بسم الله الرحمن الرحيم
آن الأوان لكي تسحق قواتنا المسلحة القواعد العسكرية الأمريكية في باكستان
في 27/8/2009 تحدثت السفيرة الأمريكية في باكستان آن باترسون للصحافة عن التقارير العديدة التي كشفت النقاب عن نية أمريكا بناء قواعد عسكرية لها داخل باكستان، ومن ضمن هذه التقارير تقرير يتحدث عن استئجار أمريكا للعديد من البيوت في العاصمة إسلام أباد وعن شراء 18 هكتاراً من الأراضي بسعر بليون روبية لبناء سفارة ضخمة تتسع لطاقم يتعدى الرقم المسموح به لأية سفارة وهو 350 موظفاً، ومن ضمن الطاقم مئات من الجنود المسلحين الأمريكان. كما جاء في تلك التقارير حديث عن بناء شركة " Blackwater" العسكرية الأمريكية قاعدة لها في بيشاور، وهذه الشركة هي نفسها التي استخدمتها وزارة الخارجية الأمريكية في العراق فاقترفت أبشع الجرائم بحق المسلمين هناك إلى جانب الجيش الأمريكي، هذا بالإضافة إلى تقرير أخر تحدث عن إشراف أمريكا على بناء قاعدة للطائرات من دون طيار لتضم أيضاً طواقم عسكرية كافية لتقوم بشن هجماتها من داخل باكستان.
وكعادة الرسميين الأمريكان في مؤتمراتهم الصحفية بعنجهيتهم واستخفافهم بالمسلمين، فقد صبواً مزيداً من الزيت على نار غضب المسلمين بما يسمى "التطمينات"، حيث أكدت السفيرة للمسلمين بأنّ السفارة المكونة من مئات الغرف ستكون ضخمة جداً وسيستغرق إتمام بنائها سبع سنين، وبالتأكيد ستكون محمية من قبل قوات البحرية الأمريكية. إلا أنّها لم تتوقف عند هذا الحد بل ذهبت إلى حد القول بأنّ أمريكا ستوسع سفارتها في كراتشي وستبني قنصلية جديدة في بيشاور، والتي ستشكل قاعدة للتوسع العسكري الأمريكي في الإقليم الشمالي الغربي وإقليم السند كمركز دعمٍ للقاعدة العسكرية الجديدة في العاصمة. كما أكدت على أنّ التوسع الأمريكي هذا من أجل الإشراف على إنفاق بلايين الدولارات التي رُصدت للحفاظ على المصالح الأمريكية من خلال مؤسسات وهيئات أمريكية، مُنحت مواقعَ لها، سلفاً، من قبل حكومة زارداري.
أيها المسلمون في باكستان!
لا نكشف سراً إذا قلنا بأنّ السفارات الأمريكية في جميع أنحاء العالم تُستخدم كمراكز للتجسس ولإدارة عمليات سرية. فالسفارات الأمريكية تدير شبكة مكونة من منظمات تعمل على خلق المآسي والجراح للناس، تمتد من أمريكا الجنوبية حتى اندونيسيا. والدبلوماسيون العاملون في تلك السفارات متطفلون على الأمور الداخلية في البلدان التي تستضيفهم، وهو ما يعتبرونه جزءاً من مهامهم الوظيفية، فهم يأمرون وينهون بحسب ما تقتضيه المصلحة الأمريكية.
إنّ هذا التوسع العسكري الأمريكي يذكرنا بالامبرياليين البريطانيين حين نشروا جنودهم في المنطقة تحت ذريعة حماية الشركة الشرقية الهندية. وبشكل تدريجي توسعت تلك المهمة لتشمل بناء حصون ونشر ألاف الجنود في المنطقة، حتى تمَكَّن الكفار من حكم المسلمين مباشرة.
وبالنسبة للحكام الحاليين فقد سبقوا الحكام السابقين -مشرف- في الخيانة بأشواط وأشواط، فالسماح لأعدى أعداء المسلمين، وللجيش الذي اغتصب بنات المسلمين ودنس القران، ببناء قواعد عسكرية في جميع أنحاء باكستان لهو فصل جديد في الخيانة العظمى. فبدلاً من منع أمريكا من التغلغل في البلاد فإنّ زارداري وزبانيته يمدونها بما تحتاجه لبناء تلك القواعد في ظل تطمينات كاذبة للناس. إنّ قيام هؤلاء الحكام الديمقراطيون بهذه الأعمال يبرهن مرة أخرى على أنّ الديمقراطية ليست الحل لمشاكل باكستان، بل على العكس من ذلك فإنّ الديمقراطية نفسها هي أصل المشاكل، وفي الواقع فإنّه في ظل النظام الديمقراطي كما النظام الدكتاتوري فإنّ الكافر يستطيع سن القوانين وفرض السياسات اللازمة لحماية مصالحه.
أيها المسلمون في باكستان!
سواء أكان الحاكم دكتاتوراً مثل مشرف أم ديمقراطياً مثل زارداري فإنّ كليهما وجهان لعملة واحدة، همهم الوحيد هو التفريط بأمنكم وأمانكم الحالي والمستقبلي لصالح الأمريكان كي يبقوهم في عروشهم. فإن لم تضعوا حداً حاسماً ونهائياً لهؤلاء الحكام فإنّ الجبناء الأمريكان الذين يكابدون من أجل حماية احتلالهم لأفغانستان سيتوسعون في احتلالهم ليشملوا باكستان من دون إطلاق رصاصة واحدة، محققين بذلك الهيمنة الكلية على باكستان، ما يمكنهم من تحقيق أذى أكبر. وهو ما لا يستطيعون تحقيقه بدون الحكام العملاء.
لقد حذر الله سبحانه وتعالى المسلمين حيث قال {إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ }الممتحنة.
إنّها مسئوليتكم التي تفرض عليكم طرح الذل عن كاهلكم، والتحرك بكل ما أوتيتم من قوة لمنع بناء قواعد عسكرية أمريكية في باكستان، ومسئوليتكم تفرض عليكم الإطاحة بهؤلاء الحكام الذين أصبح الظلم طريقة عيش لهم، والخيانة ديدنهم. فإنّ لم توفوا بمسئوليتكم فإنّ الله معذبكم حيث قال {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ }هود113.
فانتزعوا السلطان من الحكام، فهو حق لكم، واعملوا مع حزب التحرير للإطاحة بهؤلاء الحكام الرويبضات، أدوات الاستعمار، وأقيموا دولة الخلافة على أنقاضهم، وبايعوا الخليفة العادل الذي سيزيل جميع أشكال الاستعمار من بلاد المسلمين، والذي سيوظف جميع مقدرات الأمة في تحقيق سيادتها ورفعتها.
يا أهل القوة! أيها المسلمون في القوات المسلحة!
لقد مرت ثماني سنوات منذ بدأت أمريكا مطالبتنا بمساعدتها في مساعيها الشيطانية. لقد طالبت باستخدام قواعدنا وممراتنا الجوية وبدعمنا اللوجستي لغزو المنطقة. ثم تمادت فتدخلت في مؤسسات باكستان الاستخباراتية، ومن ثم طالبت بقعودكم صامتين على هجمات طائراتها من دون طيار التي تنفذها هنا وهناك، ومن ثم طالبتكم بسفك دمائكم المسلمة الزكية في سبيلها، حيث طالبتكم بالانتشار في سوات، والآن تطالبكم بالانتشار في وزيراستان حيث مصدر أوجاعها الحقيقي في أفغانستان على مدار هذا السنين الثماني.
وبعد هذه السنين، وبعد كل هذه الطلبات فإنّها تعمل على توسيع رقعة بنيتها التحتية كي تصبح في موقع أفضل من حيث مراقبتكم والسيطرة عليكم والتحكم بكم، تأمركم وتنهاكم!
ألا يكفي كل هذا لتتحركوا وتردوا على الأمريكان بما يستحقون؟ أوليس هذا هو الوقت الأنسب لإعطائكم النصرة لحزب التحرير لإقامة دولة الخلافة؟ ألا يجب على أكبر سابع جيش في العالم وجنوده المفعمين بالإيمان أن يتحرك لتغيير أحوال الأمة من حياة الذل والمهانة إلى حياة العز والنصر؟ يقول تعالى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ }التوبة14
التاريخ الهجري :20 من رمــضان المبارك 1430هـ
التاريخ الميلادي : الأربعاء, 09 أيلول/سبتمبر 2009م
حزب التحرير
ولاية باكستان