بسم الله الرحمن الرحيم
تحالف نظام باجوا/ عمران مع أمريكا يرهن مصالح باكستان
لصالح ترامب والدولة الهندوسية
في الوقت الذي كثّف فيه فرعون العصر، الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حملته لإعادة انتخابه، قامت القيادة العسكرية والسياسية الباكستانية "بواجب" زيارة الولايات المتحدة تكريماً لتحالفها مع الولايات المتحدة، مع التأكيد على تكريمها لترامب. وهذا يعكس التزاماً كبيرا تجاه الدولة الأولى في عداوة الإسلام والمسلمين، وكان برفقة رئيس الوزراء الباكستاني المدير العام للاستخبارات المشتركة (ISI) ورئيس أركان الجيش، بالإضافة إلى المستشار المالي. وبعيداً عن التفكير في مصلحة باكستان، فإن ولاء نظام باجوا/ عمران لترامب يعرضنا لدمار الخطط الأمريكية ضد اقتصادنا وأصولنا النووية وكشمير المحتلة وأفغانستان.
وفي الوقت الذي يواجه فيه ترامب هزيمة مذلّة من قِبل المسلمين الأشداء، وهم من هزموا في السابق قوى عظمى، الإمبراطورية البريطانية وروسيا السوفييتية، فإن قادة نظام باجوا/ عمران يتصرفون "كمرتزقة مأجورين" لأمريكا من أجل تسوية سياسية للجيش الأمريكي المنهك في أفغانستان. وفي 22 تموز/يوليو 2019، حاز عمران خان على تقدير ترامب، حيث أكد له "سنكون قادرين على حث طالبان على المباحثات مع الحكومة الأفغانية والتوصل إلى حل سياسي". وفي 23 من تموز/يوليو 2019، التقى الجنرال قمر باجوا القيادة العسكرية الأمريكية في البنتاغون لإطلاعها بشكل كامل على جهوده لإحباط معنويات المقاومة المسلحة الأفغانية، لإكراههم على إجراء محادثات مع الحكومة الأفغانية. وبالتالي، يسعى نظام باجوا/ عمران لضمان فوز الولايات المتحدة على طاولة المفاوضات، بعد فشلها في الانتصار في ساحة المعركة منذ عقدين تقريباً، وتصبح القوات الصليبية على مسافة قريبة من أصولنا النووية، ومن أجل تقديم الدعم لقوات الدولة الهندوسية. كما أن نظام باجوا/ عمران يتحالف مع دولة عدوانية، وهي التي تحتل بلادنا، وتدعم بالكامل كيان يهود والدولة الهندوسية، على الرغم من قول الله سبحانه وتعالى ﴿إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ﴾.
وبالنسبة للخطة الأمريكية للتطبيع مع الهند، ففي 22 من تموز/يوليو 2019، أكد عمران خان على ثقته الكاملة في ترامب للوساطة بين الهند وباكستان، حيث قال "هناك أكثر من مليار وربع المليار شخص في شبه القارة الهندية، وهم محتجزون كرهائن بسبب قضية كشمير، وأشعر أن الدولة الأقوى وحدها والتي يرأسها الرئيس ترامب، هي التي يمكنها الجمع بين البلدين". وهكذا يمنح نظام باجوا/ عمران ترامب موقعاً قيادياً حتى يتمكن من تقديم تنازلات جوهرية فيما يتعلق بالقدرات العسكرية والنووية والاقتصادية والمواقف السياسية، تحت شعار تدابير بناء الثقة، وتبدد التضحيات الضخمة التي قدمها المسلمون في كشمير المحتلة على مدار العقود السبعة الماضية، في سبيل تحرير أنفسهم والتوحد مع باكستان، كما ويمنح النظام أمريكا سلطة التحكم في شؤوننا، على الرغم من قول الله سبحانه وتعالى ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً﴾.
أما بالنسبة لخطة الولايات المتحدة للاقتصاد الباكستاني، فإنه في الوقت الذي تعرض فيه الوعود بالمساعدة الاقتصادية الأجنبية والتجارة الدولية أمام أنوفنا، فإن نظام باجوا/ عمران يطلق العنان للأضرار الاقتصادية ضدنا من خلال التعاون مع الأداة الاستعمارية الأمريكية، صندوق النقد الدولي. ونظراً لأن سياسات النظام أدت إلى شل قطاع الزراعة والصناعة، فإنه يبني حالياً رأياً عاماً لفتح حدودنا الاقتصادية أمام الهند، حتى تغرق بسلعها أسواقنا التي تعاني من هيمنة الشركات الغربية متعددة الجنسيات. أما بالنسبة للمساعدات الاقتصادية من الولايات المتحدة نفسها، فهي نمط ثابت من الاستعمار يضمن الاعتماد القاتل على أمريكا في جميع أنحاء العالم، من أمريكا اللاتينية إلى جنوب شرق آسيا. وهكذا فإن النظام يحاول رشوتنا للموافقة على تحالفه مع الكفار، من خلال وعود زائفة من أنهار من اللبن والعسل، على الرغم من أن الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾.
أيها المسلمون في الباكستان وقواتهم المسلحة على وجه الخصوص!
منذ سقوط درعنا الحامي (الخلافة)، وبعيداً عن كونها كانت مصدر قوتنا، فإن التحالف مع الدول الاستعمارية لم يجلب لنا سوى الإذلال في السياسة الخارجية والبؤس الاقتصادي في جميع أنحاء العالم الإسلامي. وليس من الحكمة السير بالخطوات نفسها متوقعين نتيجة مختلفة! ولا يزال صدى كلمات الخائن مشرف في أذهاننا عندما وعد، في 19 أيلول/سبتمبر 2001، بأن التحالف مع الولايات المتحدة سيضمن سيادتنا واقتصادنا وأصولنا الاستراتيجية وقضية كشمير، وهو ما لم يحدث. ومع ذلك، فإن نظام باجوا/ عمران يعمل الآن على تعزيز التحالف نفسه الذي كبد بلادنا خسائر فادحة وأوجد الفوضى في جميع أنحاء باكستان، على الرغم من أن معصية الله لن تمنحنا الرخاء ولا الأمن. فالله سبحانه وتعالى يقول: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُون﴾.
إن القيادة الحكيمة هي التي تلتزم بالوحي في التشريع، فهو المصدر المضمون الوحيد لقوتنا، فهي ديننا العظيم كما تطبقه الخلافة على منهاج النبوة القائمة قريبا بإذن الله. ولهذا يدعوكم حزب التحرير للعمل معه من أجل استئناف الحياة الإسلامية كطريقة للحياة. كما ويدعو الحزب ضباط قواتنا المسلحة إلى إعطائه النصرة حتى يتمكن من الحكم عملياً بما أنزل الله سبحانه وتعالى. كما إن الخلافة على منهاج النبوة هي وحدها التي ستوظف كل مواردنا الكبيرة في خدمة الإسلام والمسلمين. وستعمل على توحيد جميع بلاد المسلمين في الدولة الأكثر قوة في العالم. قال الله سبحانه وتعالى: ﴿الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً﴾.
التاريخ الهجري :21 من ذي القعدة 1440هـ
التاريخ الميلادي : الأربعاء, 24 تموز/يوليو 2019م
حزب التحرير
ولاية باكستان