ِالصَّوم ِ وَالصَّلاة ِ, وَالحَجِّ وَالزكاة.

 

نـُـذكـِّرُ أنفـُسَنـَا وَنُذكـِّرُكـُم بالفريضَةِ الغَائبَةِ, بفرْض ِ الفـُرُوض ِ, بَـلْ بتاج ِ هَذِهِِ الفـُرُوض ِ جَميعا ً, الذي إذا أقيـمَ أقيمَتْ سَائــرُ الفـُرُوض ِ على وَجْهـِهَا الكامِل ِ وَالصَّحيح ِ, وَإذا غابَ هَذا الفرضُ مِـنْ وَاقع ِ المُسلمينَ كمَا هُوَ حَاصِلٌ الآنَ, نقـَصَ أدَاءُ هَذِهِ الفـُرُوضْ.

ذلكَ الفرْضُ الذي افترضَهُ اللهُ عَلينـَا وَعَليكـُم, ذلكَ الفرضُ الذي لا يَجوزُ لنـَا, وَلا لـَكـُم, وَلا للمُسلمينَ جَميعا ً في أنحَاء ِ المَعمُورَة, أنْ يَبيتـُوا أكثرَ مِـنْ ثلاثةِ أيام ٍ دُونَ إيجادِهِ وَتحقيقِهِ في وَاقع ِ المُسلمينَ, وَإذا لمْ يتلبَّسُوا بالعََمَـل ِ لإيجادِهِ وتـَحقيقِهِ أثِمُوا  جَمِيعَا ً.

ذلكَ الفرْضُ الذي يَجبُ عَلينـَا وَعَـليكـُم أنْ نتـَّخِذ إزَّاءَهُ إجرَاءَ الحَياةِ أو ِالمَوتِ, أي أنْ نـَكـُونَ مُستعدِّينَ لأنْ نَدفـَعَ حَياتـَنـَا ثـمَنا ً في سَبيل ِ إنجازهِ وَتحقيقِهِ, وَفي سَبيل ِ إقامَتِهِِ وَإيجَادِهِ, كمَا فعَـلَ أسْلافـُـنـَا وَأجدَادُنا الصّحَابَة  رضْوَانُ اللهِ عَـليهم أجْمَعينَ , وَكمَا فعَـلَ رَسُولـُنا وَقائدُنا وَقـُدوَتـُنا مُحَمَّـدٌ صلى الله عليه وسلم.

ذلكَ الفرْضُ الذي وُعِدْنـَا بتـَحقيقِهِ, في كِتابِ رَبـِنـَا عَزَّ وَجَلَّ, وَفي سُنـَّةِ نـَـبيـِّنا صلى الله عليه وسلم.

ذلكَ الفرْضُ الذي نُؤمِنُ إيمَانا ً يَقينيـَّا ً وَجَازِما ً بـِوقوعِهِ وَحُصُولِهِ. ذلكَ الفرْضُ الذي آنَ أوَانُهُ, وَاقترَبَ بـِمَشيئةِ الله ِ مَوعِدُ تـَحَقـُّـقِهِ وَإقامَتِهِ.

ذلكَ الفرْضُ الذي جَعَـلَ أمريكا بعَظمَتِها وَجَبَرُوتِها وَعُـنجُهيَّـتِهَا تـُـقدِمُ إلى المِنطقةِ بـِخَيلِهَا وَرَجـِلِهَا للحَيلـُولةِ دُونَ قِيَامِهِ وَتحقيقِهِ. ولكنْ خَابَ فألـُـهَا, وَحَبـِط مَسعَاهَا،{وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}يوسف21.

ذلكَ الفرْضُ الذي هُوَ رئاسَة ٌ عَامَّة ٌ للمُسلمبنَ جَميعا ً في الدنيا لإقامَةِ أحكام ِ الشرع ِ الإسلاميِّ, وَحَمل ِالدَّعوَةِ الإسلاميَّةِ إلى العَالم ِ, وَهُوَ الفرْضُ الذي تـُنفـَّذ ُ بهِ كـُـلَّ الفـُرُوض ِ, وَتـُـقامُ بهِ أحكامُ الدَّين ِ, وَتـُصبحُ بهِ كلمَة ُ الله ِهِيَ العُـليَا في بلادِ الإسلام ِ, وفي سَائر ِأنحَاء العَالمْ. ذلكَ الفرْضُ الذي تـُصَانُ بهِ أعْرَاضُ المُسلمينَ, وَتـُحفظ ُ بهِ دِمَاؤهُم, وَتـُحْمَى بهِ بَيضَة ُ الإسلامْ.

ذلكَ الفرْضُ الذي كـَـلـَّـفـَنـَا وَكـَـلـَّـفـَكـُمْ بهِ رَبُّ العَالمينْ.

تـُرَى هـَـل عَرَفتـُمُوه ؟

إنـَّهُ فرْضُ إقامَةِ الخِلافةِ الإسلاميةِ الذي نـَسعَى وإيـَّاكـُم لِتحقيقِهِ وَإيجَادِهِ, دَاعينَ المَولى تبَارَكَ وَتعَالى أنْ يَجْعـَلـَنَا وإيـَّاكـُم  أهلا ً لنـَصرِهِ وَتأييدِهِ, وَأنْ يُكرمَنـَا بـِقيَام ِ دَولةِ الخِلافـَة, وأن يجْعلـْـنـَا مِنْ جُـنـُودِهَا الأوفـِياء المُخلِصينْ، إنـَّهُ سُبحَانـَهُ وَتعَالى وَليُّ ذلكَ وَالقادرُ عَليهِ.

 

وَالسَّلامُ عَليكـُم وَرَحمَة ُ اللهِ  وَبَرَكاتهُ.

إقرأ المزيد...

حزب التحرير باكستان يبين في ندوة "كيف يمكن الخروج من مهزلة الحرب على الإرهاب"

  • نشر في مؤتمرات وندوات
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1706 مرات

نظم حزب التحرير ولاية باكستان في إسلام أباد منتدى حواري السبت 11/4/2009 للوجهاء والمهتمين لبحث موضوع "الحرب على الإرهاب- كيفية الخروج من هذه المهزلة". وقد كان من بين المتحاورين نائب الناطق الرسمي لحزب التحرير في باكستان عمران يوسف زي.

دعا المتحاورون إلى كنس الوجود الأمريكي من المنطقة. كما دعوا لإقامة دولة الخلافة.

 

المزيد من الصور من المعرض

أخبار الدعوة- باكستان

إقرأ المزيد...

نفائس الثمرات - لا يحل لعين مؤمنة

  • نشر في من الصحابة والسلف
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1116 مرات

حدثنا عبد الله بن شبيب أبو سعيد المديني ، قال : حدثني أبو الطاهر أحمد بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، قال : حدثني الحسن بن علي بن حسن بن حسن ، عن أبيه ، عن جده ، قال : كان يقال : « لا يحل لعين مؤمنة ترى الله يعصى فتطرف حتى تغيره »

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لابن أبي الدنيا

 

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع