الثلاثاء، 22 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الراديكالية ليست إلا حبكةً رأسمالية لمحاربة الإسلام والمسلمين


(مترجمة)

 


لا تزال الأمة الإسلامية تعاني حتى كادت أن تيأس بسبب ما تخضع له من ظلم واعتداءات مستمرة. إن هذا الاضطهاد الذي تتعرض له بحجة "الحرب على الإرهاب"، و"الحرب على الراديكالية"... الخ جعل الأمة الإسلامية تعاني ألماً لا يستحق أن يعانيه أي مخلوق على وجه الأرض. إن هذه الشعارات تُستخدم للتمادي في اضطهاد الأمة الإسلامية.


ومن أجل أن نتمكن من فهم ما يجري والحصول على الصورة الحقيقية للواقع فإنه من الحكمة أن نسأل عما تعنيه هذه الشعارات. أما بالنسبة إلى ما هو الإرهاب، فقد تم نقاش هذا الأمر بشكل كبير من قبل. وأما الراديكالية فما هي؟ إن الراديكالية حسب العلوم السياسية فإنها القوة المستمدة التي تهدف إلى تغيير المجتمع من خلال طرق تجديدية (www.vocabulary.com). كما تعني أيضا التأثير في أو تغيير القواعد الأصلية (الثورة على) لشيء ما. ونتيجة لذلك فإن المصطلح نفسه لا يحمل معانيَ جيدة أو سيئة لشيء ما، إلا أن استخدامه مع كلمات أخرى هو ما يحدد إن كان يُراد من ورائه أمرٌ جيد أو سيئ. أما لما كان شائعا على المدى القريب، فقد تم إعطاء المصطلح تعريفا جديدا من قبل أجهزة الأمن للولايات المتحدة وأوروبا ليعني أولئك الذين يخططون للقيام بتغييرات أساسية على ما تعوّد عليه المجتمع مما سيؤدي إلى العنف وسفك الدماء. لقد جعلوا من الإرهاب والراديكالية كلمتين مترادفتين لتشويه صورة الذين يحاولون إحياء العالم. وبما أنه لا يوجد من يحمل أيديولوجية مخالفة للرأسمالية التي تحكم حاليا والتي دمرت البيئة البشرية من النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية...الخ باستثناء المسلمين وأيديولوجيتهم الإسلامية التي يؤمنون بها بصدق ويدعون لإقامتها في الحياة كبديل للرأسمالية حيث أصبحوا هم المستهدفين. إنهم هم الذين أصبحوا يوصمون بالراديكالية بالطريقة ذاتها التي كانوا يوصمون بها بالإرهاب. وهذا الأمر ليس بالجديد، حيث تاريخياً كان التشهير يُستخدم أينما كان هنالك تبرير للاضطهاد. وتدعي كينيا أنها تنسى تاريخها عندما حكم المستعمرون البريطانيون البلاد وقسموا الأراضي الخصبة بين المستوطنين في الوقت نفسه الذي كانوا يطردون فيه أصحابها من السكان الأصليين إلى الغابات. وعندما استمر الاضطهاد، وقف السكان المحليون في وجهه في جماعات قتالية لمحاربته دفاعا عن حقوقهم وعن أرضهم، بمن فيهم الجماعة سيئة السمعة ماو ماو، وهي أكبر مجموعة هددت هيمنة الاستعمار البريطاني هنا في كينيا. وبهدف محاربة المقاتلين، لجأت الحكومة البريطانية إلى زرع الخوف في المجتمع من خلال القيام بالمزيد من عمليات القتل، وهذا تم بعد الإعلان أنها جماعة إرهابية! ولم يتوقفوا عند هذا الحد؛ فالذين تم اعتقالهم من جيش المستعمر البريطاني لرئيس الأطباء النفسيين، جي سي كاروثرز، والذي ادّعى بعد قيامه بـ"فحوص طبية" أنه يمتلك دليلا علميا أن ثورة الماو ماو ضد بريطانيا ليست سياسية وإنما بسبب مرض نفسي! تماما كما لو أردت أن تقتُل كلبا فقط ادَّعِ أنه كلب مشرد!


وبهذا فإننا نرى أن الراديكالية ما هي إلا قناع تم استخدامه ليستهدف مباشرة كل مسلم أينما كان، طالما أنه يدعو بشكل فردي أو كمجتمع لإحياء الإسلام ليكون طريقة متكاملة للحياة! وهذا أمر لا مفر منه حيث إن الصراع بين الخير والشر أزلي منذ خلق الإنسان والحياة والكون، وسيستمر إلى يوم القيامة. أما بالنسبة لما نشهده في هذا القرن والذي قبله، فإن هنالك صراعا قويا بين الإسلام كعقيدة سماوية وبين الأيديولوجية الرأسمالية الفاسدة المنبثقة عن عقل الإنسان المحدود. إن هذا الصراع مستمر لدرجة أن الرأسمالية، والتي تم تقديمها والترويج لها من قبل الولايات المتحدة وحلفائها من خلال الشعارات المختلفة كالحرية والديمقراطية والسوق الحرة...الخ، فشلت في احتواء نشوة التغيير من قبل المبدأ الإسلامي العادل، الذي شهد على فشل الرأسمالية في السيطرة على عالم البشر. وبسبب هذا الصراع، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها أقاموا التشريعات والأنماط والسياسات التي تهدف إلى وقف أو اعتراض أولئك المطالبين بالتغيير إلى المبدأ الإسلامي؛ ونتيجة لذلك، كان من بين هذه السياسات الحرب على الإرهاب، والحرب على الراديكالية...الخ. فهذه الأنماط والسياسات قد صنفت المسلمين إلى فئات؛ أولئك الذين يقبلون بالعلمانية كأساس للحرية التي سمحت بوجود المثلية الجنسية والزنا والخمور والانتخابات الديمقراطية المخادعة...الخ، صنفتهم كمسلمين "معتدلين"، أما أولئك المسلمون الذين يرفضون كل هذا اتباعا لأوامر دينهم سواء بشكل فردي أو جماعي ويدعون للإسلام كطريقة متكاملة للحياة، ولوضع الاستراتيجيات لإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي ستعتني بعلاقات بني البشر وتقوم بناء على القرآن والسنة وإجماع الصحابة والقياس، وصفتهم كمسلمين "راديكاليين".


وها هو موقع كينيا من بين التشريعات والأنماط والسياسات التي تنص عليها حكومتها:


1. مادة 30 منع الإرهاب لسنة 2012


2. مادة قوانين الأمن (تعديلات)،2014


3. الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المتطرفين العنيفين


4. المبعوث الخاص والذي هو أيضا مسؤول مكافحة المتطرفين العنيفين ووحدة شرطة مكافحة الإرهاب في كينيا والذي حضر المؤتمر العالمي الـ 16 والذي نظمته المؤسسة العالمية لمكافحة الإرهاب في 13 أيلول/سبتمبر 2016، في فندق شارون في هرتسيليا في كيان يهود.


ومن خلال هذه التشريعات والأنماط والسياسات، يظهر قدر كبير من الظلم موجه ضد الأمة الإسلامية في العالم أجمع بشكل عام وفي كينيا بشكل خاص. وإنه لمن المحزن جدا ما يواجهه المسلمون في سوريا وفلسطين وأفغانستان وأوزبيكستان والأردن والعراق وبورما واليمن...الخ. فكلهم يمرون بأوقات صعبة تحت ما يسمى بـ"الحملة ضد الإرهاب" والتي انتشرت على مستوى العالم حيث تحصل الدول التي قبلت بأن يتم استخدامها في هذه الحملة الخطرة على مليارات الشيلنغات بما فيهم كينيا والتي حتى الآن حصلت على 20 مليار شيلينغ كيني من الحرب على الإرهاب والراديكالية!


إن هذه المذابح التي تواجه المسلمين وبشكل غير مفاجئ، فإن الإعلام والذي يملك معظمَه أصحابُ الأموال والسلطة الذين يتآمرون مع الحكومات المفروضة على شعوبها ومع القوى الغربية، للتأكد من أنهم يخلقون بيئة تساعدهم على تبرير قتل المسلمين، في الوقت نفسه يقومون بتهنئة وتقدير المسؤولين والمؤسسات التي كُلّفت بمهمة محاربة الإرهاب على عملهم الممتاز! كما تستخدم أيضا لإيجاد رأي عام يتوافق مع توصيات مالكي وسائل الإعلام. ولهذا وحتى قبل إجراء أي تحقيقات فإننا نسمع الإعلام يذيع بيانات واهية تقول: "قام إرهابي بتفجير منطقة معينة" أو "تم تنفيذ هجوم إرهابي" طالما أن المشتبه به مسلم!


إن إخوتكم في حزب التحرير في كينيا يطلبون منكم أن لا تيأسوا مما يتآمر به الكافرون ضدنا. ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ [الأنفال: 30]، وحقا فإن سمعتنا وشرفنا هما في اتخاذ مبدأ الإسلام، وليس لأحد أن يملي علينا ديننا إلا الله سبحانه وتعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلاَمَ دِينًا﴾ ] المائدة: 3]


أيها المسلمون:


إنه واجب من الله تعالى أن نتمسك بديننا الإسلام بشكل كامل وأن لا نعتنق الإسلام الذي اختاره الغرب لنا والقائم على وجهة نظر الكفر للمساومة والتي تقوم على الفصل بين الدين والحياة. فالإسلام الحقيقي هو من عند الله وحده سبحانه وتعالى وقد رضيه الله لنا على عكس الغرب الذين يحتقرونه ويوجهون له كيلاً من الحروب اللفظية والفعلية على حد سواء. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً﴾ [البقرة: 208]


إن اختلاف جماعاتنا أو مدارسنا الفكرية لا يجب أن يقودنا إلى السقوط في الفخ الذي وضعه لنا الغرب تحت اسم المسلم الراديكالي أو المسلم المعتدل. فهذا سمٌّ إن تناولناه فمما لا شك فيه سنجد أنفسنا في صراعات قد تقودنا في النهاية إلى الاقتتال بين بعضنا بعضاً، وهذا هو هدف الغرب الذي يسعون إليه ويعملون من أجله ليل نهار، آخذين بالاعتبار قوة الإسلام والمسلمين التي تكون في ظل وحدتهم واجتماعهم.


إن رأس الإرهابيين في الحرب على الراديكالية والإرهاب هي الولايات المتحدة وحليفتها كيان يهود، واللتان وبشكل علني تستهدفان المسلمين والإسلام في هذه الحرب بما في ذلك المؤتمرات الدولية التي أُقيمت ونُظمت من قبل كيان يهود وتم تمويلها بشكل كبير من الناحية المالية والسياسية لتدرك ما تدركه الولايات المتحدة تماما.


إننا ننصح المسلمين وأي شخص آخر يسعى للعدالة بأن لا نرضى بالصمت عند حصول هذه الحوادث، بل علينا أن ندينها بأشد الأساليب الممكنة دون الخوف من اللوم. كما أنه ليس كافياً أن ننتظر فقط القادة السياسيين أو علماء الدين ليتحدثوا نيابة عنا، فكما هو واضح لنا فهم قاموا بالمساومة على مسؤولياتهم. ولا يملكون شيئا ليقولونه دفاعا عن أمة الإسلام من الظلم التي تتعرض له، وهذا وحده خطيئة، فهم التجأوا إلى الإدانات الوحشية للمشتبه بهم دون الحصول على أدلة تثبت تورطهم. إنهم يقومون بكل ذلك لهدف واحد؛ ألا وهو إظهار ولائهم وتملقهم للحكومات لتأمين مصالحهم وحمايتها. وهذا أصبح شائعا جدا في الحوادث الأخيرة من الاعتقال العشوائي الذي تم ضد المسلمين بما فيهم النساء والأطفال الذين ينتهي بهم الأمر في بعض الأحيان في عداد المفقودين. ولنريح أنفسنا من هذا الاضطهاد والهزيمة فلا بد لنا من العمل للدعوة لإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. فالقتل والتعذيب في سجون الطغاة لا يجب أن يثني عزيمتنا، بل على العكس تماما، علينا أن ننظر إليهم على أنهم اختبار من الله سبحانه وتعالى والذي سيجزينا الله بهم خيرا إن شاء الله وصولا إلى الجنة لأولئك الذين يصلون أعلى درجات الصبر. علينا أن لا نشكك بنبوءة ديننا بعودة الدرع الحامي، دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.


﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ﴾

 

التاريخ الهجري :24 من رجب 1438هـ
التاريخ الميلادي : الجمعة, 21 نيسان/ابريل 2017م

حزب التحرير
كينيا

2 تعليقات

  • ام عبدالله
    ام عبدالله الإثنين، 24 نيسان/ابريل 2017م 21:39 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

  • omraya
    omraya الإثنين، 24 نيسان/ابريل 2017م 16:45 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع