بسم الله الرحمن الرحيم
أيها المسلمون! الميتة في ظل نظام حسينة/ خالدة هي ميتة جاهلية وإزالة هذا النظام الكافر واجب عليكم
لقد أنزل الله سبحانه وتعالى الإسلام نظاما كاملا شاملا لتنظيم جميع شئون الحياة، وقد فرض أن يكون الإسلام مطبقا في نظام الحكم وأن يكون المصدر الوحيد للقوانين، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ﴾.
وقد حدّد الله سبحانه وتعالى شكل الحكم في الإسلام وطريقة التحاكم إليه، فلم يجعله وفقاً لأهواء البشر ورغباتهم، ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قَوله: (كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَسَتَكُونُ خُلَفَاءُ تَكْثُرُ قَالُوا فَمَا تَأْمُرُنَا قَالَ فُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ وَأَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ) صحيح مسلم.
وهكذا فقد وضّح رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن طريقة الحكم وشكله هي من خلال دولة الخلافة، حيث يأخذ الخليفة البيعة من المسلمين، أي أنه يأخذ سلطته من المسلمين الذين ينتخبونه طوعا، ومن خلال هذه البيعة تصبح رعاية شئون الناس وفقاً للقرآن والسنة واجبَ الخليفة. وبالتالي فإن شكل الحكم في الإسلام ليس ملكيا، حيث الحاكم فيه هو الملك الذي يرث الحكم من والده. وليس دكتاتوريا، حيث يمسك الدكتاتور السلطة بالقوة، ويحكم بها الناس. كما أن نظام الحكم في الإسلام ليس ديمقراطيا، فالإسلام يرفض النظام الديمقراطي رفضاً قاطعاً، فهو نظام من صنع الإنسان ابتكره الغرب، حيث ينتخب الشعب ممثليه ليسنّوا القوانين له، بينما السيادة في الإسلام تعود لله سبحانه وتعالى وحده، وشريعة الله سبحانه وتعالى هي المصدر الوحيد لقوانين الدولة، وليست القوانين التي يقرّها السياسيون الفاسدون.
إنّ عيش المسلمين في ظل نظام غير نظام الخلافة معصية وكبيرة من الكبائر، سواء أكان نظام الحكم ملكيا أم ديكتاتوريا أم ديمقراطيا أم أي نظام آخر. وعيش الناس في ظل نظام غير نظام الخلافة هو كالعيش في الجاهلية، والموت في ظل مثل هذا النظام هو كالموت في الجاهلية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (... وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً) صحيح مسلم.
فمعنى الحديث واضحٌ لا لبس فيه، وهو أن عيش المسلمين في حالة عدم وجود دولة الخلافة، وعدم وجود بيعة لخليفة يحكمهم بالإسلام في أعناقهم، فإن ميتتهم ستكون ميتة جاهلية، أي أنهم يكونون آثمين إن لم يشاركوا في العمل لإقامة دولة الخلافة؛ لتكون في عنقهم بيعة. وهذا هو المعنى الذي ورد في مختلف كتب الحديث بروايات متعددة.
وقد فهم الصحابة رضوان الله عليهم هذا الحديث جيدا، وظهر ذلك في انشغالهم في تنصيب خليفة عليهم بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث انشغل الصحابة عن دفن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بتنصيب خليفة للمسلمين، مع علمهم بفرضية دفن الميت. وقد وافت النبي محمد صلى الله عليه وسلم المنية صباح يوم الاثنين، وفقط بعد مبايعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه خليفة، تم دفنه عليه الصلاة والسلام ليلة الأربعاء، أي أن جثمانه الطاهر ظل دون دفن ليلتين، وهذا يعني أن الدفن تأخر طوال تلك الأيام والليالي لغاية إعطاء أبي بكر رضي الله عنه البيعة. ودلالة ذلك عِظم فرض تعيين الخليفة، وهو أوجب من دفن الميت؛ علاوة على أن ذلك التأخير كان تأخيراً لدفن خير الخلق (محمد صلى الله عليه وسلم).
أيّها المسلمون!
إن العمل لإقامة دولة الخلافة فرض عظيم، ولا يكون ذلك إلا عن طريق إزالة الأنظمة الحالية. وكل من مات في ظل أنظمة الكفر الحالية ولم يعمل على إزالتها وإعادة نظام الخلافة فميتته في نظر الإسلام ميتة جاهلية. لذلك كل من يموت الآن في ظل حكم حسينة، ولم يعمل على إزالة نظامها لإعادة نظام الخلافة تكون ميتته ميتة جاهلية، حتى لو صلى وصام وأعطى الزكاة وأدّى الحج. وكذلك الأمر نفسه لمن لا يعمل على إزالة نظام حكم خالدة إن جاءت إلى الحكم غدا.
فانظروا حولكم أيها المسلمون، أليست الحياة التي تعيشونها في ظل نظام حسينة/ خالدة حياة جاهلية؟ انظروا كيف تفشّى الفساد، وكيف أصبح نهب أموال الناس عمل الحكومة والدولة، وأصبحت عمليات الخطف والقتل روتينا يوميا. انظروا كيف يقتل الناس عن طريق القرصنة ويحرقون حتى الموت في غضون ثوان من دون تردد، وكيف أصبحت رشوة المسئولين أمراً ضرورياً لتلبية احتياجات الناس الرئيسية مثل الكهرباء، ورشوة القضاة وقانون المحاكم أمراً ضرورياً للحصول على حقوقنا. انظروا كيف يهمل الحكام الفقراء والمساكين والأيتام كما كان يفعل زعماء قريش، وكيف تُساء معاملة المرأة في المنزل والعمل. انظروا إلى الربا في البنوك، والغش في الأسواق، والفجور في الشوارع والحدائق والبحيرات، والحفلات الموسيقية، وأفلام هوليوود وبوليوود الماجنة التي تعرض في الهواء الطلق على شواطئ البحر! انظروا إلى ازدراء الدين والقرآن والتندر على نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم... والقائمة تطول. إن جميع هذه المعاصي هي إما من صنع النظام مباشرة، أو بترخيص منه، أو نتيجة لسياساته الكافرة.
أيّها المسلمون!
أنقذوا أنفسكم من الميتة الجاهلية، ومن حياة المشقة والبؤس والمعاناة، واسعوا للحصول على نعيم الآخرة وللقاء ربكم بالعمل الصالح، بالعمل على إزالة الأنظمة الوضعية وإقامة دولة الخلافة، التي ستجلب لكم الخير في الآخرة، وتغير من ظروف معيشتكم السيئة في الحياة الدنيا.
ولا تظنوا أن التغيير مستحيل، وأن ورثة حسينة أو خالدة ضياء سيرثون الحكم بغضّ النظر عما تفعلونه، كلا، فسنة الله سبحانه وتعالى في التغيير تتطلب من الناس العمل على التغيير وهو سبحانه وتعالى ناصرهم وموفقهم، ولن تجدوا لسنته سبحانه تبديلا، ﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾.
ولا تقعدوا عن العمل من أجل التغيير ظانّين بأن التغيير مستحيل، وتذكّروا أن عودة الخلافة هي بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، (...ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ). وها هي عروش الطغاة تهتز أمام أعينكم في جميع أنحاء العالم، وتهتز معها عروش سادة هؤلاء الطغاة، الأميركيون والأوروبيون على وجه الخصوص، وقد ضعفوا عن مساعدة هؤلاء الطغاة وإنقاذ مصالحهم، وهذه الشواهد كلها مبشّرة على نهاية قريبة للحكم القمعي الحالي، وعودة الخلافة قريبا إن شاء الله.
لذلك اعملوا مع حزب التحرير، واطلبوا من الضباط المخلصين في الجيش، ممن تعرفونهم، من أقاربكم وأصدقائكم الإطاحة بالشيخة حسينة، وتسليم السلطة لحزب التحرير، فهذا هو السبيل نحو التغيير.
يا أهل القوة من الضباط المخلصين في الجيش!
هل منكم من يريد أن تكون ميتته جاهلية؟ بالتأكيد "لا". لقد وصلتكم الرسالة واضحة الآن، وأنتم تعلمون الآن أنه لا يمكنكم الهروب من الميتة الجاهلية في ظل النظام الحالي، لذلك احزموا أمركم بشكل صحيح بشأن هذه المسألة؛ وتعاهدوا على العمل لإزالة هذا النظام وتسليم السلطة لحزب التحرير لإقامة دولة الخلافة، فتنالوا الثواب العظيم بكونكم أنصار دولة الخلافة القادمة.
﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾
الموقع الرسمي الجديد: (اضغط هنــا)
موقع الفيسبوك: www.facebook.com / PeoplesDemandBD
التاريخ الهجري :6 من رمــضان المبارك 1435هـ
التاريخ الميلادي : الجمعة, 04 تموز/يوليو 2014م
حزب التحرير
ولاية بنغلادش