السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم


 الحاكم المسلم القوي هو الخليفة الراشد الذي يحكم بالإسلام ولو كره المشركون

 

 أيها المسلمون في باكستان!

 
لقد حذّرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: «لاَ يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ» رواه البخاري ومسلم. ومع ذلك، فإننا في باكستان قد لُدغنا مرات عديدة من قبل الحكام الذين حكموا البلاد، والذين لطالما ادّعوا بأنهم أقوياء وحكماء وأن ولاءهم هو للإسلام والمسلمين، ففي كل مرة تضيع جهودنا سدى في دعمهم، فهم دائمًا يبددون آمالنا في النهوض، ودائمًا يتأكد لنا أن هناك فراغًا في القيادة، وأننا محرومون من القادة المخلصين...

 
وتستمر مأساة تنصيب "رجل قوي" آخر علينا، فسواء أكان من السلطة القضائية أم من الوسط السياسي أم من القوات المسلحة فكلهم ممن يخيبون الآمال، والقائمة من هؤلاء طويلة، مثل أيوب خان، وذو الفقار علي بوتو، وضياء الحق، وبرويز مشرف، وافتخار تشودري، وأشفق كياني، ودائمًا يتم ترشيح وإضافة أسماء جديدة إلى القائمة المخيبة للآمال من مثل عمران خان، ورحيل شريف.

 
أيها المسلمون في باكستان!

 لقد لُدغنا مرارًا وتكرارًا لأننا كنا نأمل دائمًا الخير من حكام يدّعون القوة والولاء، بينما هم حكام يحكمون بغير ما أنزل الله سبحانه وتعالى. فالحق هو أنّ الحاكم المسلم الحكيم القوي هو الذي يطيع الله سبحانه وتعالى ويعمل من أجل الآخرة، والحاكم الضعيف العاجز هو الحاكم الذي يتبع رغباته وأهواءه، وهو يتمنى دخول الجنة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» رواه الترمذي وابن ماجه. إن الحاكم القوي الذي نحتاج إليه هو الذي يحكم بالإسلام ويطيع الله سبحانه وتعالى، مثل عمر الفاروق رضي الله عنه، وليس من العصاة والكفار مثل أبو جهل!

 
لقد أكّد جميع القادة الخائبين وبأفواههم أنهم دعاة للديمقراطية، وهو النظام الذي تسنّ القوانين فيه وفقًا لأهواء الإنسان ورغباته، وليس اتباعًا لأوامر ونواهي الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم . فكيف نتوقع الخير ممن يدعو للديمقراطية والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ﴾؟! وكيف لنا أن ننتظر الخير ممن يداوم على الاتصال مع أسياده من الأعداء، فيكشف لهم أسرارنا، ويأخذ منهم التوجيهات، ويدعم التدخل العسكري والاقتصادي الغربي في بلاد المسلمين، مثل أفغانستان واليمن والعراق وسوريا، والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾، كيف أيها المسلمون؟! وكيف لنا أن نتوقع الخير ممن يخصخص موارد طاقتنا التي جعلها الإسلام ملكية عامة، ويفرض الضرائب المرهقة على الفقراء وهي محرمة عليهم، ويأخذ القروض الأجنبية متذرعًا بالمصلحة، فضلًا عن اتخاذه أساليب أخرى كثيرة تفضي إلى تركيز الثروة في أيدي قلة من الناس، وتحرم أكثر الناس منها، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ: الْمَاءِ، وَالْكَلَإِ، وَالنَّارِ» رواه أحمد، ويقول أيضًا: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ صَاحِبُ مَكْسٍ»رواه أحمد، والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾، ويقول أيضًا سبحانه وتعالى: ﴿كَيْ لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ﴾؟ كيف أيها المسلمون؟! وكيف لنا أن ننتظر الخير ممن يدعونا إلى شر الديمقراطية بلسانه، ويقوم في الوقت نفسه بملاحقة الذين يدعون إلى إقامة الخلافة على منهاج النبوة، من شباب حزب التحرير، ويزجّ بهم في الزنازين، من دون محاكمة حتى، ومنهم الطبيب والمهندس ومريض القلب، ومنهم من تنزف أمعاؤه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث القدسي: «إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ» رواه البخاري، كيف يا معشر المسلمين؟ كيف؟!

 
أيها المسلمون في باكستان!

 اعلموا أن هناك أملًا كبيرًا لن يخيب في حاكم عادل، ولكن عليكم النظر في المكان المناسب، عليكم النظر للذين يعملون للآخرة من خلال الدعوة لتطبيق الإسلام. ولهذا فإن شباب حزب التحرير يدعونكم للعمل معهم لإعادة الخلافة على منهاج النبوة للأراضي الباكستانية الطاهرة النقية، كما يدعونكم لتعدّوا أنفسكم كمشاعل نور للشعوب والحكام، من خلال دراسة ثقافة حزب التحرير، التي تعطي صورة كاملة عن شكل الخلافة على منهاج النبوة القائمة قريبًا بإذن الله، ومن تلك الثقافة ما أعدّه الحزب من مسودة لمشروع دستور الدولة الإسلامية، وهو من (191) مادة، ويتضمن أدلة من القرآن والسنة التي استنبطت منها تلك المواد. كما ويدعوكم شباب حزب التحرير للوقوف معهم بكل قوة وجرأة أمام الظالمين، الذين يخونون الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، ويدعونكم لئلا تخشوا في الله لومة لائم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أَلَا لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ رَهْبَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بِحَقٍّ إِذَا رَآهُ أَوْ شَهِدَهُ فَإِنَّهُ لَا يُقَرِّبُ مِنْ أَجَلٍ وَلَا يُبَاعِدُ مِنْ رِزْقٍ» رواه أحمد.

 
أيها الضباط في القوات المسلحة الباكستانية!

 لقد وصلتكم كلمات أمير حزب التحرير، العالم الجليل الشيخ عطاء بن خليل أبو الرشتة، في "النداء قبل الأخير لأهل القوة والمنعة"، الذي طالبكم فيها بالنصرة لإقامة الخلافة على منهاج النبوة، وقد وصلتكم تلك الكلمات لدرجة أن الخونة هددوا كل من سمعها وقرأها منكم، ولدرجة أن أفلت الطغاة البلطجيةَ لمطاردة الذين ينصرون الإسلام ويدعون لإقامة الخلافة على منهاج النبوة. لقد وصلتكم تلك الكلمات، وقافلة دولة الخلافة على منهاج النبوة على وشك أن تصل، فهل تكونون من المنضمين لها أم من اللاحقين بها؟ ﴿لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾.

 

 

 

 

التاريخ الهجري :6 من ذي القعدة 1436هـ
التاريخ الميلادي : الجمعة, 21 آب/أغسطس 2015م

حزب التحرير
ولاية باكستان

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع