بسم الله الرحمن الرحيم
[نص الكلمة التي ألقيت في وقفة شباب حزب التحرير في بيت لحم يوم السبت 2015/08/22م]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الله وبعد:
قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ * كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.
أيها المسلمون:
أما آن لحالة الفوضى والفلتان والتعدي التي يقوم بها مدراء وعناصر الأجهزة الأمنية أن تنتهي؟!! أم يظنون أن الناس عبيدٌ لا كرامة لهم...؟!!
أما آن لهم أن يدركوا أن في أمة محمد رجالاً أعزاء بدينهم لا يقبلون الذل والمهانة؟!!
أما آن لهم أن يدركوا أن حملة الإسلام شباب حزب التحرير قد نذروا أنفسهم لإقامة دين الله في الأرض ولن يثنيهم عن هذا الخير كل وسائل القمع والاعتقال والتعذيب...
أما آن لمدراء الأجهزة الأمنية وعناصرها أن يدركوا أن ذلهم أمام الاحتلال وغطرستهم على الناس لن تورثهم إلا الخزي في الحياة الدنيا والآخرة.
أما آن لهم أن يبصروا الحق ويدركوا أن الإسلام هو دين الله الذي لا يغلب... أما آن لهم أن يقفوا في صف أمتهم ودينهم...
أيها الناس:
قبل أكثر من شهر قامت السلطة الفلسطينية ممثلة برئيس جهاز الأمن الوقائي في بيت لحم، المدعو حجازي الجعبري، باحتجاز هوية وسيارة أحد شباب حزب التحرير من الشارع العام، لا لذنب إلا لأحقاد على الإسلام وحملة دعوته، وأبقت السلطة على السيارة محتجزة رغم تدخل بعض الوجهاء لإنهاء القضية، لا سيما وأنّه كان في السيارة جوازات سفر لوالدي الشاب اللازمة لإتمام إجراءات السفر لأداء فريضة الحج.
وبعد مماطلات وتسويف، سلمت السلطة الجوازات إلى وزارة الأوقاف لإتمام إجراءات الحج، في محاولة منها لتبرئ نفسها أمام الرأي العام، هذا وقد سبق أن أقدموا على مثلها في العام الماضي وحاولوا منع الشاب مهند من السفر لأداء الحج.
ورغم علم السلطة ومحافظ بيت لحم بالحادثة من خلال الوجهاء ووالد الشاب الذي سلمه كتاباً بهذا الخصوص، ورغم رد النيابة بعدم وجود قضايا لديها ضد الشاب أو متعلقاته، إلا أنّ السلطة ما زالت لغاية هذه اللحظة تحتجز السيارة وهوية الشاب.
بل إن ما قامت به عناصرها في منطقة دورا والخليل وجنين وقلقيلية ومناطق أخرى من الاعتداء على شباب الحزب وغيرهم بالضرب والتعذيب يكشف عن حالة العداء التي تسيطر عليها تجاه الإسلام وأهل الأرض المباركة.
إن عدوان الأجهزة الأمنية على أبنائكم والتعرض لهم بالاعتقال التعسفي والضرب واحتجاز الأملاك الخاصة لابتزازكم والضغط على أبنائكم هي جرائم يجب أن تحاسب عليها، بل إن قيام المحافظين بتوفير الغطاء لهذه الجرائم يجعلهم شركاء لهم في هذه الجرائم...
أيها المسلمون:
إننا نقف هنا اليوم احتجاجاً على الممارسات التعسفية والتصرفات الفرعونية التي تقوم بها الأجهزة الأمنية ضد أهل فلسطين وضد شباب حزب التحرير لابتزازهم سياسياً، غير آبهة في أفعالها تلك بدين الله أو حتى بقانون وضعته السلطة لنفسها، في مشهد يصور قمة الاستهتار والعنجهية.
إننا نقف هنا اليوم لنقول للسلطة بأنّ سياسات القمع والتضييق والملاحقة لن تفيد السلطة وأجهزتها في شيء، ولن ترهب الناس، فزمان الخوف قد ولى، بل ستكون هذه التصرفات وبالاً عليها، ومقدمة ليصيبها ما أصاب من كان أشد منها قوة وبطشاً، فهي تزيد من احتقان الناس وحنقهم عليها حتى يأخذ الناس بحلاقيمها.
فقد كان الأجدر بالسلطة أن تصبّ جام غضبها على المستوطنين الذين يقتحمون الأقصى صباح مساء ويحرقون الأطفال ويقتلعون الأشجار ويخربون العامر بدل أن تسخر قواتها للصد عن سبيل الله ومحاربة الإسلام وحملة دعوته.
ولتعلم السلطة وأجهزتها أن شباب حزب التحرير قد نذروا أنفسهم لدين الله ليقيموه في الناس بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة ولن يثنيهم اعتقال أو ملاحقة لذويهم ومنعهم من أداء فرائض الله سبحانه وتعالى، بل إن جرائم السلطة ستزيدهم إصراراً فوق إصرار وستؤكد للناس صدق دعوتهم، فمهما بذل الصادون عن سبيل الله من جهود فلن تكون سوى كالنفخ على الشمس.
وإنّ رحى الإسلام دائرة ولينجزنّ الله وعدَه، ولتقومنّ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، ولنطهرن الأرض المباركة من رجس يهود وعندها لن ينجو هؤلاء المجرمون... قد يرون ذلك بعيدا ولكنا نراه قريبا.
﴿إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً﴾
اللهم أعزنا بالإسلام وأعز الإسلام بنا
اللهم عليك بالظالمين والمجرمين...
اللهم عليك باليهود ومن والاهم
اللهم إنا نسألك فرجا قريبا ونصرا مؤزرا... خلافة راشدة على منهاج النبوة توحد بها صفوف المسلمين وتقيم فيهم الدين وترد بها عدوان الكافرين والغاصبين...
اللهم ارزقنا صحبة رسولك واجعلنا من عبادك الراشدين والحمد لله رب العالمين
التاريخ الهجري :7 من ذي القعدة 1436هـ
التاريخ الميلادي : السبت, 22 آب/أغسطس 2015م
حزب التحرير
الأرض المباركة فلسطين