الثلاثاء، 22 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

أمريكا تستهدف بنغلادش أيها المسلمون! قفوا مع حزب التحرير لإحباط الحملة الصليبية الأمريكية

في الخامس من تشرين الأول 2009 أصدرت السفارة الأمريكية في بنغلادش بياناً صحفياً أعلنت فيه عن عزم البحرية الأمريكية القيام بتدريبات عسكرية مشتركة مع القوات البنغالية في شهر تشرين الثاني في إقليم شتغونغ، تدريبات أطلقت عليه اسم "القرش النمر". وقد ورد في البيان الصحفي أنّ التدريبات ستكون بين وحدات من القوات البحرية البنغالية مع قوات من البحرية الأمريكية وستكون في مجال مكافحة الإرهاب والقرصنة البحرية ومواجهة التهديدات البحرية المختلفة، وإضافة لذلك فقد أصدرت السفارة بياناً صحفياً آخر في الثاني من تشرين الثاني ورد فيه بأنّ اللفتنانت جنرال بنيامين مكسون، والقائد العام للجيش الأمريكي في منطقة المحيط الهادئ الأدميرال جون بيرد، وقائد أسطول البحرية الأمريكي السابع، وفيلق مشاة البحرية الأمريكية اللواء راندولف أليس، ومدير التخطيط الاستراتيجي والسياسات في القيادة الأمريكية في المحيط الأطلسي، ورد في البيان بأنّ كل هؤلاء سيزورون دكا، كلٌ على حدا، في أوائل تشرين ثاني لتقوية الروابط الأمنية المشتركة بين البلدين، وأنّهم سيجتمعون بقادة الجيش وقوات البحرية البنغالية وبالقادة السياسيين في الحكومة البنغالية. وستتمحور لقاءاتهم حول مدى جهوزية القوى الأمنية لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة من أجل فرض الاستقرار فيها.

 

وقد تم اختيار اسم لعملية التدريبات ببراعة وهو "القرش النمر" إذ إنّه يتناسب مع طبيعة العمليات التي تقوم بها أمريكا في مختلف البلدان التي تتواجد فيها القوات الأمريكية وينسجم مع ما اعتادت عليه من أسماء من مثل "ملاحقة الفريسة" و" قنص الفريسة". إنّ هذه التدريبات وما يسمى بالتعاون الأمني ما هو إلا مكر أمريكي خبيث، الغاية منه إحباط نهوض الإسلام والمسلمين وإبقاء المسلمين تحت سيطرتها كي تتمكن من تنفيذ خططها الاستراتيجية المتعلقة بالمنطقة. إلى جانب ذلك فإنّ المتتبع للظروف الإقليمية والعالمية يلاحظ قلق أمريكا من ازدياد قوة الصين، وتخوفها من مستقبل التعاون الاستراتيجي بين الصين وبين الهند، لذلك فإنّ أمريكا تنظر باهتمام بالغ لموقع بنغلادش الاستراتيجي الواصل بين الصين والهند، وتعتبره موقعاً مهماً لتنفيذ مشاريعها في المنطقة، من هنا فإنّ أمريكا تريد تقوية وجودها في بنغلادش لقهر المسلمين فيها وإخضاعهم لها، ولكي تتمكن من تأمين مصالحها الاستعمارية في تحجيم الصين ومراقبة الهند عن قرب.

 

 وقبل كل ذلك فإنّنا نشهد حزم أمريكا وجهدها المتواصل في جميع أنحاء العالم ومنه هذه المنطقة، لتحقيق أهداف حملتها الصليبية لمنع بزوغ فجر الإسلام مرة ثانية، لذلك فإنّ السبب الرئيس وراء تقوية أمريكا وجودها في المنطقة هو الحيلولة دون إقامة دولة الخلافة في باكستان أو بنغلادش أو إندونيسيا، إذ إنّ أمريكا ترقب تنامي الرأي العام المؤيد لفكرة الخلافة التي يدعو لها حزب التحرير  في المنطقة، كما تشهد تأييد الناس القوي لحزب التحرير ما يجعل الحزب أقرب لتحقيق غايته مما كان عليه في السابق. إنّ أمريكا مدركة بأنّ قيام دولة الخلافة هو بداية نهايتها -نهاية لحملتها الصليبية ضد المسلمين وهيمنتها على العالم-. {وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} إبراهيم

46

لكي تحقق أمريكا غاياتها فإنّها مهتمة جداً بالتحكم بالجيش والبحرية والقوات الجوية البنغالية، وطريقتها للوصول إلى ذلك هو المكر والتخفي وراء أساليبها كي لا تظهر على حقيقتها الهمجية، فهي تخطو خطوة خطوة، بلا كللٍ أو مللٍ. فخلال فترة حكومة فخر الدين 1/11 للطوارئ والتي كانت مدعومة من معين الدين، قامت القوات العسكرية الأمريكية بمسح الحدود البنغالية مع دول الجوار تحت ذريعة كاذبة وهي تعقب طرق الإرهابيين، وبعد ذلك أرسلت قوات بحريتها للخليج البنغالي في وقت اجتياح الأعاصير للمنطقة تحت ذريعة المساعدات الإنسانية، إلا أنّها لم تتمكن من البقاء في الخليج بعد أن فضح حزب التحرير سوء نواياها في المنطقة وهيج الناس ضدها، وبعد ذلك قامت أمريكا بعقد صفقة مع بريطانيا والهند ووافقت على إرجاع الشيخة حسينة إلى السلطة من خلال الانتخابات التي جرت في كانون الأول 2008، حيث أمرت حلفاءها في حزب الشعب البنغالي بقبول الصفقة من دون إبداء أي اعتراض عليها. وبعد تواطؤ الحكومة مع الهند في القيام بمذبحة ضباط حرس الحدود تحركت أمريكا بسرعة لإيجاد قاعدة لها بين صفوف الجيش للوصول إلى الحكم والتحكم المطلق بالحكومة البنغالية، وعملت على جعل الجيش يراقب مقتل ضباطه دون أن يحرك ساكناً، كي لا تؤثر أي ردة فعل تصدر عن الجيش على المصالح الأمريكية، ومؤخراً أمرت أمريكا الحكومة البنغالية ببناء قاعدة جوية لها لاستخدامها في تنفيذ مخططاتها في المنطقة، هذا إلى جانب طمع أمريكا في إنشاء قاعدة بحرية لها في خليج البنغال.

 

أيها المسلمون!

 

لتعلموا بأنّ هذه التدريبات المشتركة ليست النهاية بل هي البداية، فأينما حلت القوات الأمريكية فإنّها تشعل نار الحروب، فقد أخذت أمريكا على عاتقها تدمير البلدان الإسلامية، واحدة تلو الأخرى، بعد شنها لحملتها الصليبية في أعقاب أحداث 11/9. فقد شنت حربها على أفغانستان فاحتلتها ودمرتها تحت ذريعة الحرب على الإرهاب، وبعد ذلك انتقلت بآلتها العسكرية إلى العراق تحت ذريعة القضاء على أسلحة الدمار الشامل، إلا أنّها لم تدمر إلا حياة البشر وبيوتهم ومدارسهم ومستشفياتهم، ونشهد الآن كيف تدمر أمريكا باكستان من خلال عملياتها التفجيرية التي تضع فيها اللائمة على قوات طالبان، بينما الحقيقة أنّ الأجهزة الأمنية الأمريكية وشركات القتل الخاصة التابعة لها من مثل شركة Blackwater هم من يقومون بتلك العمليات الإجرامية، وفي نفس الوقت تدفع بعملائها من مثل زارداري وجيلاني لاستغلال الجنود المسلمين في قتل إخوانهم المسلمين في سوات ووزيرستان وغيرها، والآن رست القوات الأمريكية على شواطئ بنغلادش ويداها ملطخة بدماء المئات والآلاف من المسلمين.

أما بالنسبة للإدعاء بأنّ هذه التدريبات هي لمكافحة الإرهاب وملاحقة القرصنة ومواجهة التهديدات البحرية، فإنّ هذا الادعاء ما هو إلا نكتة أمريكية سمجة! إذ يعلم كل متتبع لأعمال وسياسات أمريكا في العالم عموما، وفي العالم الإسلامي خصوصاً بأنّ أمريكا هي نفسها مصدر الإرهاب في العالم، وأنّ الذي يدعم ويستغل القرصنة في البحر الأحمر وبحر العرب هو أمريكا نفسها، لتهديد خصومها من الأوروبيين والروس.

 

أيها المسلمون!

 

عليكم أن تعلموا بأنّ أمريكا دولة عدوة، وهي تعمل على مدار الساعة ضد مصالح الأمة الإسلامية، فأمريكا عدوة المسلمين سواء أكانوا في العراق أو في أفغانستان أو في باكستان أو في بنغلادش، فما انفكت أمريكا عن حياكة المؤامرات ضدكم كمسلمين، سواءٌ كنتم في حزبٍ سياسي أم لا، وسواءٌ كنتم أعضاء في حزب التحرير أم كنتم أعضاء في حزب رابطة عوامي أو حزب الشعب البنغالي، فالله سبحانه وتعالى يقول {مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} البقرة105.

 

فارفعوا أصواتكم أيها المسلمون عالياً ضد عدوكم الأمريكي، وضد خنوع الحكومة لها، فإنْ لم تفعلوا فإنّ صمتكم سيعطي قوة لأمريكا لتنفيذ مخططاتها، فما لم يوضع حدٌ لأمريكا وبشكل قاطعٍ، فإنّها ستصبح في موقع يمكنها من فرض إرادتها عليكم وإلحاق بالغ الضرر بكم، فالله سبحانه وتعالى يقول {إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ} الممتحنة2.   

 

 أيها المثقفون والعلماء والسياسيون والمخلصون من أهل القوة!

 

يجب عليكم أن ترفضوا أي شكل من أشكال التعاون السياسي والعسكري مع القوى الاستعمارية، يجب أن تقفوا ضد أمريكا قبل فوات الأوان، قبل أن ترسخ قدمها في بنغلادش كما فعلت في باكستان وأفغانستان والعراق، فقفوا إلى جانب حزب التحرير وأعطوه النصرة لإقامة دولة الخلافة التي ستحكم بكتاب الله وسنة نبيه، والتي ستبني قوةً عسكرية قوية قادرة على أن تنسي أمريكا وبريطانيا والهند وساوس الشيطان وتقضي على هيمنتهم على الأمة الإسلامية.

 

لقد من الله سبحانه وتعالى عليكم بأن أتاح لكم فرصةً ذهبيةً لإقامة دولة خلافة إسلامية راشدة مرة ثانية لتنالوا بذلك الجنة، لقد كانت الفرصة الذهبية الأولى عندما أعطى الأنصار النصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في بيعة العقبة حيث أقام دولة الإسلام بعدها، وقد ورد في كتب السيرة أن سأل الأنصارُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ما لهم إن وفوا بذلك؟ فقال لهم: الجنة، فما كان من الأنصار إلا أن قالوا له ابسط يدك لنبايعك، فبايعوه. فمن منكم اليوم يقوم بما قام به الأنصار فيسير على خطى رجال أمثال سعد بن معاذ رضي الله عنه سيد الأنصار؟ سعد بن معاذ الذي عندما توفي سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم نحيب أمه فقال لها "فلتجففي دمعك فإنّ ابنك أول من ابتسم الله له واهتز له عرش الرحمن."

 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ ...} الأنفال24

التاريخ الهجري :18 من ذي القعدة 1430هـ
التاريخ الميلادي : الجمعة, 06 تشرين الثاني/نوفمبر 2009م

حزب التحرير
ولاية بنغلادش

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع