السبت، 26 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

عفويتكم كمتظاهرين ومعتصمين...

 

أسقطت أقنعة الطبقة السياسية الفاسدة!!!

 

وكشفت محاولاتهم سرقة انتفاضتكم!!!

 

 

خرج علينا بالأمس رئيس الحكومة سعد الحريري قرابة السادسة مساءً، وعزف على مسامعنا مقطوعة الحزن على الأوضاع المأساوية في البلد، وتفهمه لخروج الناس الغاضبين، وعندما أراد أن يطرح الحل، لم يكلف نفسه أن يقول برفع الظلم، أو باتخاذ بعض الإجراءات العملية، بل أمهل نفسه والناس 72 ساعةً!!! وكأن ثلاثين سنة عجافاً غير كافية، ليزيد عليها ثلاثة أيامٍ، وكأن الناس في سعةٍ من أمرهم، يجلسون على بطائن من حرير في الطرقات!!!

 

ثم يخرج علينا اليوم حسن نصر الله ليقول للناس: "نحن لن ننزل... وأنتم أيها الناس قد وصلت رسالتكم قوية... لا نريد استقالة الحكومة... سيبقى هذا العهد ولن يسقط... وحكومة تكنوقراط لن تنجح"!!! وكأنه يقول، بل هو يقول: هذه حكوماتنا وعهدنا ولن يسقط ولو نزلتم للشارع!!!

 

وقبلهما يتكلم الحالم بوراثة البلد، صهر العهد، جبران باسيل ليصرح بأن هذه التظاهرات هي لمصلحة العهد وتقوية له!!! ووقف محذراً من الفتنة، في تصرف وكلامٍ يشبه طغاة المنطقة.

 

وفوق كل هذا التعامل من هذه الطبقة السياسية الحاكمة المطبقة على أنفاس البلد والناس، يلقي كل واحدٍ منهم باللوم على أطرافٍ في الحكومة، حتى لتكاد تظن أن الحكومة والعهد، هي غير هؤلاء المتحدثين ورجالاتهم، أو أنهم يتكلمون عن حكومة بلدٍ آخر، في استخفاف واضح بعقول الناس، بنفسيةٍ فرعونيةٍ تقوم على أساس ﴿فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ...﴾.

 

أيها الناس، أيها المتظاهرون والمعتصمون المطالبون بحقوقكم... لقد نزلتم بعفويةٍ وسلميةٍ أثبتتها الأيام القليلة التي مضت، مع محاولة الأحزاب الحاكمة ركوب موجتكم العارمة، ومحاولة توجيهها، وإفقادها عفويتها وسلميتها، وسرقة انتفاضتكم، فانتبهوا لذلك، وانبذوا من صفوفكم هذه الطبقة السياسية الفاسدة المتهالكة، التي تداعت اليوم عليكم في خطاباتها... والتي بات واضحاً أنها لا تمثلكم... بل قامت السلطة في مهلة الـ72ساعةً بالاعتداء عليكم لإذلالكم، ولا سيما في ساحة رياض الصلح، ونزلت مجموعاتٌ من أتباع الأحزاب وشبيحتهم وأطلقوا الرصاص الحي تجاهكم، وخاصةً ضد المتظاهرين في مدينتي صور والنبطية، وقبل ذلك ما وَسِعَ نائبٌ وموكبه الصبر عليكم حين رشقتموه بالماء، فرشقكم بالطلقات الحية! في مشاهد لا تعبر إلا عن انفصال هؤلاء السياسيين عنكم وعن تطلعاتكم... فاستمروا في نبذهم ولا يغرنكم معسول خطاباتهم.

 

أيها الناس، أيها المتظاهرون والمعتصمون المطالبون بحقوقكم... اعلموا كذلك أن هذه الأحداث كشفت أن هؤلاء السياسيين يركبون مركباً واحداً، وقطعاً أنتم عندهم خارج هذا المركب، فها هم جميعاً متفقون على البقاء، وعلى الاستمرار في الحكم، دون أدنى اهتمام بخروجكم في الطرقات ضدهم... ولو كان هؤلاء منكم، لما مكثوا ليومٍ واحدٍ في الحكم بعد تظاهراتكم، فهذا هو الأمر الطبيعي في الدول التي يزعم حكامها أنهم وصلوا عبر أصوات الناس... لكن الحقيقة غير ذلك، لقد وصل هؤلاء برضا الغرب عنهم، وخاصةً أمريكا التي تدير دفة لبنان، حتى إن سطرين من السفارة الأمريكية يغيران توجهاتٍ سياسيةً، فينقلب العداء والصراخ، إلى ودٍ وعناق، وما حادثة قبر شمون عنكم ببعيدة...

 

نعم أيها الناس، يبدو أن إشارة أمريكا وصلت للعهد والحكومة بأنه "لا إسقاط حالياً وأنكم باقون، فاعملوا على إخماد هذه التحركات، واضبطوا شوارعكم..."، وإلا لما تجرأ هؤلاء على هذه العنجهية في التمسك بالسلطة... بل الملاحظ أن هذه الدول التي تفرض سيادتها على بلادنا، ولا سيما أمريكا، ومع مرور أيامٍ على الأحداث، لم تنبس ببنت شفة، ولعله الوقت المعطى للحكومة والعهد وأحزابه للتعامل مع الحدث بما يلزم... فانتبهوا أيها الناس، إذ يبدو أن أمريكا مترويةٌ على الحكومة وهذا العهد، وهذا قد يولد عند السلطة الشراسة في التعامل، ومحاولات القمع القوية.

 

أيها الناس، أيها المتظاهرون والمعتصمون المطالبون بحقوقكم... لقد ظهر بينكم شيءٌ من نبذ نَفَس المذهبية والطائفية، وهذه خطوةٌ نحو الأمام في بلدٍ قائمٍ بأساسه وتكوينه على مقاس الطائفة والمذهب... نعم إن هذا الأمر ما زال حديث الولادة بينكم، لم يتبلور بشكلٍ واضحٍ، لكنها خطوةٌ في الطريق الصحيح، تخيف السياسيين الذين يلبسون عباءة الطائفة والمذهب، بل تخيف فرنسا وأمريكا، الذين يريدون استمرار البلد تحت هذه العباءة المهترئة، التي تثقل أكتافنا... انبذوا الطائفية والمذهبية تماماً، واحذروا من انجراركم أو محاولة جركم بعد أيام للتموضع داخل الطائفة والمذهب، فتفقدوا بذلك بريق ما فعلتم، ويركب المنتفعون من الطائفة والمذهب موجتكم... واذكروا أنكم الذين نُهبت جيوبهم فانتفضوا ضد قادتهم الطائفيين المنتفعين الفاسدين، أو الساكتين عن الفاسدين، وهذا أول سبل التغيير ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾.

 

وأخيراً وليس آخراً، وحرصاً على سلامة وانضباط حَراككم، نؤكد:

- استمروا في عفوية مطالبكم وسلمية تحرككم، يزداد انكشاف من نصبوا أنفسهم قادتكم، وتسقط أقنعتهم، والأهم تنكشف تبعية هذه الطغمة الحاكمة لمشاريع إقليمية ودولية، وقد تعيقون مسار مشاريع تثبيت الحكم الظالم الفاسد، بحكومته وعهده.

- استمروا في نبذ الطائفية والمذهبية من بينكم، يسقط سلطان من نصبوا أنفسهم مرجعياتٍ عليكم.

- انتبهوا لعصمة دمائكم وحرمتها وأنها لا يجب أن تهدر من أجل مشاريع يحاول الفاسدون تمريرها، وكونوا عباد الله إخواناً.

 

وبعد التأكيد نزيد:

- الجيش والقوى الأمنية، هم إخوانكم وأبناؤكم، ويعانون ما تعانون، فلا تجعلوهم محل مواجهة.

- وأنتم أيها الجنود وعناصر القوى الأمنية، إن الرجال والأطفال والنساء والعجز الذين خرجوا للطرقات هم أهلكم، وليسوا غرباء عنكم، فلا يخدعنكم الخطاب التآمري الذي تروجه السلطة لتوريطكم في الدم الحرام.

 

وأخيراً، فإن حزب التحرير/ ولاية لبنان، يحاول أن يرسم الخط المستقيم في مقابل الخطوط العوجاء، فيظهر عوجها مهما صغر، وهو يدعوكم للنظر في مشروعه، والدستور الذي وضعه بجوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لتحملوه برفقٍ ووعي مع سقوط الطغمة الفاسدة، مشروع لدولة عدلٍ ورشدٍ، تقوم بالقسط بين الناس،كل الناس، دون تمييز، بما يكفل تحقيق الأمن والطمأنينة لكل من يعيش في كنف هذه الدولة... فيتحقق بإذن الله ما تنشدونه وننشده، التغيير الجذري، الذي يعبر عن أصلكم وانتمائكم لهذه الأمة الكبيرة، وهذا المحيط الأصيل والعميق، الذي تدور فيه رياح التغيير رغم الحدود والسدود وطغمة الظالمين الفاسدين ﴿وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾.

 

 

التاريخ الهجري :20 من صـفر الخير 1441هـ
التاريخ الميلادي : السبت, 19 تشرين الأول/أكتوبر 2019م

حزب التحرير
ولاية لبنان

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الجمعة، 01 تشرين الثاني/نوفمبر 2019م 23:37 تعليق

    ﴿وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾.

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع