بسم الله الرحمن الرحيم
لنجعل نظام زارداري أخر الأنظمة الظالمة قبل عودة الخلافة (مترجم)
عن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم انه قال:
{ لَا يَلْبَثُ الْجَوْرُ بَعْدِي إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى يَطْلُعَ فَكُلَّمَا طَلَعَ مِنْ الْجَوْرِ شَيْءٌ ذَهَبَ مِنْ الْعَدْلِ مِثْلُهُ حَتَّى يُولَدَ فِي الْجَوْرِ مَنْ لَا يَعْرِفُ غَيْرَهُ ثُمَّ يَأْتِي اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِالْعَدْلِ فَكُلَّمَا جَاءَ مِنْ الْعَدْلِ شَيْءٌ ذَهَبَ مِنْ الْجَوْرِ مِثْلُهُ حَتَّى يُولَدَ فِي الْعَدْلِ مَنْ لَا يَعْرِفُ غَيْرَهُ} رواه احمد
إن المسلمين اليوم لا يعرفون سوى الظلم والقمع والاضطهاد وسلب الحقوق، وهم بلا شك يتوقون للعدل والأمن والرخاء. ولكن هيهات هيهات، فنظام زارداري كسابقه يبدد كنوز باكستان تاركا المسلمين في باكستان كالأيتام على موائد اللئام.
فعلى صعيد ثروات البلاد فإن حكومة زارداري ما فتئت تتبع سياسات المؤسسات المالية الاستعمارية الغربية مثل صندوق النقد الدولي، مما جعل المسلمين يعيشون في فقر مدقع. فبعد فرض صندوق النقد الدولي تعليماته على الحكومة الباكستانية بجمع أكثر من مليار روبية تبنت الحكومة مشروع فرض الضرائب على البترول، ولما ردته المحكمة العليا لجأ زارداري إلى فرض قانون آخر شبيه به سماه " تطوير البترول الضريبي" بمرسوم رئاسي. وحتى لو أبطل القانون من قبل المحكمة العليا فإن زارداري سيقدم قانوناً أخر لإرضاء صندوق النقد الدولي.
وبالنسبة لمأساة الكهرباء فقد ترك الناس يعيشون في ظلمة الليالي وفي حر الصيف الملتهب، وفي الوقت نفسه أغلقت المصانع أبوابها وانهارت بسبب عدم تسديد الحكومة لفواتير الكهرباء المستحقة عليها للشركات الخاصة المنتجة للكهرباء كما اعترف بذلك وزير الماء والطاقة "راجا برفيز اشرف". ومن جانب أخر فقد خفضت الحكومة قيمة العملة المحلية تماشيا مع تعليمات صندوق النقد الدولي حتى أصبحت الروبية بلا قيمة، مما أدى إلى ارتفاع حاد في أسعار الحاجات الأساسية كأسعار الطعام وغيره، بالرغم من أن العالم جميعه يواجه انكماشاً في الاقتصاد وتدنياً في الأسعار.
إن ممارسات حكومة زارداري ممارسات إجرامية وذلك لأن باكستان ليست فقيرة، بل على العكس من ذلك فقد رزق الله سبحانه وتعالى باكستان بوافر النعم إلى حد أن كثيراً من الدول العظمى حرمت منها، ومن الأمثلة على تلك النعم فان في باكستان رابع احتياطي فحم في العالم، وسابع منتج للنحاس في العالم، واحتياط الذهب المكتشف للان في منطقة بلوشستان يتعدى ال18 بليون دولار، وتنتج باكستان أكثر مما تنتج إفريقيا من القمح، وتصنف ضمن الدول العشر الأولى في العالم في الجانب الزراعي ومن ضمن الدول العشرين في قطاع الماشية، كل ذلك باستغلال أقل من ثلاثة أرباع أراضيها الزراعية البالغة 29 مليون هكتار. وكل ذلك في الوقت الذي لم تقدم حكومة زارداري أي مساعدة للناس، بل تراهم يجوبون العالم الغربي في رحلات استجمام من حساب الضرائب الباهظة التي تضرب على الناس وحاملين قبعة التسول لجمع الأموال لهم كي يبقوا في مناصب سلب الناس واختلاسهم.
إن الذي يفتقره المسلمون لتغيير أوضاعهم هو القيادة المخلصة التي تحكمهم بالإسلام. ففي ظل الحكم بالإسلام أي في ظل دولة الخلافة لا يجوز أن تخضع مصادر الطاقة لإدارة الشركات الخاصة بل هي ملكية عامة يمكّن الناس من الانتفاع بها دون مقابل أو بسعر التكلفة ، مما يمكن من تزويد الطاقة رخيصة الثمن للزراعة والصناعة والمواصلات، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم { ثلاث لا يمنعن، الماء والكلأ والنار} ابن ماجة. وزيادة على ذلك فانه بإقراض المحتاجين للقروض غير الربوية لمن أراد زراعة أرضه ، فان الخلافة حينها ستدفع بالإنتاج الزراعي قدما وتوفر الوظائف لملايين الناس.
هذا بالنسبة لثروات المسلمين أما الأمن فإنه بالرغم من أن الجيش الباكستاني يعد سابع جيش في العالم ويمكن حشد اكثر من 29 مليون جندي خلال ستة اشهر، وبالرغم من هذا فان امريكا تنتهك أمن باكستان من دون أن يرد عليها سوى بجعجعة فارغة. فأمريكا تضرب الأراضي الباكستانية بطائراتها، وعملاؤها من أجهزة الاستخبارات يجوبون البلاد طولا وعرضا يقومون بالعلميات التفجيرية خالقين الفوضى في المدن تماما كما فعلوا في أمريكا الوسطى والعراق. وزيادة على ذلك فإن أمريكا أصرت على أن يقوم الجنود الباكستانيون الشجعان بقتال إخوانهم المجاهدين بالوكالة عنها، بينما يختبيء جنودهم الجبناء من شدة الخوف، لدرجة لجوئهم للانتحار أو شرب المسكرات والمخدرات كي يفقدوا جميع أحاسيسهم!
أيها المسلمون في باكستان!
لقد زجت بكم حكومة زارداري في الفقر بالرغم من وافر نعم الله عليكم ، وزجت بكم في حالة من الفوضى وانعدام الأمن بالرغم من قوتكم الكافية وقدراتكم العسكرية، وستظل هذه الحكومة توقعكم في المآسي الى درجة تيئيسكم من القدرة على النهوض ثانية. ولكن يجب أن تعلموا أن عمر الباطل لن يطول، فرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بشرنا بذلك حيث قال { تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ثُمَّ سَكَتَ}.
لقد شهدت هذه الأمة دولة الخلافة على منهاج النبوة إبان حكم الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، وقد شهدت الأمة الحكم العضوض إبان حكم الأمويين ومن جاء بعدهم، بالرغم من أنهم حكموا بكتاب الله وسنة نبيه، إلا أنهم عضوا على الحكم فأثموا على ذلك. ومنذ سقوط الخلافة في 28 من رجب 1342 هجري ولغاية الآن والأمة تشهد الحكم الجبري، وهي فترة حكم الخونة من الحكام الذين حكموا بغير ما أنزل الله فمكنوا الكفر والكافرين من بلادنا. إلا أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد أنهى حديثة ببشارة للأمة وهي عودة الخلافة على منهاج النبوة مرة ثانية والتي سنشهد قيامها قريبا بإذن الله.
أيها المسلمون في باكستان!
اعلموا أن هذه الخلافة لن تهبط عليكم من السماء على أجنحة الملائكة، بل العمل والكفاح في سبيل عودتها واجب. تماما كما نسعى لتحصيل الرزق بالرغم من أن الرزق من عند الله سبحانه وتعالى. لذلك فانه يجب أن نعمل لنصرة وإعزاز هذا الدين واثقين بأن النصر من عند الله آت لا محالة. إنه فرض من الله سبحانه وتعالى سيحاسبنا عليه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. لقد فرض الله على المسلمين الحكم بما أنزل في شئون حياتهم، ولن يتحقق ذلك إلا باقامة دولة الخلافة حيث قال رب العزة {... فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ ... }المائدة48، كما فرض الله على المسلمين أن يكون في أعناقهم بيعة لخليفة حيث قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم {منْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً} رواه مسلم.
إنه لا يجوز لكم من عند خالقكم أن تقفوا متفرجين على ما يفعله بكم الطغاة الظالمون من جرائم ومصائب، كما لا يجوز لكم أن تنتظروا واضعين أكفكم فوق بعضها حتى تغير أمريكا حاكم طاغ بآخر غيره في محاولة منهم للتنفيس عن غضبكم لبعض الوقت. إن التغيير بأيديكم ويجب أن تقوموا به، فبلدكم بلد قوي ودينكم الدين الحق لذلك فإنكم باستطاعتكم أن تصبحوا دولة عظمى بل الدولة الأولى في العالم. وأن بين ظهرانيكم حزب مخلص للإسلام ولكم، ومبصر لطريقة الحكم الحقة، وهو لا يخشى في الله لومة لائم صدق فيه قول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم « لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ... ».لذا يجب ان تعملوا مع حزب التحرير وتناصروا دعوته وتطالبوا بالنصرة له من أهل القوة والمنعة لإقامة دولة الخلافة.
يا أهل القوة والمنعة! أيها المسلمون في القوات المسلحة!
لتكن ذكرى سقوط دولة الخلافة والعقود التي تتالت على الأمة من ظلم واضطهاد، دافعاً لكم لتغيروا التغيير الذي تستطيعون القيام به بين عشية وضحاها. وليكن زارداري آخر الطغاة الذي عانى أهلكم منهم، واعطوا حزب التحرير النصرة لإقامة دولة الخلافة، واعلموا أن الله سبحانه ناصر من ينصره.
{... وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }الحج40
التاريخ الهجري :24 من رجب 1430هـ
التاريخ الميلادي : الجمعة, 17 تموز/يوليو 2009م
حزب التحرير
ولاية باكستان