الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

لتحل علينا بركة رمضان بإقامة دولة الخلافة وليكن لنا جيش ينتصر لنا ويهزم الأعداء  

أيها المسلمون في باكستان!

 

الحمد لله الذي بلغنا شهر رمضان المبارك هذا العام، وبما أننا نحب أن نجتهد في هذا الشهر في التقرب إلى الله سبحانه وتعالى فحري بنا أن نتذكر سلفنا الصالح الذين اجتهدوا في هذا الشهر المبارك لتحقيق الانتصارات على أعداء الإسلام. فتحت ظل الحكم الإسلامي في الدولة الإسلامية، وتحت رماح جيشها حقق المسلمون الذين لا يخشون في الله لومة لائم انتصارات جمة ضد أعدائهم حتى في الأوقات التي تفوق فيه عدوهم عليهم بالعدد والعدة. فانتصر المسلمون على المشركين في بدر، وفتحوا مكة المكرمة، وحرروا المسجد الأقصى من الصليبيين، وهزموا الغزاة التتار. وقد تمكنت الجيوش الإسلامية بقادتها السياسيين والعسكريين من قهر عدوهم العنيد، كل ذلك بسبب إصرارهم على الحق وعدم خشيتهم إلا الله سبحانه وتعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ تَعَالَ صَلِّ لَنَا فَيَقُولُ لاَ إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ تَكْرِمَةَ اللَّهِ هَذِهِ الأُمَّةَ)).

 

أمعنوا النظر أيها المسلمون في واقعنا الحالي في ضوء هذا الحديث الشريف، فها هم الكفار اليهود يقتلون المسلمين في فلسطين، والمشركون الهندوس يقتلونهم في كشمير، والأمريكان الصليبيون يقتلونهم في أفغانستان والعراق. إنّ الكفار سيظلون يقاتلوننا وسيستمرون في قتلنا، إلا أنّهم سيُهزمون إن نحن تمسكنا بالإسلام كله، إذ يجب علينا أن لا نخاف من أعدائنا أو نهابهم، فالجبان مهزوم حتى لو كان معه جيش عرمرم ولديه أحدث الأسلحة.

 

إن إخوتنا في أفغانستان مثال حي، فحتى وهم بدون دولة إسلامية وجيش إسلامي تمكنوا بمقاومتهم الباسلة من بث الرعب في قلوب الأمريكان، وما زالوا ينالون من الأمريكان مبلغا عظيما رغم محاولة الأمريكان قهرهم على مدار السنين الثماني الماضية. ففي 19 تموز 2009 نشرت صحيفة لوس انجلوس تايمز تقريراً ورد فيه عن وزير الحرب الأمريكي روبرت جيتس قوله: "بعد تجربة حرب العراق فإنّه لا يوجد أحد قادر على خوض تجربة أخرى في أي مكان أخر... فالجنود منهكون، كما أنّ الشعب الأمريكي منهك أيضا" فالمشكلة عندهم جد خطيرة إلى درجة إقدام الجنود الأمريكان على الانتحار أو شرب المسكرات حتى يفقدوا وعيهم للهروب من الخوف. وزيادة على ذلك فإنه بسبب معرفة الخبراء الأمريكان بضعف جنودهم أكدوا على الحاجة إلى 600.000 جندي إضافي للانتصار على المسلمين، أي أنّهم بحاجة لأكثر من تسعة أضعاف العدد الذي لديهم الآن.

 

أيها المسلمون! إن كان بمقدور المسلمين الشجعان وبدون دولة إسلامية منع الكافر المستعمر من التمكن والاستقرار، وإن لم يحققوا الانتصار عليه، فماذا لو واجه المسلمون أعداءهم مع دولتهم الإسلامية وجيوشهم الإسلامية؟ ألن يتمكنوا حينها من تحقيق الانتصارات تلو الانتصارات كما كان عليه حالهم على مدار قرون عدة في الفترات السابقة التي وصفت بالذهبية.

 

أيها المسلمون في باكستان!

 

لقد أدرك أعداؤنا مصدر قوتنا، وهو الإسلام، أكثر مما يدركه كثير منا. وهذا سبب سعي أمريكا لنشر الخوف عن طريق استغلالها للبلدان الإسلامية وجيوشها القوية. فها هي تهدد تارة بالهجوم على باكستان، وتارة تهدد بالسيطرة على أسلحتها النووية، وتارة تهدد بتقسيم باكستان إلى قطع متعددة كما ورد في دراسة صدرت عن معهد ريغان  وعن مؤسسة كارتر وعن المعهد الأمريكي لدراسات جنوب آسيا.

 

لقد بث حكام باكستان العملاء في جميع مراحل حرب أمريكا على الإسلام الخوف بين الناس، ولاءً وتبعية لأمريكا، لإيهام المسلمين بأننا في خطر كبير. ففي عام 2001 وبينما كانت أمريكا لا تمتلك الإمكانات التي تؤهلها لغزو أفغانستان نشر مشرف الخوف بين صفوف الجيش وعامة الناس كي يتمكن من تزويد أمريكا بالمعلومات الاستخباراتية والقواعد العسكرية والمطارات تحت ذريعة "الحفاظ على باكستان"، حتى وصل به الحال إلى تنحية الضباط الذين عارضوه في مساعيه. والوضع الآن أسوء مما كان عليه الحال، حيث استخدمت أمريكا وجودها في أفغانستان لفتح الأبواب أمام الهند لنشر فسادها. واستخدم مشرف الخوف لفتح الأبواب أمام أجهزة استخبارات أمريكا، وفتح مكاتب لها في جميع أنحاء باكستان، واليوم أسوء من الأمس إذ إن أجهزة الاستخبارات تلك أصبح لها منظمات إرهابية أكثر أذىً من أية عصابة مارقة، حيث خلقت حالة فوضى في البلاد عن طريق القيام بالتفجيرات والاغتيالات كما يحلو لها في أكثر من مكان، من أمريكا اللاتينية إلى جنوب شرق آسيا. فقام زارداري وأتباعه بنشر الخوف كي يضحي جنودنا بأرواحهم في سبيل حرب أمريكا في منطقة القبائل، مما زاد الأمر سوءا.

 

وبدل أن نبقي على أنفسنا أسرى للخوف والرعب كما يطمع حكامنا العملاء وأعداؤنا، يجدر بنا أن نسأل: كيف تتمكن أمريكا من السيطرة على باكستان، بينما لم يستطع الصليبيون الجبناء من التمكن من أفغانستان خلال ثماني سنوات من الجهود المضنية وهي بلد ضعيف وقليل الموارد؟  وكيف لأمريكا أن تتمكن من الهجوم على باكستان وطرق إمداد أمريكا بالغذاء والعتاد يمر عبر باكستان؟ كيف؟ كيف؟ كيف؟ إنّ تهديد أمريكا لباكستان واه وعار عن الصحة. إذ يدعون بأنهم سيسحقون باكستان وكأنَّ أكبر جيش إسلامي كالذباب! والمفارقة أنّ أمريكا تصر على أنّ باكستان هي وحدها القادرة على مساعدة أمريكا في إخراجها من مستنقع أفغانستان! فالأصل أن تخاف أمريكا من قواتنا لا أن نخاف نحن من أمريكا.

أيها المسلمون في باكستان!

 

إن الطائفة الظاهرة التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم هي الطائفة التي تتكون من المسلمين الشجعان، والذين يشكلون رجال وبطانة الدولة الإسلامية وجيشها، وفي زماننا الحالي حيث لا دولة للمسلمين فإن الطائفة الظاهرة هم أولئك العاملون لإقامة دولة الخلافة التي ستكون منهم جيشاً ينتصر على الأعداء، (اللهم اجعلنا منهم). وهي الدولة التي سيتحقق على يدها بشارات رسول الله صلى الله عليه وسلم التي بشر بها، سواء أكانت بشارة قتالنا ليهود وقتلهم، أم فتح روما، أم استقبال عيسى عليه السلام قبل يوم القيامة كما ورد في الحديث الذي يقول بأن عيسى عليه السلام سيرجع وللمسلمين دولة وأمير! أي أن دولة الإسلام ستقوم بإذن الله وتستمر سنوات طوالا طوالاً، تحقق خلالها تلك البشارات، فيعز الإسلام والمسلمون، ويذل الكفر والكافرون، وتملأ سمع الدنيا وبصرها...

 

إننا في رمضان هذا بين خيارين: إما الاستسلام لما يفعله الحكام العملاء بنا، وما يترتب على ذلك من غضب الله علينا في الدنيا والآخرة. وإما أن نعمل بكل جهودنا للتخلص من هؤلاء الحكام الخونة بالعمل مع المخلصين الذين يعملون لإقامة دولة الخلافة، وما يتبع ذلك من الرجوع لسابق عهدنا المجيد كخير وأقوى أمة.

 

يا أهل القوة والمنعة! أيها المسلمون في القوات المسلحة!

 

لقد رُوي تراب بلاد المسلمين من دماء الشهداء الذين قاتلوا الكفار على مدى قرون، رافعين كلمة الله سبحانه وتعالى عالياً. ولو لم يفتح أجدادكم هذه البلاد ويعبّدوا الطريق أمام الملايين ممن دخلوا الإسلام لما كان أكثرنا اليوم مسلمين. إنّ هذا الشهر الذي هو شهر الانتصارات، نسألكم فيه: من منكم يحب أن يكون كصلاح الدين لينقذ المسلمين من صليبيي اليوم؟ ألم تُذلوا وتُهانوا على أيدي الأمريكان الذين يأمرونكم وينهوكم وهم يقصفون الأرض التي أقسمتم أن تحموها بأرواحكم؟ سارعوا لإعطاء النصرة لحزب التحرير  لإقامة دولة الخلافة واجعلوا من منطقة القبائل قبورا للأمريكان الصليبيين كما فعلتم بالانجليز والروس من قبل، فاجعلوا هذا اليوم نقطة تحول في تاريخ الأمة الإسلامية جميعها. واعلموا أن لا شيء يضيركم، والله سبحانه وتعالى مؤيدكم، ولن يتركم أعمالكم فالله سبحانه وتعالى يقول:

 

{فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ }محمد35

التاريخ الهجري :1 من رمــضان المبارك 1430هـ
التاريخ الميلادي : السبت, 22 آب/أغسطس 2009م

حزب التحرير
ولاية باكستان

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع