الأربعاء، 16 صَفر 1446هـ| 2024/08/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

النظام الخائن يسعى لتأمين الاحتلال الأمريكي على أعتاب باكستان بشكل دائم

بعد زيارة المبعوث الأمريكي الخاص لأفغانستان وباكستان (جيمس ف دوبينز) لباكستان في 13 من أيار/مايو 2014م، حيث التقى بشخصيات "رفيعة" في الجيش والقيادة السياسية، أعلن أن الوجود العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة في أفغانستان سيستمر بقوات "كبيرة" على الرغم من الانسحاب الذي أُعلن عنه هذا العام. وفي الواقع، فإن أمريكا عازمة على البقاء في أفغانستان، ومسئوليها يرتحلون ذهاباً وإياباً إلى كابول لتأمين تسع قواعد وأكثر من 100,000 عسكري لها بعد عام 2014م، ورجالها في القيادة الباكستانية يتحركون للحشد بقوة، وعقد الاجتماعات هنا وهناك، مدلين بتصريحات وبيانات، أبرزها المكالمات والتحضيرات للعمليات الأمنية في منطقتي شمال وزيرستان وكراتشي.


أما بالنسبة لشمال وزيرستان، فهي عقبة رئيسية أمام تحقيق الخطة الأمريكية طويلة الأجل في البقاء على عتبة القوة النووية الوحيدة في العالم الإسلامي.

فوزيرستان الشمالية - منذ عام 2001م ولغاية الآن- نقطة انطلاق لأشرس المقاومين للاحتلال الأمريكي لأفغانستان. وفي الواقع، فإن هذه المنطقة كانت على مر التاريخ منطقة خصبة للمقاتلين الرئيسيين، خرج منها قادة من المقاتلين ضد المحتل، سواء أكان أمريكا اليوم أم روسيا السوفيتية سابقًا أم الحكم البريطاني قبل ذلك. وقد دفع الانهيار الاقتصادي، والأزمات السياسية والعسكرية التي ألمّت بأمريكا، دفعها لمطالبة القوات المسلحة الباكستانية إلى "بذل المزيد من الجهد"، في سعي حثيث لتفكيك شبكة حقاني في شمال وزيرستان، التي تقضّ مضاجع سياسيّي أمريكا، وتدفع بجنودها إلى الانتحار من شدة الخوف.


علاوة على ذلك، فإن أمريكا تشعر بالانزعاج من احترام القوات المسلحة الباكستانية للمسلمين في وزيرستان الشمالية؛ لأن الجيش الباكستاني والاستخبارات قد عملوا مع المسلمين في وزيرستان الشمالية لاقتلاع روسيا إبان احتلالها لأفغانستان، بحيث لم تجرؤ على العودة مرة أخرى، ولأن أبناء القبائل الباكستانيين والجيش واستخباراته يشتركون في حب القتال في سبيل الله سبحانه وتعالى ضد الظالمين من العدو الكافر، وقد قال الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [الممتحنة: 9]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ [التوبة: 123].


وبالتالي، فإنه ولمنع التوحد الطبيعي للمسلمين من العسكريين والمخابرات مع أبناء القبائل كقوة واحدة ضد الاحتلال الأمريكي، فإن أمريكا تستخدم سياستها الشريرة التي تستخدمها في جميع أنحاء العالم (سياسة فرّق تسد). واليوم، تعمل المخابرات الأمريكية وقواتها العسكرية الخاصة ليل نهار لشنّ هجمات تتهم بها المسلمين في منطقة القبائل، وللقيام بتفجيرات وحملات اغتيال ضد المدنيين والعسكريين، من أجل خلق فتنة اقتتال بين المسلمين. وبينما يعدّ المسلمون موتاهم من ضباط الجيش، والجنود، والشرطة، والعلماء، والأطباء، والمحامين، وعامة الناس، يدعو نظام رحيل/نواز الخائن للقيام بعمليات عسكرية في وزيرستان الشمالية!


وكجزء آخر من جهودها في منع استمرار المقاومة في المنطقة، طالبت أمريكا بالقيام بعمليات "أمنية" في كراتشي؛ لأن للمدينة دورًا كبيرًا في الجهاد ضد الأمريكان في أفغانستان. فلكراتشي أكبر عدد من البشتون في العالم، حتى إنها تفوق عددهم في كابول أو بيشاور، ولسكانها علاقات قوية مع البشتون المقاتلين من المناطق القبلية، ومنذ تأسيس باكستان، تعدّ كراتشي مركزًا كبيرًا لتدريس الإسلام وعلومه، بما في ذلك الجهاد في سبيل الله ضد الكفار. وهذا هو السبب الذي يدفع بعملاء أمريكا في القيادة الباكستانية إلى القيام بحملة واسعة وطويلة في كراتشي تحت غطاء تطبيق القانون، ومنها إعطاء الاختطاف غطاءً قانونيًا (قانون حماية باكستان)، حيث يزعمون بأنهم يقومون بهذه العمليات ضد الخاطفين، والمبتزين، والقتلة المحترفين، ولكن هذا الزعم غطاء لاغتيال المجاهدين وحملة الدعوة - بمن فيهم قادة المقاتلين والعلماء - واختطافهم واعتقالهم أو إسكاتهم. وبهذا يظل هذا النظام في جرمه وكذبه، مع أن سبيل إنهاء إراقة الدماء في كراتشي لا يتطلب أكثر من بضعة أيام، من خلال إغلاق القنصلية الأمريكية، وإلقاء القبض على أفراد شبكة ريموند ديفيس الأمريكية.


أيّها المسلمون في باكستان!


لقد تخلى نظام رحيل/نواز عنا ليخدم أعداءنا، وهو لا يهتم لدمائنا وأموالنا وأعراضنا، فهو الذي يسمح بحرقنا في أتون نيران الفوضى الناجمة عن الشبكة الإرهابية الأمريكية التي زرعها النظام في مدننا. كما أنه لا يهتم لقواتنا المسلحة والاستخبارات أو أبناء القبائل، فهو يعمل على إيجاد الفرقة والعداء بينهم لإضعافهم أمام أعدائهم. كما أنه لا يهتم لإنجازاتنا من الأسلحة النووية، لذلك هو على استعداد تام لتسوية الملف النووي مع أمريكا، وقد أصبح ذلك قاب قوسين. كما أنه لا يهتم لديننا الحنيف، بسعيه لإسكات حملة الدعوة إلى الإسلام والملتزمين به، مستعدًا في الوقت نفسه للتضحية بنا قرابين للذين كفروا بالله سبحانه وتعالى، الذين يقتلوننا ويحتلون أراضينا.


ارفعوا أصواتكم ضد هذه العمليات الإجرامية التي تسعى لتمكين الهيمنة الأمريكية في المنطقة، واعملوا مع حزب التحرير للإطاحة بهذا النظام وبالخونة ولإقامة دولة الخلافة على أنقاضه، فعندها فقط يُقاد المسلمون من قبل خليفة راشد، يقوم بما ينبغي فعله، وهو التخلص من الوجود الأمريكي اللئيم في باكستان وأفغانستان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به».


أيّها المسلمون في القوات المسلحة الباكستانية!


ألم تشهدوا ما يكفي من غدر الرويبضات الجاثمين على صدوركم ورؤوسكم؟ ألم يحن الوقت بعد لقلب الخطة الأمريكية رأسا على عقب؟ تذكروا من أنتم، أنتم أبناء المسلمين، وورثة حكم إسلامي دام مئات السنين في هذه المنطقة. فأعطوا النصرة لحزب التحرير، تحت إمرة العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة؛ من أجل عودة الخلافة، التي ستقضي على الانقسام وتحقق الوحدة، وتوقف حرب الفتنة وتشرع بالجهاد ضد العدو، فتقلب الهزيمة إلى نصر، قال عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ، إِلاَّ تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا﴾[ التوبة: 38].

التاريخ الهجري :24 من رجب 1435هـ
التاريخ الميلادي : الجمعة, 23 أيار/مايو 2014م

حزب التحرير
ولاية باكستان

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع