بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الجند في جيوش المسلمين
﴿أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيد﴾
ها قد مضى ما يدنو من الشهر منذ عدوان يهود الوحشي على قطاع غزة، بل وعلى الضفة ولبنان؛ من قتل للبشر، للشيوخ والأطفال والنساء، ومن تدمير للشجر والحجر.. في أعمال تتجاوز كل جريمة بل فوق كل عدوان! ومع ذلك فما زال الحكام صامتين، فإذا نطقوا فبإحصاء أعداد الشهداء والجرحى والأماكن المدمرة! ﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ﴾.
إن هؤلاء الحكام متبر ما هم فيه، وليس غريبا عليهم ذلك، فهم طوع بنان الدول الكافرة المستعمرة؛ يقولون ما تقول ويفعلون ما تريد.. يؤوِّلون القعود ويقدسون الحدود، ويعلنون أن أمنهم القومي خط أحمر، لا يسمحون بتجاوزه، ونسوا أو تناسوا أن بلاد المسلمين واحدة، سواء أكانت في أقصى الأرض أم أدناها، فكيف إذا كانت تتنفس من هوائها وتنظر في أجوائها، كغزة وأمثالها؟!
أيها الجند في جيوش المسلمين:
ألا تؤثر فيكم دماء إخوانكم التي تسفك في غزة هاشم؟! ألا تحرككم صرخات الأطفال ونداءات النساء واستنصار الشيوخ فتنصروهم؟! ﴿وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾، ألا تحرككم آيات الله القوي الجبار فتقفوا وقفة الرجال الرجال أمام كيان يهود؟! ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ﴾، ألا تشتاقون إلى إحدى الحسنيين؛ عز في الدنيا ونصر وفوز في الآخرة ورضوان من الله أكبر؟! ألا يكون لسان حالكم قوله سبحانه: ﴿قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُون﴾؟!
أيها الجند في جيوش المسلمين:
أطاعةُ الله خير أم طاعة حكامكم الذين يحاربون الله ورسوله ويوالون أعداء الله ورسوله؟! أطاعة الله خير وهو القائل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾، أطاعة الله خير، أم طاعة حكامكم الذين يجعلون أمنهم القومي بريئاً من غزة وأهلها وهي منهم على مرمى حجر بل دون ذلك؟! إن هؤلاء الحكام الذين يوالون الكفار المستعمرين وكل همهم أن يبقوا على عروشهم المعوجة، هؤلاء إن اتبعتموهم لا ينفعونكم في الدنيا ولا في الآخرة، وحجتكم في طاعتهم داحضة يوم القيامة ﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ﴾.
أيها الجند في جيوش المسلمين:
إن كيان يهود ليس أهل حرب ولا قتال، فهم جبناء وقد ضربت عليهم الذلة والمسكنة.. وأنتم ترون فتية مؤمنة من إخوانكم بأسلحة لا تقارن بأسلحة يهود ومع ذلك يضربونهم بقوة، وأولئك يفرون من أمامهم يلجأون إلى الطائرات لتحميهم ﴿لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ * ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾.
أيها الجند في جيوش المسلمين:
تذكروا آيات الله.. تذكروا أحاديث رسول الله.. تذكروا بطولات أصحاب رسول الله.. تذكروا تضحيات أجدادكم.. تذكروا "وا معتصماه!".. تذكروا "الجواب ما تراه دون ما تسمعه".. تذكروا حطين وتحرير القدس من الصليبيين.. تذكروا عين جالوت والقضاء على التتار.. تذكروا محمداً الفاتح وفتح القسطنطينية.. تذكروا عظمة الإسلام وخيرية أمة الإسلام.
أيها الجند في جيوش المسلمين:
انطلقوا إلى نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين.. توجهوا لنصرة غزة وأهلها.. فإن وقف الحكام في وجهكم فاطرحوهم فوق التراب.. انطلقوا لنصرة إخوانكم وكونوا كما أمركم الله ﴿وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً﴾.
أيها الجند في جيوش المسلمين:
إنكم لا شك تعلمون أن فلسطين أرض مباركة.. أرض إسلامية لا يصح أن يكون لليهود فيها سلطان، ولا حل الدولتين له فيها مكان، بل كما فتحها الفاروق وحفظها الخلفاء الراشدون وحررها صلاح الدين وصانها عبد الحميد من يهود، فكذلك هي ستعود بجهود جند الله الصادقين الذين يحققون حديث رسول الله ﷺ «لَتُقَاتِلُنَّ الْيَهُودَ فَلَتَقْتُلُنَّهُمْ...» أخرجه مسلم عن ابن عمر.
أيها الجند في جيوش المسلمين:
أليس فيكم رجل رشيد يقودكم إلى نصرة الله ورسوله؟! أليس فيكم رجل رشيد يقودكم إلى ﴿نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ﴾؟! هلم إلى إجابة الأمة فهي تدعوكم.. هلم إلى نصرة الأرض المباركة فهي تستنصركم.. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ﴾.
التاريخ الهجري :17 من ربيع الثاني 1445هـ
التاريخ الميلادي : الأربعاء, 01 تشرين الثاني/نوفمبر 2023م
حزب التحرير