السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

عمليات شمال وزيرستان خيانة للقوات المسلحة الباكستانية

بقدوم شهر رمضان المبارك، الذي يُفترض أن يكون سبباً لاحتفال المسلمين بانتصاراتهم على أعدائهم لأكثر من أربعة عشر قرناً، يقوم نظام رحيل/ نواز بعمليات عسكرية في شمال وزيرستان! في خيانة خطيرة ضد القوات المسلحة الباكستانية، يُهدف من ورائها إلى تدمير قدرتها على تحدي الخطة الأمريكية الخبيثة في المنطقة.


فأمريكا اليوم تسعى لإقامة وجود دائم لها في أفغانستان، على عتبة القوة النووية الوحيدة في العالم الإسلامي (باكستان)، تحت ستار الانسحاب المحدود. ويتشكل هذا الوجود من عشرات الآلاف من أفراد الأمن، وقواعد عسكرية عديدة. ومع ذلك، فإن أمريكا قد أدركت جيداً لحظة احتلالها لأفغانستان حجمَ التهديد الخطير الذي يواجهها من قبل القوات المسلحة الباكستانية، حيث تخشى أن تصبح القوات المسلحة تحت قيادة إسلامية مخلصة، ففي مقابلة مع مستشار قائد القيادة المركزية الأمريكية (ديفيد كيلكولن)، في آذار/مارس 2009م، قال: "في باكستان 173 مليون نسمة، و100 رأس نووي، وجيش أكبر من الجيش الأمريكي... ونحن متخوفون الآن من وصول المتطرفين واستيلائهم على البلد، الذي من شأنه تقزيم كل شيء حققناه في حربنا على الإرهاب"، وذكر في مقال نُشر في مجلة نيويوركر، في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2009م: "التخوف الرئيسي هو من تمرد المتطرفين في الجيش الباكستاني والقيام بانقلاب... وكان مسئول بارز في الإدارة الأمريكية قد أشار إلى أن هدف حزب التحرير هو إقامة الخلافة".


لقد أدركت أمريكا قدرة القوات الباكستانية المسلحة على إنهاء الاحتلال الأجنبي للبلدان الإسلامية عندما غزا الاتحاد السوفيتي أفغانستان، حيث برهنت استخبارات القوات المسلحة الباكستانية على قدرتها العالية، حيث تمكّن الجهاز من تنظيم مقاتلي القبائل وتمكينهم من القتال ضد الاحتلال الروسي، حتى تمرغ أنف روسيا بالتراب، فأُجبرت على الانسحاب، ولم تجرؤ على العودة إلى المنطقة. وكذلك الآن، فإن لدى القوات المسلحة الباكستانية القدرة على طرد أمريكا من أفغانستان، وإخراجها من المنطقة إلى الأبد. وأمريكا تعلم أيضا أن شمال وزيرستان هو العمق الاستراتيجي لباكستان في المنطقة.


لذلك فإن أمريكا، ومن أجل شق صف المسلمين، وإغراق القوات المسلحة الباكستانية في مستنقع الحرب الأهلية، وبتر العمق الاستراتيجي لباكستان، قد كثّفت منذ أيلول/سبتمبر 2011م مطالبها بشنّ عمليات عسكرية في شمال وزيرستان. وقبل البدء بهذه العمليات، قام نائب وزير الخارجية الأمريكي (وليام بيرنز) بزيارة إلى باكستان، في 9 من أيار/مايو 2014م، والتقى بقيادة الجيش الباكستاني والقيادة السياسية، وطلب منهما اتخاذ إجراءات ضد "المتشددين" الذين يشنّون هجمات على القوات الأمريكية في أفغانستان، وجاءت تلك الزيارة في أعقاب ربط الكونغرس الأمريكي المساعدات لباكستان بالعمليات العسكرية في وزيرستان. والآن تقدّم الولايات المتحدة مساعدات للعمليات العسكرية في شمال وزيرستان من صندوق دعم التحالف.


وبالتزامن مع مطالبها بالقيام بعمليات في شمال وزيرستان، استخدمت أمريكا مخابراتها، والقوات العسكرية الخاصة، وشبكة ريموند ديفيس، لتنسيق الهجمات ضد القوات المسلحة والمدنيين في باكستان؛ من أجل تشويه سمعة المقاومة القبلية، وإيجاد الانقسامات داخل باكستان. فمن خلال هذه الهجمات المزيفة، التي تنظمها شبكة أمريكا الإرهابية ثم تتهم المقاومة القبلية المخلصة بها، تهدف أمريكا إلى الإساءة إلى الجهاد ضد المحتلين، حتى يكون عملاؤها في القيادة الباكستانية قادرين على تنفيذ خطتها، وهذا هو سبب تسمية أمريكا لهذه الهجمات "بالبطانة الفضية". فقد قالت فيكتوريا نولاند (المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية)، في 12 من تشرين الأول/أكتوبر 2012م: "... لذا فإنه من الواضح تحول الشعب الباكستاني ضد المقاومة بمساعدتهم الحكومة في ملاحقتها، ومن شأن ذلك أن يكون بطانة فضية لهذه المأساة الرهيبة".


