المكتب الإعــلامي
الأرض المباركة (فلسطين)
التاريخ الهجري | 20 من جمادى الثانية 1446هـ | رقم الإصدار: : ب/ص – 1446 / 17 |
التاريخ الميلادي | الأحد, 22 كانون الأول/ديسمبر 2024 م |
بيان صحفي
السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية تقود عناصرها
إلى واد سحيق في جهنم والعياذ بالله تعالى
على إثر كلمة له في المسجد يوم الجمعة 20/12/2024م، حذر فيها السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية من حرمة دماء المسلمين في مخيم جنين، أقدمت أجهزة السلطة على اعتقال عطية وائل من قرية بلعا - طولكرم من محله واعتدت عليه بالضرب بالأيدي وبأعقاب البنادق، وقاموا بالاعتداء على العامل عنده واعتقلوا معه مهدي فياض، وجريمته أنه صور همجيتهم واعتداءهم على من كان موجوداً في المكان، وهو إلى الآن محتجز عند جهاز المخابرات.
ثم إن أجهزة السلطة أتبعت جريمتها تلك بجريمة أخرى يوم السبت 21/12/2024م، حيث قامت باعتقال تيسير جيتاوي وابنيه قتيبة وعبيدة، حيث اقتحم عناصرها البيت بصورة همجية ودون مراعاة لحرمة البيوت وعوراتها، واعتدوا بالضرب على عبيدة وقتيبة، ثم أفرج عن الأب تيسير وبقي ولداه قيد الاختطاف.
إنه مشهد يعكس صورة السلطة المأزومة برفض الناس أفعالها الشائنة، وجرائمها في جنين، وذلك عندما تعتقل وتنكل بمن ينكر عليها جريمتها من شباب حزب التحرير أو غيرهم، فتتبع الجريمة بجريمة أخرى عندما تمتد يدها الآثمة على من ينكر جريمتها.
وهنا، فإن على أبناء الأجهزة الأمنية أن يتوقفوا وقفة تفكر وإعادة حساب مع أنفسهم:
إذ إن ما تقوم به الأجهزة الأمنية في مخيم جنين من محاصرة لأهله وقطع الطعام والشراب عنهم وإطلاق النار على خزانات المياه، لهو مشهد يشبه، بل يطابق ما كان يقوم به يهود في شمال غزة، ثم غزة كلها، ولكن ذاك هو عدو يحمل حقداً ملأ الآفاق، فهل أوصلتكم السلطة بأن تكونوا أعداءنا مثله، حرباً على إخوانكم، وتجويعاً وتعطيشاً وحصاراً لنسائهم وأطفالهم وشيوخهم؟! ألا تبصرون ما اقترفت أيديكم طاعة لأوامر كبراء السلطة الذين ينفذون أوامر كيان يهود والجنرال الأمريكي في رام الله؟!
إن الذين يحملون السلاح في مخيم جنين قد خاطبوكم مراراً وتكراراً أننا لا نوجه سلاحنا تجاهكم، وإنما تجاه جيش الاحتلال، فكيف تقبلون أنتم أن يكون سلاحكم موجهاً لصدور من حفظوا دماءكم، وقد بسطتم إليهم أيديكم لتقتلوهم وما بسطوا أيديهم إليكم ليقتلوكم؟! فهل تريدون أن تبوؤوا بإثمهم وتحملوا أوزارهم بين يدي الله، أفلا تتفكرون؟!
ثم إن أهل فلسطين يتعرضون لهجمات المستوطنين، الذين يعتدون على بيوت الله ويحرقونها كما في مردا من قرى سلفيت، يحرقون ويهدمون البيوت والمحلات ويهجرون الناس من مساكنهم ويمنعونهم من الوصول إلى أراضيهم، فلا أنتم دافعتم عن الناس، ولا أنتم تركتم السلاح بأيديهم ليدافعوا عن أنفسهم بأنفسهم، وحال أهل فلسطين يختزله سؤال واحد يسألونه لكم ويقذفونه في وجوهكم: من يحمينا؟! فأجيبوهم من يحميهم من عدوان المغضوب عليهم؟ ألا تدركون أنكم تنفذون مخطط التهجير من الضفة كما يريد كيان يهود؟ ألهذه المرحلة أوصلتكم السلطة المارقة؟!
ألا تدركون أن كيان يهود منذ اتفاق أوسلو وهو يفرض وقائع جديدة ويوسع مستوطناته تحت سمع السلطة وبصرها، وهو الآن بصدد مرحلة جديدة يريد بها توسيع مستوطناته دون مقاومة، بينما يدفعكم لمعاداة أهلكم ودفعهم للخضوع للمستوطنين، فإن نجحتم في إخضاع أهلكم نيابة عنه فإنكم تكونون قد أسديتم له خدمة عظيمة، ولكن هل تظنون أنه سيرضى عنكم ويحفظ لكم تفانيكم في خدمته؟! كلا والله بل سيلقي بكم خزايا مذمومين، وأنتم تعلمون كم من عميل قام بتصفيته بعد انتهاء مهمته ودوره.
إننا في حزب التحرير في الأرض المباركة، ندعوكم دعوة ناصح أمين أن تتوقفوا عن طاعة أوامر قادة السلطة الذين ربطوا مصيرهم بمصير يهود، فأين تذهبون في الدنيا من يهود الذين لا يفرقون بين من يقاتلهم أو يقاتل معهم؟! وأين تذهبون من إخوانكم وأهليكم وقد استبحتم دماءهم وأعراضهم وأموالهم؟! ثم أين تذهبون من غضب الله ونقمته يوم القيامة؟! فلا تطيعوا أمر المفسدين، ولا تطيعوا أمر أكابر السلطة ومجرميها، فقد أوردوكم موارد الهلاك في الدنيا والآخرة.
وإننا نخاطب أهالي من يعملون في الأجهزة الأمنية أن أدركوا أبناءكم، وانصحوا لهم بل وامنعوهم من أن يسيروا في ركاب الظالمين، حتى تحرزوا دينهم وآخرتهم قبل أن يأتي يوم تشخص فيه الأبصار ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ﴾.
أما حزب التحرير وشبابه، فإنهم أقسموا على الحراسة الأمينة للإسلام، فيصدعون بالحق ولا يخشون في الله لومة لائم، وقد خبرتنا السلطة وخبرَنا من هو أعتى منها وأشد ظلما، وعلموا أننا لا تثنينا جرائم الأنظمة من اعتقال وتعذيب ولا حتى القتل، فقد بادت تلك الأنظمة وبقي الحزب ودعوته، دعوة الحق قائمة راسخة في قلوبنا رسوخ الجبال الشامخات، فهي دعوة حق تشربتها قلوبنا بأن الإسلام عائد بوعد الله سبحانه وإذنه لا ريب فيه، فقضية فلسطين أساسها الإسلام، وهي في عنق كل المسلمين، والخلافة على منهاج النبوة وعد الله سبحانه وبشرى رسوله ﷺ ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.
وختاما هي وصية رسول الله ﷺ للمسلمين في حجة الوداع «... فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ، قَالَ مُحَمَّدٌ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، وَسَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ فَسَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ، أَلَا فَلَا تَرْجِعُوا بَعْدِي ضُلَّالاً يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، أَلَا لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ،...» رواه البخاري
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في الأرض المباركة فلسطين
المكتب الإعلامي لحزب التحرير الأرض المباركة (فلسطين) |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0598819100 www.pal-tahrir.info |
E-Mail: info@pal-tahrir.info |