الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

إن لم يكن وقت الخلافة الآن، فمتى إذاً؟!  

     لقد عظمت مأساة ومصيبة المسلمين في باكستان بسبب العمليات التفجيرية والاغتيالات وانعدام الأمن واتساع رقعة تلك العمليات لتمتد من منطقة القبائل إلى إقليم البنجاب وإقليم السند. ففي الثامن والعشرين من كانون الأول 2009 تعرضت كراتشي عاصمة إقليم السند وعاصمة باكستان الاقتصادية لهجوم تفجيري استهدف موكب العاشر من محرم، مخلفا أكثر من أربعين قتيلاً مسلماً ومئات الجرحى. وهكذا قام المجرمون المدربون على القتل بضربتهم دون أن تواجههم الحكومة بقواتها أو تحرك ساكناً. تفجير تسبب بإذابة الحديد وخلع أبواب المحال المقفلة، فانتشرت نيران وقود الفسفور المستخدم والمعد بتقنية عالية، واستمر تأثيره لأكثر من يومين متتاليين في الأسواق. وقد دمر التفجير ممتلكات للناس بلغت أكثر من أربعين بليون روبية، وشُلت الحياة في المدينة التي يسكنها أكثر من عشرين مليون نسمة. كل هذا حصل من جراء كبسة زر ضمن سلسلة عمليات القتل التي عصفت بباكستان لعدة شهور، مخلفة العديد من القتلى ومدمرة لممتلكات الناس.

     إنّ هذه الحملة الشرسة على باكستان وراءها أمريكا ونظام زارداري، فنظام زارداري هو الذي سمح لشركات القتل من مثل شركة Xe للخدمات والتي كانت تُعرف بشركة بلاك وتر من الدخول لباكستان، فتلك الشركة هي التي كانت وراء عمليات القتل في العراق. إنّ نظام زارداري هو الذي سمح للمؤسسات الأمنية الأمريكية وشركات القتل التابعة لها من تنفيذ خططها والتجوال في شوارع البلاد، ومستخدمين بعض العناصر ممن تمكنت أمريكا من دسهم في حركة طالبان، متى احتاجوا لهم  دون أي عقبات تواجههم. وقد حدثت عدة حوادث تدلل على ذلك، حيث تم ضبط وتوقيف أمريكان من قبل رجال الأمن وهم مدججون بالسلاح في البنجاب، وكل مرة يتم إخلاء سبيلهم من نظام زارداري بعد تدخل السفارة الأمريكية. وبدعم مطلق من قبل نظام زارداري وصل الحال بالمغرورين الأمريكان الذين تم توقيفهم في الشوارع، وصل للتهديد بإطلاق النار على رجال الأمن إن هم حاولوا تفتيشهم. وبالنسبة للمواد التي يحتاجها القتلة، فقد سمح نظام زارداري بإدخال عشر حاويات مقفلة  دون تفتيشها أو إخضاعها لدائرة الجمارك، وتم تسليمها لطاقم القنصلية الأمريكية في لاهور في العشرين من كانون الأول 2009 .

     أمريكا تطلق العنان لهؤلاء المجرمين لإجبار المسلمين على التسليم بوجودها في باكستان وتقبُل حربها على المسلمين. فقد قال باراك اوباما في الأول من كانون الأول 2009 " لقد كان هناك في الماضي من يجادل في باكستان بأنّ الحرب على التطرف ليست حربهم ولكن في السنين القليلة الماضية حيث امتد قتل الأبرياء من كراتشي إلى إسلام أباد فقد تغير الرأي العام." وقد قال وزير الحرب الأمريكي روبرت غيتس على محطة صوت أمريكا في الثامن من كانون الأول 2009 " كلما تلقوا مزيداً من العمليات التفجيرية من مثل عملية التفجير التي حصلت في المسجد براولبندي، كلما طلبوا منا مزيداً من المساعدة."

     لكي يخدم نظام زارداري أسياده الأمريكان أكثر فأكثر، فإنّ النظام يعمل على التحقق من عدم تحدي المسلمين لمشاريع أمريكا، وتسعى لتحقيق ذلك من خلال تحويل حياة المسلمين إلى جحيم بشتى الوسائل والسبل الشريرة، من مثل أزمة السكر رغم أنّ باكستان من الدول الزراعية الأولى في العالم ، وأزمة الغاز في البلد الذي يحتل مكانة عالية في احتياط الغاز في العالم، وانقطاع للتيار الكهربائي في فصل الشتاء حيث يقل مصروف المستهلكين من الكهرباء، وفي البلد الذي يمتلك مختلف المصادر الطبيعية لإنتاج الكهرباء...، ثم ما كان من مسرحية رفع الحصانة عن المتورطين بقضايا فساد، تلك المسرحية التي حاكتها أمريكا من خلال الحكومة والمعارضة، هذا في الوقت الذي فيه كبار القوم المفسدين لم يمسسهم سوء!.

     وبينما يوفر نظام زارداري الغطاء لأمريكا في حملتها العدائية على شعبه، فإنّ أمريكا تحصن نفسها وتوسع من رقعة حربها، بل وتمهد الطريق لمرحلة أكثر خطورة ومأساوية. فالقوات الأمريكية موجودة الآن في منطقة تاربيلا وسيهالا وهي في مكان غير بعيد عن مجال ضرب المنشآت النووية في منطقة كويتا، كما أنّ أمريكا تبني لها قاعدة عسكرية على مساحة 56 هكتاراً تحت ذريعة توسيع السفارة في إسلام أباد. هذا إلى جانب العمل القائم لبناء قاعدة للطيران في منطقة جاكابوباد بكلفة تزيد عن 30 بليون روبية، وهي مصممة طبقا لمواصفات قواعد الطيران الأمريكية، وتحتوي على تسوية أرضية لتخزين الصواريخ، وسيتم الانتهاء من بنائها في تموز 2010. وقد قتلت الطلعات الأمريكية السبعين من قبل الطائرات الموجهة من دون طيار أكثر من 660 مسلماً من الرجال والنساء وكبار السن والأطفال في المناطق الباكستانية. إضافة إلى الهجمات الأمريكية التي تقوم بها المروحيات الأمريكية حاملة الجند والتي تدخل الحدود الباكستانية من الجانب الأفغاني في جنح الظلام والمستمرة منذ عام 2003 منذ عهد مشرف. وبالرغم من مئات الألوف من المسلمين الذين شُردوا من منطقة وزيرستان في البرد القارس، إلا أنّ القوات الأمريكية والرسميين في الحكومة يستمرون في الصراخ ليل نهار على القوات المسلحة الباكستانية لتوسيع رقعة الحرب الأمريكية لتشمل شمال إقليم وزيرستان ومنطقة اوركازي وما وراءهما.

     إنّ أمريكا المضطرة للوجود في باكستان تحصن نفسها لخوفها من  تحرك وعمل المسلمين على نزع التحكم من بين يديها وطردها من البلاد وإنجاز التغيير الحقيقي، من خلال قلع النظام الحالي من جذوره، وإقامة نظام الإسلام مكانه. ففي الرابع والعشرين من تشرين الثاني 2009 صرح الميجر جنرال جون م. كستر، قائد مركز مخابرات الجيش في فورت هواتشوكا في أريزونا صرح لصحيفة واشنطن تايمز قائلا " إنّ القادة العسكريين القدماء يحبوننا، فهم يفهمون الثقافة الأمريكية، ويعلمون بأنّنا لسنا الأعداء، ولكنهم خارج القوات المسلحة مجددا." وقد ورد تصريح أخر على صفحات واشنطن بوست في آذار 2009 لديفيد كيلكولن، مستشار قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال ديفيد بتريوس في حرب أميركا قال: "في باكستان 173 مليون نسمة، و100 رأس نووي، وجيش أكبر من الجيش الأمريكي... وقد وصلنا إلى مرحلة حيث يمكن رؤية انهيار النظام الباكستاني خلال ستة شهور... إنّ إطاحة المتشددين بالنظام سيدمر كل الذي نراه في الحرب على الإرهاب اليوم." وفي الثاني من كانون الأول 2009 ومن على شاشة محطة جيو الباكستانية أعربت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عن قلقها من العمل للخلافة في باكستان.

     أيها المسلمون في باكستان:

     قبل عشرة أعوام عندما أطاح الدكتاتور مشرف بحكومة نواز شريف الديمقراطية، شعر الناس بالراحة وأعطوا مشرف فرصة لإثبات نفسه، بالرغم من أنّ حزب التحريرحذر الجميع من البداية بأنّ مشرف سيقوم بأعمال ضد مصلحتكم لأنّه لا يحكم بالإسلام ويقف مع الكافر المستعمر. وبعد أن استقال الدكتاتور مشرف واعتلى زارداري عرشه الديمقراطي، حذركم حزب التحرير مجدداً، وحذر من أنّ مآسيكم لن تنتهي بقدوم زارداري، بل ستزيد، لأنّ النظام المستورد من الكافر المستعمر ما زال قائماً. والآن وبينما أنتم تسبحون في مستنقع الأزمات والمآسي وتكرهون زارداري بالقدر نفسه الذي كرهتم فيه مشرف ونواز شريف من قبلهما، فهل ستظلون تلدغون من الجحر نفسه مرات ومرات؟

     اعلموا أيها المسلمون بأنّ أمريكا تسمح بتغيير الوجوه من فترة لأخرى، ما دام النظام الكافر الحالي قائماً ويحفظ مصالحها في باكستان. ولكن الأزمات ستظل مستمرة في البلاد لن يتغير سوى الوجوه كلما احتاجت أمريكا لاحتواء غضبكم. فكما تعلمون أنّه عندما أصبح حال مشرف لا يُطاق وانتهت مدة صلاحيته قررت أمريكا حينها تغيير وجه النظام وجاءت بزارداري وبجيلاني. فسواء أكان هناك وثيقة مصالحة وطنية أم لم يكن، وسواء أكانت هناك المادة السابعة عشرة أم لم تكن، بناقص واحد أو بناقص اثنين، وسواء أكان دستور عام 1973 هو الذي يُحكم به أم كان يُحكم بقانون الطوارئ، ديمقراطية أم دكتاتورية، برئيس قضاة أم بدونه، كل هذه المسرحيات ليست إلا لإطالة عمر النظام الباكستاني الفاسد القائم، والذي لا يستحق إلا الإطاحة به واستبدال الإسلام به.

     أيها المسلمون في باكستان:

     رب سائل يسأل: كيف يعرف حزب التحرير كل ذلك سلفاً، وقبل حدوثها بأعوام؟ فنقول ببساطة إنّ المسلم لا يعلم الغيب ولكنّه يصغي لتحذير ونصح الله سبحانه وتعالى البصير العليم، الذي يعلم الجهر وما يخفى، لذلك فإنّ المسلم لا يتوقع إلا الشقاء والبؤس من النظام الذي لا يبنى على أساس الإسلام، فالله سبحانه وتعالى يقول {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى }طه124 والمسلم لا يتوقع إلا الظلم من النظام الذي يحكم بغير ما أنزل الله، فالله سبحانه وتعالى يقول {... وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }المائدة45

     أيها المسلمون في باكستان:

     ألا يكفيكم ما عشتموه من دون بركة الحكم بالإسلام؟ أم أنّكم ستظلون صامتين بينما يُحاك لكم ولأبنائكم وأبناء أبنائكم مزيد من المؤامرات على أيدي المستعمرين وعملائهم؟ ألم يأن لكم أن تتحركوا وتغيروا الواقع من خلال الإطاحة بهؤلاء الحكام العملاء وإقامة حكم الإسلام، حكم الخلافة مكانهم؟ إنّه وبعد ساعات من إقامة الخلافة في باكستان، فإنّ الخلافة ستبدأ بتسخير مقدرات البلاد مستخدمة الرجال الشجعان والمبدعين لتحول دولة الخلافة إلى دولة عالمية عظمى. وسيكون ذلك لأن الخلافة ستحكم بما أنزل الله سبحانه وتعالى مالك الملوك وملك كل شيء وبفعل إخلاص القائمين على الدولة. لذلك فإنّ الخلافة ستزيل كل أثر لأعداء المسلمين من بلاد المسلمين، وستضمن سد الحاجات الأساسية لجميع مواطني الدولة بصرف النظر عن معتقداتهم ولغاتهم ومذاهبهم، وستستخدم جميع مقدرات هذه الأمة كي تصبح في مرتبة الريادة للبشرية التي تستحقها، تماماً كما كان عليه حالها لقرون عديدة وهي تحكم بالدين القيم، الإسلام، فالله سبحانه وتعالى يقول {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ }الملك14

التاريخ الهجري :19 من محرم 1431هـ
التاريخ الميلادي : الثلاثاء, 05 كانون الثاني/يناير 2010م

حزب التحرير
ولاية باكستان

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع