بسم الله الرحمن الرحيم
عباس يتمادى في خيانته ويسعى لجعل الخيانة قراراً "شعبياً وعربياً وإسلامياً"
المغضوب عليهم، اليهود أشد الناس عداوة للذين آمنوا يشنون حملة مسعورة ضد أهل فلسطين؛ عدواناً على أسرانا في السجون، وعدوانا على المسجد الأقصى وأهالي بيت المقدس، يهدمون المنازل، ويقتحمون البيوت ويدمرون الممتلكات، ويعتقلون المئات وينكلون بهم وبأهليهم، وقد أطلقوا الرصاص فجرحوا العشرات وقتلوا الأبرياء نحتسبهم عند الله من الشهداء منهم طفل في الثالثة عشرة من عمره، وفي ظل هذا العدوان ومن جوار أقدس بقعة على الأرض من جوار الكعبة المشرفة يلقي رئيس السلطة عباس خطابه في الدورة الحادية والأربعين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في مدينة جدة، الأربعاء، 2014/6/18، يلقي خطاباً يقطر خيانة وخزياً وعاراً، يؤكد فيه أن حكومته "حكومة الوفاق" تسير على نهجه ونهج منظمته الخياني حيث قال: "الحكومة ملتزمة ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية، وينص البرنامج على أن الحكومة تعترف بإسرائيل ونحن معترفون بإسرائيل، والحكومة تنبذ الإرهاب ونحن ننبذ الإرهاب، الحكومة تعترف بالشرعية الدولية ونحن نعترف بالشرعية الدولية، ...، وهناك نقطة غير شعبية وغير محبوبة أن الحكومة تؤمن بالتنسيق الأمني مع إسرائيل، ...، التنسيق الامني ليس عارا".
وأكد على مسمع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، الذين يدّعون تمثيل المسلمين في العالم الإسلامي، استعداد الحكام للخيانة والتطبيع بقوله "الكل مستعد أن يعترف بإسرائيل وأن يطبع علاقته مع إسرائيل، شريطة أن تخرج من الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة" (الأراضي المحتلة عام 1967).
أما عن مواجهته لسياسات كيان يهود فعبر عنها بقوله "سنواجهها في المحافل الدولية وفي كل مكان دبلوماسياً وسياسياً، لن نستعمل السلاح، لا نريد استخدام السلاح، وإنما نريد أن نواجه بالكلمة ومن على المنابر الدولية".
وقال عباس في لقاء له مع أكثر من 150 صحفياً وناشطاً فيما يسمى بحركة «السلام الآن» "الإسرائيلية" خلال اجتماع عقده معهم في مقره في رام الله في 2014/5/28، "إن التنسيق الأمني مع إسرائيل مقدس وسوف يستمر سواء اتفقنا أو اختلفنا". وإذا كان التنسيق الأمني مقدساً فهذا يعني أن الذي يتعاون مع اليهود لحفظ أمنهم يؤدي فريضة بلغت محل القداسة!!
من الواضح أنّ رئيس السلطة ومنظمة التحرير "عباس" بات يجاهر في كل محفل ومن على كل منبر بخيانته لفلسطين وأهلها، مظهراً حرصه على أمن يهود ومطمئناً لهم، داعياً العالم الإسلامي للاعتراف بكيانهم والتطبيع الكامل معهم، لتثبيت كيانهم على الأرض المباركة.
أيها الأهل في الأرض المباركة:
يأبى الله ورسوله والمؤمنون، أن يخاطب بخطاب العزة إلا الأعزة، لقد كان حرياً بعباس أن يقف في المؤتمر مخاطباً المسلمين، مخاطباً الجيش المصري والباكستاني والتركي وجيوش المسلمين بعامة، مستنهضاً عزائمهم لتحرير الأرض المباركة فلسطين من رجس يهود، ولكن أبت الخيانة أن تفارق أهلها فخاطب الحضور بقوله "لن نستعمل السلاح، لا نريد استخدام السلاح"، "الحكومة تعترف بإسرائيل ونحن معترفون بإسرائيل"، "الكل مستعد أن يعترف بإسرائيل وأن يطبع علاقته مع إسرائيل".
وأما أشباه الرجال وزراء الخارجية الذين سمعوا خطابه ولم ينكروا عليه فهؤلاء ينتظرهم يوم أغبر تسود فيه وجوههم، فهم قد ضيعوا شعوبهم وتآمروا عليها وهم لفلسطين أشد تضييعا.
أيها المخلصون في الحركات والتنظيمات، ونخص بالذكر حركتي فتح وحماس، لقد سمعتم وشاهدتم، تنكر عباس لتضحيات إخوانكم ورفقائكم، بل ومهاجمتهم واعتبار عملهم في مقاومة الاحتلال فوضى وتدميراً لن يسمح بعودتهما، ورأيتم حرصه على السير مع الاحتلال يداً بيد نحو ضرب كل ما يهدد أمن يهود أو يزعزع استقرارهم، أما آن لكم بعد هذا أن تقفوا مواقف الصدق التي يرضاها ربكم؟، أما آن لكم أن تنزعوا الغطاء عن المجرمين والخائنين لدين الله؟.
أما آن لكم يا أهل الأرض المباركة أن تأخذوا على يد المفرطين بمسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم أما علمتم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه البيهقي عن حذيفة بن اليمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا من عنده ثم لتدعونه فلا يستجيب لكم».
فلسطين أرض باركها الله تعالى وارتبطت بعقيدة الإسلام، لا يساوم عليها ولا يفاوض، ولن ينال شرف تحريرها إلا رجال أخيار أبرار نذروا أنفسهم لدين الله، وأخلصوا جهادهم لله، رجال أقوياء بالحق لا يسكتون على منكر ولا يوالون عدوا.
أيها المسلمون في العالم الإسلامي:
نخاطبكم من الأرض المباركة فلسطين، أنتم منا ونحن منكم، والسلطة الفلسطينية نموذج مسخ مستنسخ عن الأنظمة الجبرية في العالم الإسلامي والتي صنعها الكافر على عين بصيرة لتحافظ على مصالحه وتحميها من تطلعات الأمة الخيرة نحو العزة والوحدة وإقامة الدين، فالجامع والقاسم المشترك بينها هو محاربة الإسلام وتكريس الانفصال بين المسلمين وموالاة الكفار وحماية مصالح أعداء الأمة من يهود وأمريكان وغيرهم.
نخاطبكم من الأرض المباركة أن انبذوا حكامكم حكام الطاغوت، وأقيموا الدين وائتوا صفا واحدا مهللين مكبرين، مطهرين للبلاد من العملاء ونفوذ الكافرين ومحررين للأرض المباركة من رجس يهود وفائزين بحب الله ورضوانه، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ﴾ [الصف آية4]
وختاما:
ندعوكم أيها الأخيار في الأرض المباركة لتلتحموا مع أمتكم وأن توجهوا خطابكم إلى المخلصين في جيوش المسلمين ليقوموا بواجبهم، ندعوكم إلى العزة وإقامة الدين، ندعوكم للعمل الحقيقي الذي يحرر المسجد الأقصى ويطهر الأرض المباركة من رجس يهود، اجعلوا صوتكم أعلى من صوت المفرطين، وإذا كان رهط الأذلة عاجزاً عن مخاطبة الجيوش بخطاب العزة، فأنتم أعزة بالإسلام أقوياء بالله فخاطبوهم بخطاب الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ﴾ [التوبة آية 38]
ونقول للمسلمين؛ هذا رمضان أقبل عليكم بنفحاته الربانية، أقبل عليكم يحمل إليكم نفحات من بدر وفتح مكة وعين جالوت، يحمل إليكم نفحات العزة والبشرى فأقبلوا عليه بنصرة الإسلام وإقامة الدين وبيعة خليفة المسلمين، أقبلوا عليه إقبال الأنصار في بدر وإقبال المجاهدين في عين جالوت والله معكم ولن يَتِركم أعمالكم.
هذه دعوة حزب التحرير إليكم وهذا نداء الأخيار فيكم
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾
التاريخ الهجري :24 من شـعبان 1435هـ
التاريخ الميلادي : الأحد, 22 حزيران/يونيو 2014م
حزب التحرير
الأرض المباركة فلسطين