أما بالنسبة لنظام رحيل/ نواز، فقد أبقى الباب مفتوحا لشبكة أمريكا الإرهابية داخل باكستان، وسمح لموظفيها بالتجول بحرية في المناطق الحساسة من أجل جمع المعلومات الضرورية للقيام بالعمليات التفجيرية، وأطلق سراح جواسيسها عند ضبطهم، وأمّن مخابئ لهم في المناطق السكنية فضلا عن المناطق العسكرية، هذا بالإضافة إلى دوره النشط بوصفه بوقاً لأمريكا في تشويه سمعة الجهاد، والخلط المتعمد بين المجاهدين الذين يقاتلون أمريكا والشخصيات الغامضة التي تهاجم القوات المسلحة، فكان هذا النظام الخائن مخلصاً لأمريكا في كل خطوة على الطريق! وفي 25 من حزيران/يونيو 2014م، يوم الأربعاء، قال مستشار رئيس الوزراء للأمن القومي والشئون الخارجية (سرتاج عزيز): "ليس هناك تمييز بين طالبان الجيدة وطالبان السيئة، فالعمليات العسكرية ستكون ضد الجميع"، ثم في 26 من حزيران/يونيو 2014م، قال المدير العام للخدمات العامة (اللواء عاصم سليم باجوا): "وبالنسبة للجيش، فإنه لن يكون هناك أي تمييز بين طالبان باكستان وشبكة حقاني، فجميع الجماعات الإرهابية سيتم القضاء عليها"، وبهذا فإن هذا النظام المجرم ينشر قواتنا المسلحة وقوات الأمن في المناطق القبلية لمحاربة إخوانهم المسلمين في حرب فتنة مقيتة، ولإراقة الدم المسلم الطاهر في كلا الجانبين قربانًا لتأمين هيمنة أميركا، وتشريد الناس من المنطقة! وهذه هي حقيقة اللعبة المزدوجة ضد قواتنا المسلحة.


أيّها المسلمون في باكستان!


إن الخونة في القيادة العسكرية والسياسية في باكستان يكدحون ليلا ونهارا لتعزيز الاحتلال الأمريكي لأفغانستان، ولا يهتمون بأمر مسلمي القبائل أو القوات المسلحة أو المدنيين، فهم منغمسون في الطاعة العمياء لأعدائنا، والمحزن المبكي هو أنهم يقومون بذلك في وقت فيه أمريكا أضعف ما تكون، ومتعثرة، وآيلة للانهيار. فمن سوريا إلى العراق إلى أفغانستان، تخشى القوات الجبانة الأمريكية قتال المسلمين، حتى وإن كان المسلمون مسلحين بأسلحة بدائية. والاقتصاد الأمريكي ينهار، وهو غير قادر على توفير نفقات هيمنتها الممتدة في مختلف المناطق في العالم. لذلك فإن أمريكا تخشى الدخول في صراع مع الجماعات الإسلامية، علاوة على مواجهة القوات المسلحة الباكستانية، أقوى جيوش العالم الإسلامي فيما إن تم تعبئتها لرفع كلمة الله سبحانه وتعالى، ودعمتها الأمة بأكملها ودعت لها بالنصر. فأعيدوا لشهر رمضان مجده بالانتصار على العدو، من خلال السعي إلى إعادة دولة الخلافة الإسلامية، التي ستعبئ جميع موارد الأمة لمرضاة لله سبحانه وتعالى، ورسوله صلى الله عليه وسلم.


يا ضباط القوات المسلحة الباكستانية!


لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى، وقد تخطّت قيادتكم الخطوط الحمراء مرات ومرات، والأمر بين أيديكم، فبأيديكم وضع حد لهذه الخيانة والدمار، فاعملوا الآن للإطاحة بهؤلاء الخونة، وأعطوا النصرة لحزب التحرير، تحت إمرة العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة، فعندها فقط ستكونون تحت قيادة خليفة راشد، يستخدم قوتكم لإنهاء احتلال أفغانستان، وتخليص بلاد المسلمين من هيمنة الكفار. قال الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾.

التاريخ الهجري :3 من رمــضان المبارك 1435هـ
التاريخ الميلادي : الأربعاء, 02 تموز/يوليو 2014م

حزب التحرير
ولاية باكستان

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع