بسم الله الرحمن الرحيم
اقضوا على الديمقراطية والدكتاتورية واعملوا مع حزب التحرير لإقامة دولة الخلافة
في البلد الذي يغلي رغبة في الثورة (باكستان)، قال رئيس وزرائه في 29 من تموز/ يوليو 2014م: "لا يمكن إحداث ثورة إلا من خلال الديمقراطية". أما بالنسبة لأحزاب المعارضة، فقد أكدّت في مناسبة يوم الاستقلال الباكستاني، في 14 آب/ أغسطس، أنها تتنافس على الكرسي نفسه وعلى النظام نفسه مع المطالب نفسها. وبذلك فإن كلا الجانبين سيفشلان في تحقيق أي تغيير؛ لأن النظام بأكمله فاسد، والتغيير ليس مجرد عملية انتخابية.
إنّ النظام الحالي فاسد حتى النخاع؛ لأنه يقوم على قوانين تم سنّها وفقا لأهواء بعض المتنفّذين ورغباتهم، وليس وفقا لأوامر الله سبحانه وتعالى ونواهيه. كما أن النظام الحالي ما هو إلا استمرار للاحتلال البريطاني، الذي ألغى الحكم بالإسلام واستبدل به نظام الفاسدين، والقوانين الوضعية الموضوعة فقط لخدمة الرجال الذين يسنّونها. حيث يتم سن القوانين اليوم وفقا لأهواء ورغبات ديمقراطي ومعه برلمانه، أو من قبل دكتاتور ومعه حاشيته. وهذا النظام الفاسد يسمح للقوى الأجنبية وعملائها المحليين بسنّ قوانين في بلادنا لخدمة مصالحها، واستغلال الموارد الهائلة، ما يؤدي إلى مزيد من الفقر والإذلال وانعدام الأمن. فهذا النظام الفاسد هو الذي سمح لسفير الولايات المتحدة - قبل الانتخابات الأخيرة في عام 2013م - بالقول بأنه على ثقة مطلقة بأن الديمقراطية هي حصان أمريكا في باكستان!
إن المسيرات الطويلة، والثورات الملونة، والإصلاحات الانتخابية، والانتخابات الجديدة لن تكون إلا لإطالة عمر الفساد، طالما كان هدفها الحفاظ على هذا النظام الفاسد من الانهيار، النظام الذي يجب أن يُعمل على إزالته. إنّ الله سبحانه وتعالى قد حرّم الحكم بغير ما أنزل، حيث قال سبحانه وتعالى: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ﴾.
فلماذا لا يتأسى الطرفان في الحزب الحاكم والمعارضة بسنة نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم كمصدر للقوانين والتشريعات؟ فقد رفض رسول الله صلى الله عليه وسلم بشدة كل دعوات الكفار لدخول نظام من صنع الإنسان، ولسنّ قانون بناء على أهواء البشر ورغباتهم، فقد دعاه الكفار ليصبح عضوا في "البرلمان" في دار الندوة، بل وليترأسه أيضا، لكنه عليه الصلاة والسلام بالرغم من تلك الإغراءات قد رفض بشدة الحكم بنظامهم الكافر، فنظم الحكم التي لم ينزل الله سبحانه وتعالى بها من سلطان هي "الطاغوت"، مثل طاغوت الأنظمة الحديثة، مثل الديمقراطية والدكتاتورية. قال الله سبحانه وتعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ﴾.
فهل يتعظ الحزب الحاكم والمعارضة، ويقلع عن التنافس على كرسي الغدر والذل وعصيان الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم؟
أيها المسلمون في باكستان! إن الثورة والتغيير الحقيقي تحدث في هذه البلد فقط عندما يتم إلغاء هذا النظام من صنع الإنسان، واستبدال النظام الذي يحكم بأوامر الله سبحانه وتعالى ونواهيه، في ظل دولة الخلافة به. ففي دولة الخلافة، لا تسنّ القوانين وفقا لأهواء البشر ورغباتهم، بل تستنبط من القرآن والسنة، وبالتالي تحول دولة الخلافة دون استغلال الناس من قبل المستعمرين الأجانب وعملائهم المحليين. وأيضا فإن الرجال والنساء المُنتخبين في مجلس الأمة في ظل الخلافة لا يقومون بسنّ القوانين، بل يقدمون المشورة للحكام، ويقومون بمحاسبتهم للتأكد من أنهم يحكمون بالإسلام. وعلاوة على ذلك، فإن لقاضي المظالم تنحية أي حاكم، بما في ذلك الخليفة، إن حكم بغير الإسلام، فقد قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُبِينًا﴾.
أيها المسلمون في باكستان! إن طريقتنا الوحيدة للتحرير هي الحكم بالإسلام من دون أية تنازلات، فنحن شعب سعدنا في ظل الحكم بالإسلام، وشقينا في ظل القوانين الوضعية. فقد حكمت منطقتنا بنور الإسلام لأكثر من ألف سنة، منذ الخلافة الراشدة، وقد كانت هذه البلاد مثالا للبشرية، وعندما غزتها القوات البريطانية واحتلتها وألغت الحكم بالشريعة، غرقنا في الفقر والعنت، واجتاحتنا المجاعة والديون. ولقد سبق أن قاومنا النظام الوضعي بالجهاد في عام 1857م، من خلال حركة الخلافة أو الحركة من أجل إقامة دولة باسم الإسلام (باكستان)، وقد ضحينا في سبيل الله سبحانه وتعالى ولم نعدّ شهداءنا. لذلك فإن حبنا للإسلام يجب أن يعيد فينا روح التضحية للإطاحة بالنظام الوضعي إذا أردنا التحرر من الأنظمة الوضعية، من الديمقراطية والدكتاتورية، أسّ الداء والبلاء.
أيها المسلمون في باكستان! دعونا نعمل منذ الآن مع حزب التحرير من أجل إعادة الخلافة إلى باكستان. فحزب التحرير على استعداد تام لإعادة الإسلام كطريقة للحياة ودستور للدولة، فقد أعدّ حزب التحرير دستورا كاملا لدولة الخلافة من 191 مادة في مجلدين كبيرين، يحتوي على أدلة من القرآن والسنة. كما أن لحزب التحرير مكتبة من أنظمة الحكم في الإسلام، وتغطي مواضيع عديدة، منها نظام الإسلام، والشخصية الإسلامية، وأجهزة دولة الخلافة، والنظام الاقتصادي في الإسلام. كما أعدّ حزب التحرير جيوشا من السياسيين الأكفاء، رجالا ونساء، من الذين يسعون جاهدين ضد الطغاة، لا يخشون في الله لومة لائم. وللحزب أمير هو رجل دولة وعالم جليل، هو الشيخ عطاء بن خليل أبو الرشتة، الذي يتبنى قضايا الأمة من خلال الحزب الذي يعمل في جميع أنحاء العالم الإسلامي، من إندونيسيا إلى المغرب.
يجب علينا جميعا أن نطالب أبناءنا وإخواننا وآباءنا في القوات المسلحة بالتوقف عن حماية الخونة في القيادة العسكرية ومساندتهم، وعدم القبول باستخدام قوتهم لدعم النظام الوضعي الفاسد، فهو النظام الذي تحطمت على سندانه آمالنا وتطلعاتنا، ويجب أن نصرّ عليهم بأن يحذوا حذو الأنصار رضي الله عنهم، الذين أعطوا النصرة، الطريقة العملية الشرعية للحكم بالإسلام، وبهذا تعود الفرحة للأمة في ظل طاعة كاملة لله سبحانه وتعالى: ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
التاريخ الهجري :12 من شوال 1435هـ
التاريخ الميلادي : الجمعة, 08 آب/أغسطس 2014م
حزب التحرير
ولاية باكستان