السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

كفى ثم كفى! أنهوا الوجود الأمريكي في باكستان (رأس الأفعى) (مترجم)

اليوم، 16 من كانون الأول/ ديسمبر 2014م، قام مسلحون بمهاجمة مدرسة الجيش العامة، وتنقلوا بين الفصول الدراسية، ما أسفر عن مقتل العشرات، حتى تجاوز العدد أكثر من مائة، معظمهم من الأطفال! إنها لجريمة بشعة، فالله سبحانه وتعالى يقول: ﴿مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾. وقال سبحانه وتعالى ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾.


وبينما كان المسلمون يودعون موتاهم، في جو من الحزن والذهول، أعلن النظام في بيان صادر عن وزارة الدفاع بأن "الإرهابيين يريدون نشر الألم وزعزعة استقرار البلاد، ولكننا لن نسمح لهم بالنجاح في مخططاتهم الشريرة." ومع ذلك، فقد فشل النظام في وضع حد لهذه المخططات الشريرة، واستعادة الأمن والاستقرار، لأنه سمح بالوجود الأمريكي الواسع داخل البلد، وهو رأس الأفعى!


إن من هم على اطلاع في البلاد يعلمون جيدا أن المخابرات الأمريكية قد تسللت إلى بعض الحركات القبلية منذ عدة سنوات، وأنها تحرض الجاهلين منهم على تصويب بنادقهم نحو صدور إخوانهم المسلمين، وليس على رؤوس الصليبيين الذين يحتلون أفغانستان. إن الأعمال الوحشية، مثل قتل الأطفال، هي نتيجة مباشرة للسياسات الخارجية الأمريكية، وتحديدا سياسة الصراع الخفي والعمليات "السوداء" السرية. التي تنتهجها أمريكا، وتمارسها الاستخبارات والجيش الخاص التابع لها في جميع أنحاء العالم، لإيجاد حالة من انعدام الأمن و"الفوضى الخلاقة"، حتى يستخدم النظام وسادتُه بعد ذلك هذه الأفعال الوحشية من أجل استغلالها لتنفيذ مخطّطاتها.


وتستخدم هذه الأعمال الوحشية من قبل النظام وسادته كمبرر للصراع الداخلي في باكستان، ولتبرير العمليات العسكرية في المناطق القبلية، والتي يحتاج إليها الأمريكيون لمنع مقاومة احتلالها المتعثر لأفغانستان. وهذا هو السبب في أنه في الأول من كانون الأول/ ديسمبر 2009، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما "هناك من يقول بأن القتال ضد التطرف ليس معركتهم... ولكن مع قتل الأبرياء وانتشار القتل من كراتشي إلى إسلام أباد، فقد أصبح من الواضح أن أهل باكستان هم أكثر عرضة للخطر من قبل التطرف".


أيها المسلمون من المناطق القبلية!


أنتم الذين تقاتلون بإخلاص ضد الاحتلال الأمريكي في أفغانستان، نتوجه إليكم وننصحكم بالقول بأنه يجب عليكم استنكار هذه المذابح، وعدم السماح للمغرّر بهم من بينكم ممن يجهلون الإسلام بالتحدث نيابة عنكم، فهؤلاء يمهدون الطريق لتنفيذ خطة أمريكا بعصيانهم الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم. لذلك يجب عليكم منع مثل هذه المجازر التي تعود بالنفع على أمريكا، وتجعل المسلم يناصب أخاه العداء. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا؟ قَالَ: «تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ» رواه البخاري.


ويجب عليكم جميعا أن تعملوا بصدق وتطالبوا القوات المسلحة للجهاد معكم في قوة واحدة ضد الاحتلال الكافر، لطرد الأمريكي كما طردتم سويا الاحتلال السوفيتي الكافر من قبلهم. قال الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾.


أيها المسلمون في باكستان!


يدّعي النظام بأنه يحارب عملاء أمريكا من خلال العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش في المناطق القبلية، ومن جهة أخرى يسمح بالوجود الأمريكي الضخم على أرضنا، وبارتكاب العمليات الإجرامية، ولكنه عملياً لا يحارب عملاء أمريكا، بل إنه عندما ألقي القبض على بعض الخونة والجواسيس الأمريكيين، مثل ريموند ديفيس ويوجين جويل كوكس، تم إطلاق سراحهم فورا. وسبب هذا التناقض الصارخ هو أن النظام لا يهتم لدماء الناس ولا لدينهم ولا لأوامر الله سبحانه وتعالى. ومعاناتنا وخسائرنا الهائلة في الأرواح والممتلكات هي نتيجة مباشرة لتحالف النظام مع أعدائنا، وإلقائه المودة لهم، وإيجاده ملاذا آمنا لهم في بلدنا، والسماح بأن تكون يدهم العليا فوق رؤوسنا، بالرغم من أن الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنْ الْحَقِّ﴾. وقال سبحانه وتعالى: ﴿إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُواْ لَكُمْ أَعْدَآءً وَيَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ﴾.


أيها الضباط من القوات المسلحة الباكستانية!


طالما ظلت أمريكا على أرضنا، فلن نشهد نهاية لهذه الحرب المدمرة، وسنظل نخسر أكثر بكثير مما خسرناه بالفعل. إنكم أنتم الذين بأيديكم القدرة المادية لإبطال الباطل، وإحقاق الحق الذي أمر به الله سبحانه وتعالى، فاقطعوا رأس الأفعى، وطهّروا باكستان من جميع مظاهر الوجود الأمريكي، بإغلاق السفارات الأمريكية والقنصليات، فهي حصون وقلاع وليست بنايات دبلوماسية، واطردوا الأعداء الذين يجوبون البلاد طولا وعرضا وينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله ويسعون في الأرض الفساد، واطردوا الدبلوماسيين الأمريكيين وعلى رأسهم السفراء، وامنعوا أي نشاط للعملاء السريين والمخابرات التابعة للولايات المتحدة. واعلموا أن هذه الأمور ستتم فقط بإعطائكم النصرة لحزب التحرير ، لإعادة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة لهذه الأرض الطاهرة النقية (باكستان).


لذلك، يجب عليكم إعطاء النصرة لحزب التحرير وأميره الشيخ عطاء بن خليل أبو الرشتة، لعودة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، والتي سوف تقضي على الانقسام وتحقق الوحدة، وتوقف حرب الفتنة، وتجيش جيوش المسلمين الكبيرة والقادرة في الجهاد ضد العدو، فتقلب الهزيمة إلى نصر، بإذن الله سبحانه وتعالى. قال الله سبحانه وتعالى، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ، إِلاَّ تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا﴾.

التاريخ الهجري :24 من صـفر الخير 1436هـ
التاريخ الميلادي : الثلاثاء, 16 كانون الأول/ديسمبر 2014م

حزب التحرير
ولاية باكستان

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع